ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 24/11/2012 Issue 14667 14667 السبت 10 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

من الكتب التي تم إهداؤها إليَّ عن طريق أحد الأصدقاء كتاب (من طرائف الحكمة) للرجل المخضرم والقيادي البارع رجل التربية والتعليم ورجل الدولة المحنك (محمد بن صالح العميل). هذا الكتاب يُعتبر كنزاً ثميناً لأنه غطّى جميع أشكال الحكمة في موروثنا الثقافي الإسلامي، واختصر على القارئ الشيء الكثير، وهو في الحقيقة زاد للكاتب، ومن يبحث عن توظيف الحكمة في كتاباته، وأنا واحدٌ من الكتَّاب المتواضعين الذين ينقصهم مثل هذه الحكم أحببت أن أُنوِّر نفسي بها من خلال الاطلاع على هذه الكتاب والذي تم بالفعل، وقد لفت انتباهي في فهارس الكتاب موضوعٌ جميلٌ (في التأني والعجلة)، حيث استطاع الكاتب أن يرصد الحكم التي تناولته سواء في موروثنا العربي أو في الثقافات الأخرى، وفيما يلي بعضٌ مما أورده في هذا الشأن عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير، ومن منع حظه من الرفق فقد منع حظه من الخير).

أدلى أعرابي عند معاوية - رضي الله عنه - بشهادة.. فقال له معاوية: كذبت.. فقال الأعرابي الكاذب والله المتزمل في ثيابك.. فقال معاوية: هذا جزاء من استعجل.

قال رجل لعمر بن عبد العزيز: إن فلاناً رجل أمين. فقال له عمر: هل سافرت معه أو ائتمنته؟ قال: لا قال عمر: إذن لا تعجل في مدحه لا علم لك به. لعلك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد.

قال الشعبي: حضرت مجلس شريح القاضي فجاءته امرأة تخاصم زوجها وهي تبكي. فقلت: ما أظن إلا أنها مظلومة. فقال شريح: لا تعجل فإن إخوة يوسف جاؤوا أباهم عِشاءً يبكون وهم له ظالمون.

قال حكيم: إياك والعجلة فإن العرب تسميها أم الندامة، لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكر، ويقطع قبل أن يقدر، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم قبل أن يخبر ولن يصحب هذه الصفة أحدٌ إلا صحبَ الندامة، واعتزل السلامة.

قال أرسطو للإسكندر: احفظ عني ثلاث خصال: قال وما هن؟ قال: صل عجلتك بتأنيك، وسطوتك بترفقك، وضرّك بنفعك، قال: زدني. قال: انصر الحق على الهوى تملك الأرض ملك استعباد.

تقول العرب: رب عجلة تهب ريثاً. معناه أن الرجل يعمل العمل، فيستعجل فيه، فيحتاج إلى أن يعود فينقضه، ثم يستأنف العمل فيه.

كان يُقال: لا يُوجد العجول محموداً، ولا الغضوب مسروراً، ولا الكريم حسوداً، ولا الشره غنياً، ولا الملول ذا إخوان.

قال خالد بن برمك: من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء كان خليقاً أن لا ينزل به مكروه: العجلة، واللجاجة، والعجب، والتواني، فثمرة العجلة الندامة، وثمرة اللجاجة الحيرة، وثمرة العجب البغض، وثمرة التواني الذل.

قال حكيم: المتأني في علاج الداء بعد ما عرف علاجه، كالمتأني في إطفاء النار وقد أخذت بثيابه.

قال حاتم الأصم: كان يُقال: العجلة من الشيطان إلا في خمس فإنها من سنّة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إطعام الضيف إذا حلَّ، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الديْن إذا حلّ ووجب، والتوبة من الذنب إذا وقع.

قال بزر جمهر: التأني حصن منيع إليه يلجأ ذو الرأي، وبه يستماح النجح، وبه يتوقع الظفر بكل مطلوب.

قال الشعبي: أصاب متأمل أو كاد، وأخطأ مستعجل أو كاد.

قال عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لا يزال المرء يجني من ثمرة العجلة الندامة.

قال المهلب: أناة في عواقبها درك، خير من عجلة في عواقبها فوت.

قال حكيم: من أسرع في الجواب حادَ عن الصواب: وقال آخر: من ركب العجل أدركه الزلل.

قال يحيى بن خالد: احرس عقلك من شهوتك، وشيبك من عادتك، ونفسك من الآثام، وبدنك من الهموم، وصحتك من التيه وكلامك من الزلل، ولا حراسة لذلك كله إلا بأناة.

قال حكيم: يُدرك بالرفق ما لا يُدرك بالعنف، ألا ترى أن الماء على رقته يقطع الحجر على شدته. والله من وراء القصد.

mid@abegs.org
 

«التّأني والعجلة»
منصور ابراهيم الدخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة