ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 02/12/2012 Issue 14675 14675 الأحد 18 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الخوف من المستشفيات أمر شائع ومنتشر حول كل أنحاء العالم، ولا أكاد أعرف شخصاً إلا وهو قلق من الدخول للمستشفى، والبعض يكون هذا لديهم ليس قلقاً فحسب بل هلع كامل، وحتى المشاهير لا يَسلمون من ذلك، فالممثل الصيني الشهير جاكي تشان قال إنه يخاف المستشفيات ولا يحب دخولها، هذا وهو بطل الكونغ فو الشهير! وإصاباته كثيرة في أفلامه، وهي إصابات تحصل لأنه يصر على تنفيذ الحركات الخطرة بنفسه عكس ممثلي هوليوود الذين يستعينون بالبديلين المتخصصين في تنفيذ الحركات الخطرة كالقفزات من الأماكن العالية أو المشاهد القتالية العنيفة، فكُسِرت عظامه وجُرِحَت أعضاؤه والتوَت أطرافه ورغم هذا لا يذهب للمستشفى إلا في أقل الأحوال، فكان إذا أُصيب له عظم ضربه بقوة ليعيده في مكانه! والمغني الأمريكي وارين زيفون توفي بعد أن أُصيب بمرض السرطان وكان يرفض الذهاب للمستشفى حتى ولو لمجرد الكشف بسبب رعبه من المشافي، وكانت النتيجة أن تطور المرض حتى قتله.

هناك أسباب متعددة لخوف الناس من المستشفيات منها الجو العام للمستشفى، ولا أريد ذكر الكثير غير هذا لئلا أخيف القارئ الكريم! ولكن من أكثر المخاوف شيوعاً في العالم هو خوف الناس من الإبرة، حتى لو كانت ضرورية كلقاح ضد وباء أو كمضاد حيوي فإن أغلب الناس يخشون الإبرة، وهذا أرى أنه معقول وغير معقول في نفس الوقت، فهو مفهوم لأن فكرة الإبرة أنها شيء حاد يخترق الجلد ويؤلم، ولكن ما لا أستوعبه في النفس البشرية (ومنها نفسي!) هو أن ألم الإبرة بسيط، لا سيما وأن الإنسان يُصاب بشكل شبه يومي بآلام متنوعة مثل أن يجرح قدمه أو يغلق الباب على يده أو يضرب رأسه في شيء وكلها أقوى ألماً من الإبرة، إلا أننا لا نبالي كثيراً بهذه الآلام! هذا يُظهر لي أن ألم الإبرة نفسي أكثر مما هو حسي، وكتجربة نستطيع أخذ شخصين لم يُجربا الإبرة ونطلب منهما أن يمد كلٌ منهما ذراعه ثم يلتفت للجهة الأخرى بحيث لا يريان ما يحدث لذراعيهما، ثم نُعْلِم كلاً منهما أننا سنقرص ذراعه بظفرنا، فنقرص يد أحدهما وأما الثاني فنضربه إبرة، ماذا يحصل؟ كلاهما سيشعر بنفس الألم وسيضايقه هذا قليلاً ولكنه لن يلقي له بالاً، فإذا أخبرنا الثاني أننا غرسنا إبرة في جلده فهذا قد يجعل الألم البسيط الذي قبل ثوانٍ يتحول إلى ألم أقوى وخوف! هذا لو كان ممن يخشون الإبرة، وهؤلاء سيفرحون لو علموا عن الاختراع الذي يعمل عليه علماء يابانيون، وهي إبرة جديدة بالغة الدقة تعتمد في فكرتها على لسعة البعوضة، فالبعوضة لا تُؤلم عندما تلسع والفضل يعود لإبرتها الدقيقة التي تغرسها في الجلد بدون أن يشعر الإنسان، وانطلاقاً من هذا عكَفوا على صنع هذه الإبرة خصوصاً للذين يحتاجون الإبرة بشكل متكرر.

لم تنتشر هذه الإبرة بعد حول العالم، وأتمنى أن تنتشر لتزيل مخاوفنا من تلك الحديدة النحيلة، ولو حذفنا سبباً واحداً من قائمة مخاوف الناس من المستشفيات، فهو ولا شك أفضل من لا شيء!

 

الحديقة
هل تخاف من المستشفيات؟ لست وحدك!
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة