ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 13/12/2012 Issue 14686 14686 الخميس 29 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عانى المجتمع السعودي فيما مضى من نقص مادة اليود التي يسبب نقصها تضخم الغدة الدرقية وحدوث تلف لأدمغة الأجنة والأطفال حديثي الولادة، وتأخر التطور النفسي والحركي لهم، حيث يعد نقص اليود السبب الشائع للتخلف العقلي. وقد لمستْ وزارة الصحة آنذاك هذا النقص فسعت لمكافحة اضطرابات نقص اليود من خلال تدعيم الأطعمة بالفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو، وإضافة عناصر غذائية قليلة الكمية لبعض الأطعمة المعتاد تناولها كإضافة اليود لملح الطعام، وبحمد الله بدأ المرض بالتقلص ومن ثم تلاشت نتائجه السيئة.

ولم يقف الأمر عند ذلك؛ ففي أوائل الثمانينات الميلادية أقرت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس تدعيم الطحين بالحديد وفيتامين (ب1) و(ب2) والنياسين لمكافحة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أو البلاجرا.

واختيار تدعيم الطحين لأنه مادة غذائية متوفرة وبمتناول الجميع حيث تشكل 80% من استهلاك المواطنين، ونقص عنصر الحديد في الجسم ـ ولو كان بصورة بسيطة ـ قد يضعف التفكير والقدرة على التعلم والتذكر لا سيما عند النساء، كذلك جرى تدعيم الألبان بفيتامين (د) لمحاربة الكساح الذي تأثر به عدد كبير من المواليد، وتسبب بمرض شلل الأطفال.

كما تم حديثا تدعيم بعض الأطعمة بحمض الفوليك لأهميته في الوقاية من مرض عدم اكتمال انغلاق الحبل الشوكي لدى الجنين.

ولا شك أن تعزيز الطعام بالعناصر الغذائية يهدف لاستعادة الفقد الذي يحدث أثناء التجهيز للأغذية وتصنيعها وتخزينها، كما أن التدعيم المضاف لها يأتي للحفاظ عليها وتحسينها، وإمكانية زيادة مستوى عناصر غذائية محددة في الغذاء، فضلا عن توفير أغذية متوازنة في محتواها للفئات الخاصة مثل أغذية الرضع والرياضيين والأغذية العلاجية.

ولا يعد التدعيم مكلفا؛ بل اقتصاديا مقارنة بالنفقات التي تصرف على العلاج والإعاقة وقلة الإنتاجية وعدم القدرة على التعليم نتيجة فقر بعض الأطعمة بالمعادن اللازمة لحياة الإنسان بصورة صحيحة، كما أنه يعتبر حلا متوسطا إلى طويل الأجل لعلاج بعض الأمراض، وسهل التطبيق، ولا يتطلب تغييرا في العادات الغذائية، وغالبا ما تعود نتائجه على المواطنين بصفة عامة بكثير من الفوائد الصحية والاقتصادية.

وتزداد الحاجة حاليا لتدعيم المواد الغذائية بصورة أكثر لا سيما مع تفشي المأكولات السريعة التي حلت محل المأكولات التقليدية الغنية بالمواد الغذائية والمعادن المفيدة.

ولا شك أن التوعية الغذائية وتنويع مصادر الأطعمة هي الأجدى والأنفع على المدى الطويل؛ إلا أنها صعبة التطبيق حيث تتطلب وعيا كافيا، وفكرا متفتحا؛ لأنها تستوجب تغييرا في عادات وسلوك الأفراد.

ولعل كثيراً من المواطنين لا يعلمون عن برامج دعم الأطعمة الفقيرة بالمعادن الغذائــية الثمينة، بما يؤكد أن مهمة الحكومة لا تتوقف عند توفير الأمن والتعليم والوظيفة؛ بل وحتى الحفاظ على صحة مواطنيها بدعم مأكولاتهم وهم لا يشعرون!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
تدعيم الأغذية ومحاربة الأمراض!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة