دار الحديث خلال الأيام الماضية عن شعار وزارة التربية والتعليم، وطار بعض المغردين برقم غير منطقي ولا يمكن لإنسان لديه أدنى درجات الفهم أن يصدقه وهو 41 مليون ريال، وكنت ممن علَّق على ذلك وقلت إن هذا الرقم إن صدق فهو يعني التكاليف المترتبة على التغيير وليس قيمة تصميم الشعار. واتضح فيما بعد بأن تكلفة صناعة الهوية الجديدة 400 ألف ريال. وهذا الرقم منطقي جداً, بل هذا هو سعر السائد.

تغيير الهوية عادة يكون مرتبطاً بنقلة نوعية تسعى إليها المنظمة سواء كانت ربحية أو غير ربحية، ووزارة التربية نتمنى أن تكون تهدف من تغيير هويتها مفاجأة المواطن بنقلة نوعية في ما تقدمه سواء من حيث المباني وتجهيزاتها، أو من حيث المناهج و(أحمالها).

نعود لموضوعنا وهو تغيير هوية الوزارة وما كنت اتمناه، كنت أتمنى لو أن الوزارة استغلت فكرة تغيير هويتها بحملة ثقافية فنية تربطها بجميع الطلاب والطالبات، وذلك من خلال إعلان مسابقة بين هذه الملايين الخمسة تشحذ هممهم وإبداعهم في العمل كأفراد أو مجموعات في الخروج بهوية لوزارتهم نابعة من معرفتهم بأهداف مؤسستهم التعليمية.

هذه الخطوة لو قدر الله أن الوزارة قامت بها لكان أثرها بين الطلاب كبيراً جداً، كما أن أثرها في ربط الطلاب بمؤسستهم التعليمية سيكون كبيراً ومؤثراً ليس على الشخص او الأشخاص الذين اختير تصميمهم بل على الجميع لكونهم شعروا بشعور الوزارة بهم وثقتها فيهم. إن طلاب مدارسنا سواء البنين أو البنات يملك الكثير منهم فكراً إبداعياً في كثير من العلوم والفنون، ولكن القصور في الإدارات التعليمية التي لا تولي اكتشاف هذه الملكات والإبداعات الاهتمام الكافي.

بين طلابنا وطالباتنا مميزون في العلوم والرياضيات واللغات سواء العربية او الإنجليزية، كذلك بينهم من يملك مواهب في الرسم والخط والحاسب الآلي، وغير ذلك من الإبداعات التي نحن في حاجة لاكتشافها وتنميتها.

كنت أتمنى فعلاً لو أن الوزارة طرحت فكرة تغيير هويتها بين طلابها وطالباتها، لحققت الوزارة فائدة مزدوجة، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولكنني أتمنى أن تتنبه الوزارة في قادم الأيام لمثل هذا الموضوع وتستفيد من هذه الثروة الهائلة التي بين يديها وتنميها وتشجع هؤلاء البنين والبنات وتشركهم في أي عمل احتمالية مساهمتهم الإيجابية فيه ممكنة.

وزارة التربية والتعليم من أثرى الوزارات بهذه الملايين من البنين والبنات، ينقصها فقط استثمارهم الاستثمار المناسب، ليكون العائد كبيراً على الطلاب أنفسهم وعلى الوزارة والمجتمع ككل.

هوية جديدة تعني شيئاً كبيراً جداً، وهو أن هناك نقلة نوعية -كما أسلفنا- في جميع مناحي الوزارة، وهذا ما نتوقعه أو بالأصح نتمناه من وزارة كل بيت سعودي.

والله المستعان،,,