ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 27/11/2012 Issue 14670 14670 الثلاثاء 13 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مصرفية إسلامية

 

«مدينة السيارات الفارهة»..هل تصبح الوجهة القادمة للمصرفيين الإسلاميين؟

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - محمد الخنيفر:

هدير محركات السيارات الفارهة يدب في أوساط «مدينة المصرفيين». ولكن احذروا !! فليس كل شخص يستطيع تحمل تكلفة شراء السيارة العادية ! ومهما كانت الإجابة التي تدور بمخيلتكم حول عدم استطاعتهم تحمل تكلفة هذه المركبات العادية, فهي بالتأكيد ليس لأن سكانها يعيشون في فقر مدقع !

لدى أقلية قليلة من سكان سنغافورة سبب للتفاخر و التباهي على غيرهم. فهم «يملكون» سياراتهم الخاصة. قد لا يكون ذلك سببا للتفاخر ببلدان مثل السعودية و الإمارات ولكن قد تتغير وجهة نظرنا عندما نعرف أن 15 % من سكان سنغافورة يملكون سيارات مقارنة مع 82% في الولايات المتحدة الأمريكية, وذلك وفق إحصائيات البنك الدولي.

فسيارة بي ام دبليو المكشوفة (335i ) تبلغ قيمتها 260 ألف دولار (أي خمسة أضعاف سعرها في الولايات المتحدة). بل أن هذه السيارة لوحدها تستطيع أن تؤمن شراء منزل بالسعودية. فنسبة امتلاك السيارات الرياضية في سنغافورة هي الأعلى حول العالم. فأي واحد يمتلك سيارة هناك فهو بالتأكيد فاحش الثراء.

المصرفيون العرب

وتعد سنغافورة إحدى أكبر عواصم التمويل العالمية. وهي من دون شك ستنظر في عين الاعتبار من مسألة الاستفادة من خدمات المصرفيين الخليجيين المتخصصين في المالية الإسلامية، وذلك عبر تفعيل اتفاقية التجارة الحرة التي ينتظر تصديقها من السعودية فقط. ومن شأن ذلك أن ينذر بتسهيل عمل الخليجيين الموهوبين هناك.

وتعاني سنغافورة من انعدام في البنية التحتية الخاصة بالموارد البشرية المتخصصة في المالية الإسلامية، الأمر الذي جعلها تشجع كوادرها الشابة على التخصص في علوم المالية الإسلامية، لتتفوق على كثير من الدول العربية التي أغفلت هذا الجانب.

وكما هو الحال مع أثرياء الصين وأوربا الذين انتقلوا للعيش في سنغافورة, فليس هناك سبب يمنع الأثرياء الخليجيين من فعل ذلك بعد أن يتم تفعيل اتفاقية التجارة الحرة. وستنعكس تلك الخطوة على زيادة الطلب على «المصرفية الخاصة» و مدراء الثروات العرب من المصرفيين.

باهظة الثمن

قد يتساءل البعض لماذا السيارات في تلك المدينة الصغيرة الحجم باهظة الثمن. أول تلك الأسباب هي رسوم تسجيل السيارة. فهذه التكاليف وحدها تساوي 150% من قيمة السيارة وحدها. فشهادات التسجيل هذه يتم المزايدة عليها في مزاد شهري. وأحدث الدعابات السنغافورية حول استمارة التسجيل تقول بأن رسوم التسجيل هذه تستطيع بها شراء سيارة بورش جديدة من نوع بوكستير في الولايات المتحدة. فتكلفة شراء فيراري من طراز 599 (جي تي بي فلورانو) يساوي ربع مليون دولار في أمريكا. ولكن هذه التكلفة تقفز بفضل الرسوم و الضرائب إلى مليون و مائة وخمسين دولار في سنغافورة.

حماية البيئة

والسبب الثاني في ارتفاع تكلفة السيارات يكمن في أن هذا الارتفاع سيحد من أضرار التلوث عبر تهبيط همة السكان بامتلاك السيارات. فالأرقام الرسمية تظهر بأن مستويات تلوث الهواء في سنغافورة أصبحت أقل بنسبة 88% من النسبة الموصى بها من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية.

و السبب الثالث و الأخير لتثبيط السكان من امتلاك السيارات يكمن في تقليل الازدحام و تشجيع السكان على استخدام القطارات الآلية التي تخطط الحكومة إلى زيادة الإنفاق على مثل هذه المشاريع. ويا ليت دولنا الخليجية تستفيد من هذه النصائح الذهبية المتعلقة بكيفية تخفيف حدة الزحام بطُرقنا.

راتب الوزير

وتفاخر سنغافورة عن غيرها من البلدان باضمحلال الفساد بين وزرائها. وهذا ما يفسر كون وزراؤها يستلمون دخلا سنويا يفوق الدخل السنوي للرئيس الأمريكي نفسه الذي يستلم 400 ألف دولار. وبحسب بيانات بلومبرج فإن الدخل السنوي لرئيس الوزراء السنغافوري سيصل إلى 1.7 مليون دولار. وساهمت تلك الإستراتيجية الحصيفة في تقليل عمليات الفساد و المحافظة على المواهب السنغافورية بدلا من هجرتها للعمل بالخارج كما يحصل مع البلدان العربية.

أحفاد العرب

وتعول سنغافورة على أحفاد التجار العرب القدماء لتذكر ماضي أجدادهم مع هذه المدينة التاريخية واتخاذها كمنصة إطلاق لنشاطات المالية الإسلامية. حيث نجحت تلك الدولة في وضع نفسها كمركز للعلاقات الدبلوماسية والتجارية المتنامية بين الشرق الأوسط وشرق آسيا، وهي إستراتيجية تتزعمها الدولة بهدف تعزيز مكانة هذه الدولة المؤلفة من مدينة واحدة كمركز إقليمي للمال والطاقة. وتزعم الدولة الآسيوية الصغيرة أنها في موقع فريد يمكنها من مساعدة المستثمرين الشرق أوسطيين للوصول إلى الأسواق الصينية بسبب علاقات حكومتها الوثيقة مع الزعماء الصينيين. . وتستهدف سنغافورة على وجه الخصوص خدمات الصيرفة المؤسسية وتلك التي تباع بالجملة، وإدارة الصناديق وأسواق المال للعمل كوسيط للتدفقات المالية الداخلة إلى منطقة آسيان والخارجة منها.

وهناك تاريخ طويل من العلاقات التجارية والثقافية بين سنغافورة والشرق الأوسط، والتي تشكلت إبان الحقبة الاستعمارية الماضية. ذلك أن التجار العرب، خاصة الحضارمة منهم، نشطوا منذ عقود في منطقة جنوب شرق آسيا واستقروا في سنغافورة في الأيام الأولى من تأسيسها في عام 1819.

وقبل الحرب العالمية الثانية، كانت عائلات التجار العرب من أثرى العائلات في سنغافورة. فكانت تسيطر على تجارة الحج إلى مكة من سنغافورة التي خدمت السكان المسلمين في المنطقة، وحافظت على مصالح وحصص لها في كثير من تجارة الشحن صغيرة النطاق في الأرخبيل الإندونيسي والماليزي، وكانت تملك الكثير من الأراضي في سنغافورة نفسها.

وتم تشييد الكثير من المباني التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وما زالت قائمة في سنغافورة من قبل تلك العائلات العربية، ويمكن مشاهدة الآثار التي تدل على النفوذ الشرق أوسطي حول شارع العرب في محيط الجامع الكبير في سنغافورة، وهو مسجد السلطان الذي تأسس منذ 189 عاما. حيث ما زال أحفاد التجار الأوائل من العرب يحتفظون بمحالهم. والمتجول في «شارع العرب» هناك يجد سلسلة من المطاعم ذات الطراز الشرق أوسطي التي تم تأسيسها في الآونة الأخيرة، ويدار الكثير منها من قبل مهاجرين عرب جدد. وفي العصر الحديث، كان أهم العلاقات التجارية وما زال ممثلاً في الإمدادات الثابتة من النفط الخام إلى سنغافورة، التي يوجد فيها أهم مركز للوقود الأحفوري وتصديره في آسيا.

*مراقب و مدقق شرعي معتمد من (AAOIFI ) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لمجموعة «ادكوم آكادمي» المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة