ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 06/12/2012 Issue 14679 14679 الخميس 22 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في كثير من الدول يبدعون ويتفننون بتجميل البحيرات والبرك المائية ويعتنون بما يرتادها من البجع والبط لغرض تحسين المدن وتلطيف أجوائها ولإمتاع العيون والأنفس الذواقة لمناظرها الخلابة، أما هنا وتحديداً في خميس مشيط فقد تم مؤخراً ضبط بحيرة أو بركة فيها بدعة وليس إبداعاً اذ جعلها مخالفون للإقامة والعمل بكاملها مصنعاً للخمور البدائية بما يقدر حجمه 400 طن واستغرق إتلافها أكثر من ثماني ساعات، وهذا العمل العبثي بهذه الصفة له مدلولات عدة منها أن هؤلاء الغرباء الذين دخلوا من حدود بلادنا بطرق غير شرعية يعاونهم مقيمون سبقوهم للإجرام ومواطنون لا يملكون حساً وطنياً ولا أمنياً ولا أمانة في ضمائرهم، هولاء المخالفون يشعرون بلا شك بالاطمئنان ولا يهابون النظام والعقوبة لأنهم بوضوح قدموا من أسوأ الظروف من سجون وملاجئ ومصحات وأعشاش في بلادهم وتم تهريبهم إلى هنا حيث الأمن الوارف والعيش الرغيد فأساؤوا للضيافة القسرية ولم يرعوا حرمة البلد الذي احتواهم ولا أهله فأمعنوا في الفساد حتى إذا ما وقع أحدهم في يد العدالة فلا ضير في ذلك فهو لا يهتم بروابط أسرية هناك من زوجة وولد، فقد كان هناك تائهاً وهنا سيرحّل ثم يعود بالأسلوب ذاته وليس هناك ما يخسره أويخجل منه في كل الأحوال فالأمور عنده سيان، ثم إن من المدلولات أن كميات الخمور القذرة السامة لها من يتجرعها ويكاد يسيغها سواء من عمالة مماثلة أو غيرهم من طبقتهم فالمؤكد أن السوق رائجة رابحة لدرجة أن الإنتاج ليس بالبراميل بل صارت بالبرك التي تنتج الأطنان والآلاف من العبوات دون خوف من أي رقيب، ومن المدلولات أن المفاسد متشابكة فمن خيانة الوطن والأهل بتهريب المجرمين والمرضى النفسانيين وحملة الأوبئة إلى البلاد ليعيثوا بها مزيداً من الإفساد، إلى تحمل الجهات الرسمية والمؤسسات الخدمية والأمنية لتبعاتهم وأعبائهم المتزايدة وأشغالهم للمستشفيات وإقلاقهم للمواطن والمقيم النظامي المجاهد للقمة عيشه، فكثير من هؤلاء الوافدين تهريباً قد أخرجوا من المصحات العقلية والملاجئ وجلبوا من الأعشاش والأدغال بتدبير من عصابات تتربح حراماً من وراء جلبهم ودفعهم كالقطعان بعد إغرائهم كذباً بأعمال تدر ذهباً، وإن لم يجد الإغراء مع بعضهم فالبطش والتهديد والإجبارمن عتاة العصابات، والبعض هنا وفي ظل عدم استقرار سوق العاملات المنزليات والسائقين قد يضطر إلى تشغيلهم وإيوائهم رغم شروطهم القاسية وترؤهم وتجاوزهم للأنظمة وكأنهم أصحاب المنة علينا وهذا مما نجنيه على أنفسنا بتهاوننا وعدم تعاوننا مع الجهات المعنية وتجاهلنا لمفهوم التضحية بالمصلحة الشخصية في سبيل الصالح العام فإذا وقع المحذور منهم أخذنا نجأر ونشتكي ونطالب بتطبيق الأنظمة.

أمر هؤلاء استفحل مما يستدعي من أهل الاختصاص اتخاذ تدابير عاجلة حاسمة كل فيما يخصه أولا لمنع مزيد من التهريب ثم إجلاء القطعان السائبة والإحاطة بتجمعاتهم لاسيما في المحافظات الحدودية الجنوبية وهي لا تخفى على أصحاب الشأن ممن لديهم كل التدابير والإجراءات اللازمة وهم ليسوا بحاجة لمن يمليها عليهم فلديهم الخبرات والإمكانات الكافية وما عليهم إلا الاستعانة بالله ثم العزم الأكيد على اجتثاث شرور المفسدين وتنقية البلاد وإراحة العباد منهم.

t:@alialkhuzaim
 

بحيرة الخمور
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة