ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 02/12/2012 Issue 14675 14675 الأحد 18 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

      

في فترة متقدمة من مرحلة التأليف في ثقافة العرب والمسلمين ألف أحد المؤلفين المكثرين من التصنيف وهو ابن أبي الدنيا كتاباً أسماه (المطر والرعد والريح والبرق) ابن أبي الدنيا هذا ولد سنة (208 هـ) وتوفي سنة (281 هـ) وعنوان كتابه يدل على مضمونه وهو التفاعل مع المطر وما يصاحبه من الظواهر الكونية من رعد وريح وبرق وضمن كتابه نصوصاً شرعية وأقوال لعلماء وشعراء وأدباء تناقش هذه الظواهر، وقد سبق للوراق أن تحدثت عن هذا الكتاب في موسم مطر سابق إلا أنه يسعدني أن أنثل من هذا الكتاب نصاً يدل على تفاعلهم الكبير مع المطر حيث جاء في هذا الكتاب قول الأديب واللغوي الشهير رؤبة بن العجاج عن أوصاف المطر وتفاعل الناس معه حيث قال: شهر ثرى، وشهر قرى، وشهر مرعى، وشهر استوى.

ورؤبة بن العجاج يقصد بحديثه مراحل تفاعل النبات مع المطر مع الأرض: حيث شهر الثرى هو مرحلة تبلل الأرض بماء المطر وهو ما يعبر عنه بالثرى، واما القرى وهو ما يقدم للضيف فالمرحلة الثانية أن النبات يصبح في مرحلة الأكل وبعد ذلك يطول أكثر فيكون مرعى وهو طعام الدواب والبهائم، ليصل بعد ذلك إلى مرحلة الاستواء وهي الكهولة.

هذا نموذج قديم وقبل أكثر من ثلاث مائة سنة يذكر المؤرخ الشهير ابن منقور أنه في (1106 هــ) جاء سيل كثير في تلك السنة، لوكن أكثر ما لفت نظرهم وذكروه هو سحابة سوداء كثيفة السواد إلى درجة أنهم سموها (ظلماً) من الظلام!!

ونماذج تفاعل الناس مع المطر كثيرة، ومثل ذلك ترقبهم للمطر كثيرة وفرحتهم به ولو جرد باحث تفاعل أبناء المواقع الصحراوية وقليلة المطر مع المطر لوجد شيئاً مهماً في التاريخ والاجتماع.

ومن طريق القصص التي يرويها أبناء مدينة عنيزة عن شيخها الفقيه والأديب والموسوعي ابن سعدي أن البعض لحظه يهيئ (مرزام) بيته مع أن الجو غير ممطر فسأل أحدهم عن ذلك، فقال إننا غداً سنصلي الاستسقاء، وأن استعد للمطر، وهذه القصة تروى في حسن ظن الناس بربهم وثقته به سبحانه وتعالى.

xdxdxdxd99@gmail.com
للتواصل: على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738
 

المطر.. ثقافة وحياة !!
يوسف بن محمد العتيق

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة