ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 26/11/2012 Issue 14669 14669 الأثنين 12 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما أن أعلنت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، حتى عمت الاحتفالات أرجاء كثيرة من عالمنا العربي، ومع أن الإنسان يتفهم أن يقام احتفال على أشلاء ودماء ضحايا أبرياء في حالة النصر الحقيقي، إلا أن ما لا يمكن فهمه هو أن تقام تلك الاحتفالات بعد هجوم دامي قامت به إسرائيل، وذهب ضحيته عشرات الشهداء، معظمهم من الأطفال، وتزامن مع تلك المجزرة إطلاق بعض الصواريخ من القطاع على إسرائيل، والآن دعونا نحاول تفسير هذه الحرب العاجلة، والمريبة من خلال ما أعقبها من أحداث غريبة، قلبت بعض الموازين رأسا على عقب.

بدأت سلسلة الأحداث بشكر إيران على دعمها، ونعلم جميعا أنها كانت قبل ذلك على القائمة السوداء في معظم أنحاء العالم العربي، وذلك نظير موقفها من الثورة السورية، والتي تطورت من مجرد التأييد المعنوي إلى المشاركة الفعلية في قمع الثورة، وكان مريبا ذلك الحماس الذي كان عليه قادة «حماس» في شكرهم لإيران، ولا ندري هنا من ذا الذي يراد إيهامه بأن غزة قد حققت نصرا ساحقا على إسرائيل، وأن هذا النصر كان نتيجة للدعم الإيراني للفلسطينيين في غزة، فهل كان الشكر محاولة لتبييض وجه إيران عربيا؟، وهل يعقل أن تكون إسرائيل قد ساهمت فعليا في خدمة عدوها الإيراني اللدود؟!!، حسنا، وماذا بعد؟

فجأة، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي حزمة من القرارات التي صدمت الجميع، أنصاره قبل خصومه، والتي جمع بموجبها كل السلطات في يده، بما في ذلك السلطة القضائية، وهو الأمر الذي لم يتجرأ أي رئيس مصري سابق على اتخاذه من قبل، ثم أعلن أن قراراته غير قابلة للطعن، أي أن له الحق في استصدار ما يشاء من قرارات، دون أن يكون لكائن من كان الحق في الاعتراض عليها، وعلينا أن نتذكر أن مرسي كان في قلب الأحداث أثناء ضرب غزة، لدرجة أن الرئيس الأمريكي طلب منه التوسط لإنهاء الأزمة!، وبالفعل، بعد أن تمت الهدنة، أصبح الرئيس مرسي بطلا، وضخم الإعلام ذلك، فهل كانت مصادفة أن يتخذ الرئيس مرسي قراراته في هذا التوقيت بالذات؟ ثم ماذا عن مستقبل حماس، وهي التي كانت سببا غير مباشر في تبييض صفحة إيران، وإعلان الرئيس مرسي حاكما مطلقا لمصر؟

من الواضح أن الحركة تخبطت كثيرا في تحالفاتها خلال السنوات الماضية، وتشرذمت حتى لم تعد تسيطر بشكل كامل على بعض الفصائل داخل غزة، وهو الأمر الذي يزعج إسرائيل، ولهذا كان لزاما أن تكون تحت سلطة ما، تثق بها إسرائيل، ويبدو أن الأمر قد قضي بليل بأن تكون هذه السلطة، الراعية الرسمية لحماس، هي حكومة الإخوان في مصر، خصوصا أن هذا يتماشى مع موجة صعود الإسلام السياسي في عالمنا العربي، وربما تبين الأشهر القادمة ذلك بشكل واضح.

وقبل أن نختم لا بد أن نتوقف عند موقف أنصار الإسلام السياسي في دول الخليج، إذ رغم أنهم كانوا من أنصار الثورات العربية التي أسقطت الديكتاتوريات، إلا أنهم دافعوا بضراوة عن قرارات مرسي «الديكتاتورية»!، مع أنهم - هم ذاتهم- الذين هاجموا سمو أمير الكويت قبل أسابيع، بل إن بعضهم شكك في بيعته الشرعية، فهل بقي لهم بعد ذلك من مصداقية؟!، ننتظر ونرى.

فاصلة: «الظلم في أي مكان يهدد العدالة في كل مكان».. مارتن لوثر كنج.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
الرابحون من ضرب غزة!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة