ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 03/12/2012 Issue 14676 14676 الأثنين 19 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التعايش السلمي هي حالة تسمح لفئتين أو أكثر من العيش جنبا إلى جنب مع الاحترام المتبادل لاختلافاتهم واللجوء إلى الحل السلمي عند التنازع، وعندما يسود مبدأ التعايش السلمي يصبح من السهل التعامل مع النزاع والاعتراف به، ويسهل معالجة أسبابه ليفسح المجال،

لأفراد كل فئة، الانهماك في تطوير وسائل معاشهم، دون هاجس القضاء على الآخر، وعندما تفشل الفئات المتنازعة من تحقيق التعايش السلمي، عندها يصبح إصلاح ذات البين الوسيلة الفعالة للتقريب بينهم... والتعايش السلمي يشمل نوعين من العقيدة، أحدهما عقيدة ظاهرة ؛ ويحملها نموذج الأفراد والمجتمعات التي تبذل الأسباب الفعلية والملموسة لقبول الآخر وترحب بالتنوع والاختلاف، ويمكن تسميتها بـ(العقيدة الفاعلة للتعايش السلمي)، والأخرى عقيدة خفية ؛ ويحملها نموذج الأفراد والمجتمعات التي تجاهد النفس لتحقيق القدر المستطاع من القبول للآخر، ويمكن تسميتها بـ(العقيدة الخاملة للتعايش السلمي)...

ولكل عقيدة مدرستها ؛ فهناك المدرسة الإسلامية التقليدية تجعل إصلاح ذات البين من فضائل الأعمال للفرد المسلم، بينما المدرسة الإسلامية الحديثة تجعل إصلاح ذات البين من الفضائل التي يحتاجها النظام العالمي الجديد...

وكثير من كتابات (المثقفين) - وهو مصطلح خطأ والصواب طلبة العلم - تقيد مبدأ التعايش السلمي في سياق الـ(جيوبولتكس) أو العلاقة بين السياسة والأرض، في اعتقاد منهم، أنه من إنتاج المجتمع الدولي، ولكن الحقيقة أن التعايش السلمي يمكن أن يكون نتيجة مباشرة لإصلاح ذات البين، وهي الفضيلة التي جاءت في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة “ أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة “، فقال أبو الدرداء: قلنا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين) رواه أبو داوود والترمذي...

الخلاصة

إن حاجة العالم اليوم إلى إصلاح ذات البين تشهد على الإعجاز النبوي كما جاء في حديث أبو الدرداء.. واختيار المسلمين لعقيدة التعايش السلمي الفاعل وبذل الأسباب لتعميم فضيلة إصلاح ذات البين عالميا، سيمهد الطريق لبلوغ الإسلام المعتدل إلى أسماع الناس، وتبيان هدايته ورحمته... وقد كان الملك عبدا لله بن عبد العزيز سباقا إلى إدراك ذلك الإعجاز وحاجة النظام العالمي الجديد إلى فضائل الإسلام، نشأ عنه تأسيس مركز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات الذي افتتح في العاصمة النمساوية فينا، والذي أيضا يحمل اسم الملك عبدا لله بن عبد العزيز، وإصلاح ذات البين من الوسائل التي سيحتاجها المركز خلال مساعيه لتحقيق بعض من أهدافه العالمية، يجعل التعايش السلمي يندرج ضمن الثوابت التي ترتكز عليها الدولة السعودية الحديثة...

khalid.alheji@gmail.com
Twitter@khalialheji
 

المثقفون وطلبة العلم
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة