ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 26/11/2012 Issue 14669 14669 الأثنين 12 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

كل الناس قد سلموا.. وعوفي المجد والكرم
مقبول بن فرج الجهني

رجوع

 

الحمد لله على سلامة حبيب القلوب، وكيف لا نفرح نحن أبناء هذا الوطن بل والإنسانية جمعاء بهذا الفضل من الله، مثلما تألمنا وتألمت الإنسانية جمعاء لألمه ولأي عارض ألمّ به، حتى جاءتنا البشرى والبشارة، وألسنتنا تلهج بالدعاء وتلح في الرجاء بأن يحفظ لنا والدنا وقائدنا ومليكنا الذي احتضن كل أبناء شعبه بالخير لحاضرنا ومستقبل أجيالنا.

لقد اطمأن ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على صحة المليك الغالي، وطمأننا سموه بأنه بصحة وعافية، وما أعظمها من بشرى جاءت بردا وسلاما على قلوب تخفق حبا وولاء ووفاء لمليكها. ثم جاء تصريح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبد العزيز عبر «عكاظ» بما طمأن القلوب وحرك الدمع، عندما تحدث سموه عن الذي يشغل عقل وقلب الملك حتى قبيل إجراء العملية، وفي مثل هذه اللحظات عادة ما يشغل الإنسان خواطر الصحة، لكنه الإيمان العميق والشكر لله واحتساب الأجر الذي يعمر قلب خادم الحرمين الشريفين، فلم يشغله رعاه الله، سوى الوطن والمواطن.

يقول سمو الأمير عبد الإله: (إن الملك المفدى ظل مهموما بشؤون الوطن والمواطن حتى قبيل إجراء العملية حيث كان يحدثنا طوال سيرنا في الطريق إلى المدينة الطبية عن المشروعات المستقبلية التي ستنهي معاناة الطرق ومنها القطارات ومشروعات النقل المتعددة داخل المدن، ودائما يتلمس احتياجات المواطنين وكل ما يخدمهم).

لقد توافد أصحاب السمو والمعالي وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين على مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، تسابقهم أفئدة كل أبناء هذا الشعب الوفي، بنفس اللهفة للاطمئنان على والد الجميع. أليس هذا الحب المكين للقائد الرمز الذي أحببناه مع نبض قلوبنا التي تعانقه قبل أحداقنا على مدى أعوام وعقود بالولاء الصادق والوفاء الجميل.. ملك كله عطف ومحبة وانعم الله عليه بالحكمة والحنكة، وأفاض عليه بالوقار والمكانة العظيمة في عقل وقلب وضمير شعبه وأمته والعالم.

لقد غمرتنا يا ابن عبد العزيز بفيض مشاعرك, وأغدقت علينا بتواضعك وطيب خصالك، ومنحتنا كامل حرصك واهتمامك, تعايش هموم المواطن وتطلعاته وآماله. وهل ننسى توجيهاتكم الكريمة للمسؤولين (عليكم الاهتمام بالضعفاء والمحتاجين الذين لا حول لهم ولا قوة والحرص عليهم وتلمس حاجاتهم وإعطاءهم حقوقهم لأنهم الأولى بالرعاية والأحق بالعناية وهم ألزم علينا من الأقوياء القادرين، فالله الله بهم وهم من ذمتنا إلى ذمتكم في حدود اختصاصكم واستطاعتكم).

لقد عشنا جيلا بعد جيل على محبة أبي متعب متعه الله بالصحة والعافية.. قيادة مهابة تزينها فضيلة البساطة المحببة التي تلامس الأفئدة داخل الوطن وخارجه، وتواضع نرجوه قدوة لكل مسؤول، ومبادئ عظيمة تخاطب كل قطاعات الشعب. انه عقد الحب الفريد في قلوبنا نعايشه واقعا مضيئا، تغذيها القيادة بصدق الإيمان وجمال الروح، وبقيم الحق وقواعد العدل، وتقوى الله في شعبه أمناً ورخاء للحاضر والمستقبل في وقت تعصف فيه أمواج الفتن والهزات الاقتصادية والاجتماعية دولا وشعوبا قريبة وبعيدة.

لذا لا حاجة لقيادتنا إلى شعارات تجذبنا إليها أو تعطي عنوانا للخارج، ولا حاجة لنا إلى استطلاع رأي اعتدنا أن نقرأه في العالم بالأرقام والنسب المئوية صعودا وهبوطا عن شعبية زعامات، تدفعها مصالح ضيقة وتوجهات وتحالفات وانتماءات ضيقة تقسّم شعوبا ودولا يتصارع فيها مؤيدون ومعارضون، محبون وكارهون، وتحزبات سياسية وطائفية ومذهبية تهدد أوطانا كثيرة وتصيب وحدتها الوطنية بالتشوه والعطب.

المعادلة الوطنية السعودية مختلفة لأنها واضحة راسخة متجذرة ونقية في الترابط جسدا واحدا قيادة وشعبا، وبلغت به المملكة آفاق العزة والتطور والاستقرار والمكانة المرموقة بين الدول والأمم في قفزات حضارية لا تعد بحساب الزمن. فالحراك التنموي يضيف للوطن المزيد والمزيد من الإنجاز مع إشراقة كل صباح في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، حتى بات كل الوطن ورشة عمل نوعية غير مسبوقة في تنمية متوازنة لا تفرق بين مركز وأطراف، ولا بين قرى ومدن وهجر، كل ينال نصيبه من الإنجاز ومشروعات التنمية، ولها الحق في الطموح، ويصل صوتها إلى أمراء المناطق والوزراء الذين يضعون نصب أعينهم توجيهات ولي الأمر بمتابعة أحوال المواطنين وتلمس احتياجاتهم، ومتابعة المشروعات لإتمامها في أوقاتها المحددة.

إن شواهد الخير من الإنجازات تتوالى - ولله الحمد - في نهضة شاملة وحقيقية للوطن والمواطن، ونحصد ثمارها عزة ورخاء: عشرات الجامعات وبرنامج طموح للابتعاث الخارجي في أرقى الجامعات واضخم الإمكانات، ومنظومة هائلة من الكليات والمعاهد والمدارس للبنين والبنات، ومشروعات صحية متعاظمة وطرق جديدة ومشروعات بنية أساسية لا تتوقف في كل أنحاء الوطن وتنمية اجتماعية متسارعة توفر الحياة الكريمة.

الملك عبد الله بن عبد العزيز ليس فقط مليكنا الذي يحتضن آمالنا وتطلعاتنا بحكمته وضميره الناصع، وإنما هو رمز عزيز تربع على عرش قلوب ملايين البشر في العالم الذين يدعون له بالصحة والعافية والعمر المديد لإنسانيته وأياديه البيضاء وانبهرت بتواضعه، وبمواقفه ومبادراته تجاه الذين يئنون من وطأة الفقر وضيم الظلم وخطر الفرقة.. والمملكة بقيادتها الرشيدة تعني لأمتها الكثير، فهي مقصدها في المواقف والهدف، وقلبها النابض بالهوية الأصيلة، وضميرها الحي للتضامن، والمملكة تعني لاقتصاد العالم الحكمة الضامنة لاستقراره، ولذا من الطبيعي بهذه العبقرية في الزعامة الرصينة والسياسة الاقتصادية الحكيمة أن تحجز مقعدها المحترم بين مجموعة العشرين الكبرى.

ويقدر العالم لخادم الحرمين دعوته للحوار بين أتباع الديانات والحضارات، بعد أن كانت البشرية على شفا صراعات تطاير شررها وكادت أن تختطفها إلى المجهول، فتجاوب العالم مع مبادرة الحوار ليعود للبشرية مسارها الحقيقي في تعزيز قواسم الشراكة الإنسانية السليمة عملا بقول الحق تبارك وتعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.

ليبقى الفرح يغمر قلوبنا بالبهجة بسلامتكم يا خادم الحرمين، قائدا ملهما تقدم الأنموذج الأنصع والأرقى كيف تتطور الأوطان في استقرار وأمن وأمان ويكرّم الإنسان، وقبل ذلك كيف يكون شرف المسؤولية في رعاية أقدس المقدسات وخدمة الإسلام والمسلمين.. حفظكم الله يا خادم الحرمين وأتم عليكم نعمائه بتمام الشفاء العاجل وألبسكم ثوب الصحة والعافية. فبسلامتكم كل الناس قد سلموا وبمعافاتكم عوفي المجد والكرم.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة