ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 01/12/2012 Issue 14674 14674 السبت 17 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- مضت ذاكرته تستنطقُ ذكرياتِه ووجد أجملَ ما فيها صحبةَ الكبار، وأسعفه حظّه أن رأى كُثُرا واقترب من بعضٍ وقرأ فيهم ما لم يقرأه عنهم واعتنق فكرةَ الكتابةِ حولهم كي لا تتيه نماذجُهم وسط الضجيج الرقميّ الذي يعطي وزنًا معياريًا لهم يقلّ عما يمنحه لمن يلاحقون الضوءَ؛ فيُنسى أولئك ويذكر هؤلاء.

- يجيء الأجملُ من اعتيادِ التعامل المهذب الهادئِ معهم الممتد مع المرء اقتداءً ووفاءً، وهو ما يفتقده بعضُ شباب اليوم بحكم اندماجهم في العوالم الافتراضية التي تملأُ أوقاتهم فيظنّونها الكون واقفًا ينتظرُ إشاراتهم؛ فإذا خرجوا إلى عوالم الحقيقة عاشوا التيهَ السلوكيَّ الذي عايشوه في وسائط الشبكات.

- امتلأ جيلُنا بالأشقياء كمَن قبلنا ومن تلانا ولا سيما في مرحلة الطلب المبكرةِ، وهو أمرٌ معتادٌ في هذه المرحلة العمرية المرتبطةِ بمتغيراتٍ «بيولوجية ونفسيةٍ» تحتاجُ إلى استيعابٍ أبويٍ يتبدل بعده السلوك السلبيُّ، غير أن في جيل اليوم من لا يحفظُ للكبيرِ أقدميته وتقدمَه، وربما جار عليه في التعامل بعد ما قصَّر عنه في العمل وإن لم يكونوا سواءً؛ ففيهم من يرتاد منتديات الكبار ويلازمهم ويقضي حوائجهم.

- يشيخُ الكبير فلا يجد حوله غيرَ ذكرياته، ويفتش عن رفقةِ الشباب والكهولة فيراهم مثله منشغلين ومتشاغلين، ويبحث عن تلاميذه ومريديه فلا يجد لهم صدى، ويبعث بنتاجه فلا يُستقبل، وينشر كتبَه فيعلم بها قلة، ويعتكف وحيدًا يندب الزمانَ وأهله.

- نتحاور -في جلسة علميةٍ «تويترية» مساءَ كل اثنين- حول كتابه: «فواصل في مآزق الثقافة العربية»، وجرى الحديث عن بعض الرموز فوجد في الشباب من يأسى لبعده عنهم بحكم الواقع المجتمعي والمسافة المكانية، ورأى بعضُهم تخصيصَ برامج مرئية لهم في القناة الثقافية «مثلا» التي يفترض أن تنتقل إليهم في منازلهم لتسجيل حلقاتٍ علميةٍ وإبداعيةٍ معهم، وربما جاز كذلك اقتراحُ برامج على نمط برامج الدعاة والمفتين يُستضاف فيه كبارُ الكُتّاب والمؤلفين للإجابة عن الاستفساراتِ الثقافيةِ التي تُهمُّ الناشئين.

- ملمحٌ واعدٌ بغير ما وجد في مفارقاته حين يحِلُّ ذكرُ أديب متوارٍ فلا يعلم المشتغلون في الساحة الثقافية أحيٌ هو أم ميت، بل ربما جزم بعضهم برحيله، وفيهم من يعبث به المرضُ والعزلةُ والاكتئاب ولا طارق يمرّ ولا مسؤول يتحرى ولا وسائل تسأل وتتساءل.

- لم يعد «صندوق الأدباء ورابطة الكتّاب» مطلبين ترفيين، وتحقيقُهما على وجه السرعة مهمةٌ وطنية كي لا نأثم بالعقوق الثقافي، وحتى لا نخسر مشروعاتٍ ثقافيةً منتجةً كان يمكن أن تبصر الضوء لو وجدت محرضين وداعمين؛ فليس الجميع مرعيين ولا مقتدرين.

- تذكر «علي العمير وأحمد البدلي وعبدالله شباط وأسامة عبدالرحمن وعبدالعزيز النقيدان وإبراهيم الدامغ وعلوي الصافي وإبراهيم الناصر وآخرين» فتخيل كيف كانوا وإلام صاروا واستعاذ ثلاثًا من الجحود.

- القاماتُ قيمٌ وقمم.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

لم يبقَ أحد..
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة