ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 27/11/2012 Issue 14670 14670 الثلاثاء 13 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الأطفال من أكثر شرائح المجتمع التي تستهدفها صناعة الترفيه، فيوجهون إليهم الرسوم المتحركة والبرامج التلفازية وحتى الأفلام، وهم جمهور مضمون، فالطفل يعشق الترفيه واللعب ولا يمانع أن يقضي ساعات في مشاهدة برنامج ترفيهي أو فيلم كارتون، لكن المشكلة هي أن عقولهم الصغيرة لا تستوعب الفرق بين الواقع والخيال، وهذا ما يضع البعض في ورطة، لعل أبرزهم جورج ريفز الذي كاد أن يفقد حياته نتيجة ذلك!

الممثل جورج ريفز أدّى دور البطولة في مسلسل «مغامرات سوبرمان» الذي امتد من عام 1952م إلى 1958م، وسوبرمان شخصية خيالية عبارة عن رجل خارق من كوكب آخر اسمه كريبتون أتى للأرض طفلاً وذلك بأن وضعه أبوه في مركبة صاروخية وأرسله للأرض قبل انفجار الكوكب، ونشأ على كوكبنا في الريف في بيت رجل وامرأته اعتنيا به حتى كبر، وبدأ يلاحِظ أن له قدرات خارقة في هذا الكوكب ليست للبشر الذين يسكنونه، فقرر استخدام قدراته للخير عرفاناً بجميل أهل الكوكب الذين ربّوه ورعوه وصار يعمل ضد الجريمة والحروب وما إلى ذلك، ومن صفاته أنه شديد القوة، حتى أن الرصاص والقنابل لا تؤثر فيه، وهذا ما قاد لبعض الطرائف خاصة للممثلين الذين يلعبون دور سوبرمان، ذلك أن البرنامج كان يتابعه الكثير من الأطفال وكما هو معروف فالطفل لا يفرق بسهولة بين الخيال والواقع، فإذا رأوا ممثلاً يضرب 10 رجال لوحده أو ممثلاً يخترع أجهزة للسفر عبر الزمن صدقوا هذا وسألوه عنها وانبهروا به إذا رأوه في الواقع، وهذا ما حصل مع جورج ريفز بطل برنامج سوبرمان ذاك، فلما نجح البرنامج واشتهر صار ريفز اسماً معروفاً يستوقفه الناس في الشارع ليسلّموا عليه ويُبدوا إعجابهم، ومنهم الأطفال، المشكلة هنا -كما أظن أنكم توقعتموها- هي أن الأطفال كانوا يظنون أن ريفز نفسه رجل خارق، ولهذا كانوا يسألونه أن يريهم قدراته الخارقة التي يقدر عليها سوبرمان ولا يقدر عليها البشر مثل أن تصطدم به سيارة ولا تضره أو أن يركض بسرعة البرق، وهذه يمكن الالتفاف حولها، ولكن ما أشغل باله هو الأطفال الذين كانوا يحاولون اختبار قدراته الجسدية، فيأتي أحدهم ويباغته بضربة أو يركله ليرى قدرات الرجل الخارق الذي لا يكاد يؤذيه شيء!

بعد تكرر هذه الحوادث صار ريفز قلقاً من التعامل مع الأطفال، وكان أخطر ما مر به أن طفلاً ذات مرة أتاه ثم أخرج مسدّساً وصوَّبه إليه، وكان قد أخذ المسدس من خزانة أبيه بدون علم الأب، وأَنذَر الطفلُ ريفز أنه سيطلق عليه النار ليرى قدراته الخارقة! ولم يقتنع الطفل أن ريفز ليس إلا ممثلاً لا قدرات خاصة له، فلما أيقن الممثل أن حياته صارت في خطر لجأ لحيلة طريفة، فقال للطفل: «صحيح، الرصاص لا يضرني، ولكنه يضر الناس، وإذا أطلقتَ علي النار فإن الرصاصة سترتد من على جسمي الجبّار وتصيب إنساناً بريئاً من الناس الذين حولنا الآن»، وهنا اقتنع الطفل ولم يطلق النار وسلّم المسدس له!

نجا ريفز ولم يكن ذاك يومه، أما المفارقة فهي أن ريفز انتحر بعد هذه الحادثة بسنين قليلة بطلقة نارية!

 

الحديقة
الأطفال... والخيال
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة