ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 28/11/2012 Issue 14671 14671 الاربعاء 14 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ثمانية أعجبتني
عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الريس

رجوع

 

سأل أحد العلماء تلميذه: منذ متى صحبتني؟ فقال التلميذ: منذ ثلاثٍ وثلاثين سنة. فقال العالم: فما تعلمت مني في هذه المدة؟ فقال التلميذ: ثماني مسائل. قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون. ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل فقط! قال التلميذ: لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب عليك.

فقال العالم: هات ما عندك لأسمع.

قال التلميذ:

- الأولى: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يتخذ صاحباً، فإذا ذهب إلى قبره فارقه صاحبُه، فصاحبتُ الحسنات فإذا دخلت القبر دخلت معي.

- الثانية: أني نظرت في قول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} فَأَجْهَدْتُ نفسي في دفع الهوى حتى استقرت طاعة الله تعالى في قلبي.

- الثالثة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع، ثم نظرت إلى قوله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} فكلما وقع في يدي شيء له قيمة وَجَّهته لله تعالى ليحفظه عنده.

- الرابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كلاً يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريماً.

- الخامسة: أني نظرت إلى الخلق وهم يتحاسدون على نعيم الدنيا فنظرت إلى قول الله تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني.

- السادسة: أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضاً ويبغي بعضهم بعضاً ويقاتل بعضهم بعضاً ثم نظرت إلى قول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّا} فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.

- السابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويُذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له فنظرت إلى قول الله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا} فعلمت أني واحدُُ من هذه الدواب، فاشتغلت بما لله علي وتركت ما ليَ عنده.

- الثامنة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكلاً على مخلوق مثله، هذا على ماله، وهذا على ضيعته، وهذا على مركزه، ونظرت إلى قول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } فتركت التوكل على المخلوق، واجتهدت في التوكل على الله الخالق.

فقال العالم: بارك الله فيك، نِعْم التلميذ الصالح أنت.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة