ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 02/12/2012 Issue 14675 14675 الأحد 18 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كنا البارحة مدعوين في حفل رسمي في البحرين دعانا إليه زميل سعودي يعمل في البلدين. حين وصلنا لمقر الاحتفال لم يكن قد وصل وحين وصل أخيرا بعد انتظار طال بدا في غاية الانزعاج. أخبرنا لاحقا أن السائق _عائدا بالسيارة مقلا زوجة الزميل وأطفاله - أوقف على الجسر واعتقل في الجانب السعودي لمحاولة تهريب بضع زجاجات مشروب كحولي. وكان على زميلنا أن يعود ليحمل أسرته إلى المنزل.

لابد أن أعترف أنها ليست أول مرة أسمع فيها تفاصيل اعتقال سائق أسرة على جسر الملك فهد بسبب تهريب الكحول!

شخصيا لي الآن قرابة العام دون سائق بعد أن قررنا عدم استعادة سائقنا الفلبيني لتعدد مخالفاته وسرقاته من أجهزة المنزل. زوجي وابني يعملان في الرياض.. وقد يكون العيش بعيدا عن الأقربين أسهل في التعامل الحياتي من العيش دون سيارة!

المحزن أن لدي رخصة سواقة منذ كنت طالبة في الجامعة ولكني منذ عدت إلى الوطن لم استخدمها.

وقد مرت ثلاثة عقود أنتظر أن ترسو وزارة الداخلية على حل يواكب الزمن وتسمح بقيادة النساء للسيارة.. وبذلك نتخلص من الحاجة إلى سائق أجنبي يتدلل في كل بيت.. إن لم يكن سائقان أو ثلاثة.

قضية السماح للمرأة بقيادة السيارة قضية مصيرية. لعلنا آخر دولة في العالم لا تستطيع المرأة فيها التحرك إلا بسائق ذكر حتى لو امتلكت - كما في حالتي- رخصة سواقة منذ عدت من الدراسة الجامعية في الخارج. النتيجة أنني أواجه مشكلة حقيقية منذ قرابة عام ولم أجد بعد سائقا محليا بالمواصفات المطلوبة.

قيادة المرأة للسيارة ليست فشخرة بل حاجة حقيقية وضاغطة.

لاشك أن مستجدات العلاقة عندنا بين مستوردي العمالة البشرية ومورديها والعمالة نفسها, تتسبب في حالة توتر في عمق الأسر والمنازل.. مرورا بشكاوى وقضايا واتهامات متبادلة وملغمة بالكذب وتزييف الحقائق من الجانبيين, وانتهاءً بتشويه السمعة إضافة إلى الخسارة المادية والمعنوية. فهل أصبحنا بتعودنا الاعتماد عليها كليا ينطبق علينا القول: متى استعبدتم الناس..؟ أو المثل: «يا من شرا له من حلاله علة»؟؟

وفي انتشار ظاهرة ثنائية التجريم: اتهام العمالة بكل الموبقات, من إساءة معاملة الأطفال، إلى العنف الجسدي, إلى السحر, وصناعة المسكر, أو تهريبه والترويج إلى حد القتل؛ واتهام الكفلاء بالاستغلال ومنع الرواتب المستحقة والضرب والعنف اختنقنا بتلوث مجتمعي أسوأ من تلوث البيئة. أسائل نفسي سؤالا عاريا من التحيز يلامس جوهر المشكلة: من الذي أجبرنا على استقدامها؟ وهل هي إضافة لا يمكن الاستغناء عنها؟ أليس هناك حلول أخرى غير الاستقدام بكل سوءاته؟ هل نحن مثل الساعي إلى حتفه بظلفه !!

فإن كنا نحتاج العمالة بهذه الصورة الضرورية لوجود ملايين منها في بقعة محدودة مساحة وسكانا, تختلف كليا عن معتادات المجتمعات التي نستوردهم منها, قد يكون ذلك مبررا في المجالات التقنية. أما إدخالها في عمق المنازل والأسر فإن شيئا ما غير محسوب النتائج متوقع أن يحدث. وغالبا لن يكون حدثا سعيدا.. وعلينا أن ندرك ذلك ونجد حلولا أخرى لاحتياجاتنا.. غير الاستقدام.

واستقدام السائقين أشد خطرا من العاملات المنزليات حيث حالما يتعرفون على خارطة شوارع المدينة يجدون كل من سبقهم إليها يمدهم بنصائح التجربة الإجرامية.

وسأتابع الموضوع معكم فهو شديد الأهمية ولعلي أقنع وزارة الداخلية أن الوقت قد حان للتخلص من آلاف بل ربما ملايين السائقين الذين يتعلمون السياقة والحلاقة في رؤوسنا ثم يسببون لنا ما لا طاقة لنا باستمراره. دعوا من تستطيع السواقة تسوق وسنوفر الكثير في دورة الاقتصاد المحلي.. وننام باطمئنان وأمان.

 

حوار حضاري
أمننا أن نقود السيارة بأنفسنا 1-2
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة