ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 08/12/2012 Issue 14681 14681 السبت 24 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بات من المؤكد أن موضوع الإعلام الجديد سيكون قضية وموضوع القرن الحادي والعشرين؛ فقد اكتسب أهمية قصوى في تأثيره على مجريات الشأن العام والشأن الخاص.. ومنذ مطلع هذه الألفية والعالم في عراك غير مسبوق مع هذه الوسائل وتأثيراتها الكبيرة على الحياة البشرية.

إن الصراع الذي يدور أمام العالم اليوم هو بمنزلة صراع بين وسائل الإعلام والاتصال القديمة والجديدة، وفيما بينها وبين مؤسسات المجتمع، وبين المؤسسات وبين الأفراد.. فهو صراع محتد، يسعى إلى تحقيق هيمنة وسيطرة على تقاليد ماضية وممارسات سابقة بغية الانطلاق إلى توجهات جديدة لم يكن يدركها أو يتخيلها العقل البشري.

لقد أدركت الجمعية السعودية للإعلام والاتصال أهمية هذا الموضوع بالكامل؛ لهذا خصصت منتداها السادس ليتناول موضوع الإعلام الجديد وتحدياته النظرية والتطبيقية، وهذا ما حدث من نقاش وتداولات في الأسبوع الماضي من خلال مشاركات باحثين ومتخصصين وممارسين من عشر دول من أربع قارات في العالم، لعب فيها الإعلام الجديد دوره المحوري في التأثير على مجريات الشأن الوطني والعالمي.

لقد غيَّر الإعلام الجديد مفاهيم كثيرة في حياة الناس وعقول النخبة وأروقة الأكاديميات وصالات التحرير الإعلامي، وكان تأثيره فائقاً على مختلف مؤسسات المجتمع وعلى شرائح المجتمع كافة وعلى كيان الفرد وشخصيته وتفكيره وخبراته وممارساته وعلاقاته.. لقد تناول المنتدى الإعلامي للجمعية السعودية للإعلام والاتصال هذا الموضوع من خلال بحوث وأوراق عمل وجلسات نقاشية وورش عمل من مشاركين من الداخل والخارج من الرجال والنساء، وكان للشباب حضورٌ لافت في المشاركات وفي النقاش وفي الحضور.. وقد طغى التحليل العلمي على مجريات هذا المنتدى؛ حيث توافرت بالمنتدى دراسات وبحوث علمية من أمريكا وأوروبا وآسيا والعالم العربي، تدرس ظاهرة الإعلام الجديد وتبعاته على الواقع الإعلامي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.. وتداعيات الإعلام الجديد على مؤسسات الإعلام التقليدية وعلى مؤسسات المجتمع وعلى العالم بشكل عام.

ومن الواضح بشكل جلي من خلال هذه العروض العلمية ومن خلال الممارسات المهنية ومن خلال المتابعات الجماهيرية أن الإعلام الجديد لا يزال غير معروف للجميع، والقصة لم تنتهِ بعد، ويحتاج إلى الكثير من القراءات المعمقة والدراسات التطبيقية والرؤى الفلسفية في ميادين الإعلام والمجتمع وفي حقول السياسة والاقتصاد.. وكان من الواضح أيضاً أن الإعلام الجديد قد حُمّل أكثر مما يحتمل، فأصبح هو (أبو وأم الأسباب) التي تجري في العالم، ولكن الحقيقة أنه عامل محفز وليس عاملاً صانعاً لكثير من الأحداث في العالم.

وعندما نقول إن الإعلام الجديد هو عامل محفز فلا يعني التقليل من شأن الإعلام الجديد فهو بداية لتاريخ جديد للبشرية جمعاء، وهو الذي سيكتب تاريخ القرن الحادي والعشرين بكل ثقة وتأكيد، وهو الذي سيشكِّل ويصيغ أحداث هذا القرن على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.. ولكن سنظل نبحث عن إجابات أخرى ومواقف متجددة وعوامل استثنائية في فَهم وإدراك ومعرفة دور هذا الإعلام في بيئة الإنترنت المفتوحة على مجمل الحياة العامة في المجتمعات الإنسانية.

لقد دخل العالم صندوقاً أسود منذ أن شرع الإنترنت أبوابه للعالم وفتح بيئات ومساحات غير مسبوقة من التفاعل والتأثير الجماهيري، وقلب بعض المسلَّمات التي ترسخت منذ عقود وقرون عن العلاقات المجتمعية والسياسية والإعلامية، وبدأنا نبحث عن فَهم هذه العلاقات في سياقات تاريخية جديدة.. ولا مجال أن نخرج من الصندوق، ولكن أمامنا فقط محاولة فك شفرات الصندوق وفَهم أسراره وتبعاته وتداعياته.. وهذا ما ستتحول إليه أنظار الفلاسفة والعلماء والباحثين والمهتمين والممارسين خلال هذا العقد الثاني من القرن العشرين وما يليه من عقود زمنية.. فكما قضى العالم القرن العشرين منكباً على فَهم التلفزيون وأسراره وتداعياته على الفرد والمجتمع سيقضي العالم القرن الحادي والعشرين وهو يلهث وراء إجابات مقنعة، أو تفسيرات منطقية لتأثير الإنترنت بوسائله المختلفة التي يأتي الإعلام الجديد في صدارتها.

لم تكن الجمعية السعودية للإعلام والاتصال الأولى، ولن تكون الأخيرة التي تحاول أن تقرأ تداعيات الإعلام الجديد على واقع الإعلام وعلى واقع المؤسسات وعلى واقع الأفراد.. ولكن تظل هذه خطوة مهمة لتأسيس وعي بدور الإعلام الجديد على واقع إعلامنا وواقع مؤسساتنا وواقع مجتمعنا العربي السعودي.

alkarni@ksu.edu.sa
رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال - المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود
 

الإعلام الجديد.. الدخول إلى الصندوق الأسود
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة