ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 13/12/2012 Issue 14686 14686 الخميس 29 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قال أبو عبدالرحمن: القرون الأخيرة التي تاريخنا المعاصر جُزْءٌ منها هي قرون السُّمُوق العلمي بإطلاق، والهبوط الفكري في الأكثر؛ لما في أدبياته العلمية (الفلسفة) من مصادراتِ الفكر أو الافتراء عليه.. والسٌّمُوق العلمي الغربي بدأ بقليل من تجارِب العرب والمسلمين صحيحة،

وبتجارِب خاطئة اختصرتْ لهم إعادة التجارِب الفاشلة؛ ولهذا كانت العقلية العربية الإسلامية في العلم الدنيوي همزة وصلٍ: تَصِلُ القوم بما هو صحيح، وتقطع عنهم استئناف تجارِب فاشلة؛ فكان الطموحُ إلى الابتكارِ، ثم التسابقُ إلى توليد الجديد المبتكر في المأكل والملبس والمشرب والمركب والأثاث والآلة والعدة.. إنه ابتكار في جودة الصنع، أو في حلاوة الشكل، أو في مرونة الأداة ومتعتها، أو في اختراع آلة عَمَلٍ لم يُستعمل له مثلُ تلك الآلة قط، أو في اكتشاف مادة كونية، أو ظاهرة، أو آثار مادة كامنة من دقائق أضواء ونجوم ونيازك وأجرام وموجات فوق الجاذبية، أو خباياً في التراب أو الجليد أو أعماق البحار: من حيوان مجهول، أو نبات مجهول، أو متحجِّراتٍ ذات دلائل تاريخية.. كلُّ لحظةٍ صُنْعٌ جديد مُرَكَّب من مخلوقات الله، أو اكتشافٌ جديد من غيوب الكون التي أذن الله بكشفها في أَجَلٍ مُعيَّنٍ لأناس من خلقه.. وكل هذا عِلْمٌ بمعنى الكلمة، وكل هذا من ثمار الحقائق بمعنى الكلمة، وكل هذا مَطْلَب علمي بمعنى الكلمة، ولا ضيق ولا تراكم في تجدُّد وجود هذه الأشياء أو تجدد العلم بها.

والعالَـمَـان العربي والإسلامي لم يَسُدَّا الرمق من هذا الغِذاء العلمي (ودعك مِن ادعاء التخمة!!).. إن لنا نصيبَ الأسد في الجانب النظري التجريدي الذي تتساوى فيه الحقيقةُ الواقعية، والمثالُ الافتراضي، والصُّورُ المتخيَّلَة.. ونحن نشكو التراكم والتخمة في كل ذلك.. والافتراض أو التخيُّل ليس مطلباً علمياً، ولكنه مطلب جمالي في الأدب أو الفن بشرط عنصر الجلال والمقدور عليه من الكمال، ومع هذا لا نُحسد؛ لأن عالمنا النظري التجريدي يغلب عليه التراجعُ التاريخي بدافع الحميَّة التراثية، أو الاستسلامُ الراهن بدافع ملكة التقليد الفطرية الأمينة لدى كل أمة هُزمت حضارياً.. إننا إلى هذه اللحظة نتمزَّق بين الطموح إلى الابتكار وبين عُقْدةِ العصبيَّة للموروث وعقدة الإكبار المطلق لعقلية وإحساس الأمم الـمُتَنَفِذَّة.. أصبحت مسائلنا النظرية المتراكمة تَعُزُّ على الحصر كما عز على الحصر عند الآخَرَين المبتكرات صنعاً أو اكتشافاً!!.. فلماذا هذا التمزق النظري؟!.. الجواب بِباديَ الرأي: أن بني قومي مُوْلَعون بالطريقة لا الحقيقة.. كل واحد لا يشرِّفه أن يكون سادنَ حقيقةٍ عتيقة بمقدار ما يُشَرِّفه أن يكون مُبْتَكِرَ طريقة في الخيال حباً للابتكار؛ فإن عجز عن إبداع الطريقة ورث من العتمات التاريخية خبالاً مهجوراً حباً للألوان كأبي براقش كأقنعة أبي العلاء ومهيار الديلمي والمنتجب على أن ذلك قِنَاعُ الهُوِيَّة المُرتقبة.

قال أبو عبدالرحمن: أبو براقش طائر ذو ألوان تذكَّرتُه من ضرب الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى المثلَ به في التلوُّن - ولا أدري الآن أين قرأتُ ذلك من كتبه.. قال في القاموس وشرحه تاج العروس: ((أبو بَرَاقِشَ طائرٌ صغيرٌ بَرِّيٍ كالقنفذ أعلى ريشِه أغْبَرُ، وأوسطه أحمرُ، وأسفلُه أسود؛ فإذا هِيجَ انتفَش؛ فتغيَّر لونُه ألواناً شتَّى.. قاله الليث، وأنشد الجوهريُّ للأسَديِّ:

كأبي براقش كُلُّ لونٍ

(م) لونُهُ يتخيَّلُ

وفي رواية: (كل يومٍ).. قال ابن بَرِّي: وقال ابن خالَوَيْهِ: أبو براقش طائرٌ يكون في العِضَاةِ، ولونُه بين السَّواد والبياض، وله سِتُّ قوائم: ثلاثٌ من جانبٍ، وثلاثٌ من جانبٍ، وهو ثقيلُ العَجُز.. تَسمعُ له حفيفاً إذا طار، وهو يتلوَّن ألواناً.. والبِرْقِشُ بالكسر طائرٌ آخر صغيرٌ مُتَلوِّن من الحُمَّرِ مثلُ العصفور يُسمَّى الشُّرْشُورُ بلغة الحجاز.. نقله الجوهريُّ.. قال الأزهريُّ: وسمعتُ صِبيانَ الأعرابِ يُسمُّونه أبا بَرَاقِشَ)).

قال أبو عبدالرحمن: ومِن (أبو براقش) تهافتَ المتهافتون على الحلاَّج والخيَّام وأبي العلاء ومهيار ووضَّاح يتخذونهم أقنعة ورموزاً، وكأنهم لم يُوهبوا مثل ابن تيمية وبشر الحافي والبحتري وابن حزم والشاطبي.. إلخ.. فإن خاف أحدهم من قولـة تقول: ((إن في الموروث أقنعةً عظيمةَ القدر تَـهَبُ في سَعَةِ التعبير جمالاً وجلالاً)): استعار زيًّا أعجمياً شاذاً؛ فجاء ظِلَّاً وهو يحسب أنه إشعاع؛ وفي النهاية يكون مُروِّجاً خبالاً خواجيّْاً ليس من العلم الخواجي في شيئ.

وفي كثير من الأدب الحداثي يكون الشعار الانطلاق والابتكار وحسب، وإن كان لا يعني شيئاً؛ فعسى أن يلد النص جديداً، أو يُوَسْوَس للمتلقي؛ فيتصوَّرَ مِن النص معنى شارداً - وما هو إلى الظنون والخبال - يدَّعيه له، ويمنحه إياه على سبيل التبنِّي.. وللبنيويين قراءات مضحكة يُسلِّطونها على أقبح أو أغبى بيت أو فقرة، فيوسوس لهم (أبو مرة) بخيالاتٍ معانيَ لم تلب ببال صاحب النص المسكين؛ فينادي محررو بعض الصفحات: (هلموا أيها الصيادون بشباككم؛ فإن النصوص الإبداعية مليئة بالصيد ببركات عشاق الطريقة).. وسياسةُ العلم الحقيقةَ في مَعْزِلٍ!.. بَيْدَ أنَّ لَذَّةَ التَّفنُّنِ في الطريقة تجعل رجال القلم عِلْميين في نظرهم؛ إذ حُرِموا العلم الماديَّ صناعةً أو اكتشافاً؛ وحينئذ تتفرق بهم السبل، وتَنُدُّ عنهم الحقائق مهما بلغت وهم في نِعْمةٍ ولذة من تَدَفُّقِ الطرائق النظرية التي لا حصر لها.. وأمَّا ذوو الابتكار العلمي المادي فعقولهم مُدْلجة مُسْتَشْرِفة ذات رصدٍ رياضي؛ فكما تهتدي إلى خانات الملايين والبلايين بضرب عدد كبير في عدد كبير تهتدي إلى خانات الآحاد والعشرات والمئات والآلاف بقسمة الأعداد الكثيرة على العدد الصغير بأقصر مدة.. وكلمتهم واحدة مهما تعدَّدت عملياتهم الحسابية؛ لأنهم عشاق حقيقة، والحقيقة علم، والعلم لا يختلف، ولا خلاف فيه.. والحقيقة ذات وجه واحد، وما بين الحقيقة إلى الحقيقة صراط مستقيم.. وإذا أرادوا ذوقاً أدبياً أو فنياً لا تحكمه صلابةُ العلم لم يذوبوا في هلوسة البحث عن طريقة، ولم تعثر بهم صَرْعة الابتكار في أوهام الخيال والخبال، ولم يُدوِّخْهم السباقُ في البحث عن إبداعٍ نظري جديد؛ لأن ذوقهم الجمالي ما داموا سدنة حقيقة لا عشاق طريقة لا يهرب أفقياً، وإنما يعلو رأسياً بحثاً عن المثال الأعلى للجمال الذي يكون حقاً أو خُلُقاً ما دام المثال الأعلى للجمال عندهم أن يكون عظمة وكمالاً؛ ولهذا فهم يختصرون كثيراً جانبَ النظريات والجماليات، ويكونون في مأمنٍ من الضياع في شتاتها.. يردُّون منها ما ليس بحق وهو كثير، ويردون منها ما ليس على خُلُق وهو كثير، ويردون منها ما كان مُتَّهماً ذووه وهو أكثر وأكثر؛ لأن الفاضل يصحو ويحاسب نفسه ويعلم أننا سوقُ تصديرِ النظريات كما نحن سوق تصدير الـمُتَع الـمَجَّانية.. أي بلا عائدة منفعة.. وكل ما قُلْته عن عُشَّاق الحقيقة من بني جِلْدَتِنَا إنما هو حسب ما ينبغي أن يون، وليس حسب ما هو كائن !!.

قال أبو عبدالرحمن: حاورتُ أستاذاً مُثَقَّفاً في إحدى المقابلات الصحفية أو في جلسة بلندن، ولعل ذلك أخ من السودان من كُتَّاب جريدة الشرق الأوسط حَوْلَ الاستسلام النظري البحت [بالتاء ذات النقطتين] لهوس البحث [بالثاء ذات الثلاث نقاط] عن طريقةٍ وخيال جديد؛ فاحتج عليَّ بمشروعية هذا الاستسلام؛ لأننا لم نجد قط حرجاً أو خجلاً من التمتع بالعيِّنات المادية التي أبدعتها مواهب الخواجات وقال: ((نحن نتَّهم كل التوجهات الدبلوماسية وكل العلاقات الدولية، وكل تعامل خواجي)).. فقلتُ: ((إن تلك التَّوَجُهات تُساومنا على مواردنا الطبيعية الجامدة، ولم نجد لهم وضعاً واقعياً في هذا المجال سوى الاعتراف الـمُرِّ بأنهم مَصَّاصو دمائنا، ثم نُبْعد جانب الولاء والبراء إذا تعاملنا معهم نظرياً وفكرياً وأدبياً؛ فلا نتهمهم بالتسويل والتضليل والإغواء وتلويث مواردنا الروحية)).. وفي ظني أن الذي حاورته الأستاذ اللاذقاني بردهة الفندق بلندن بعد محاضرة؛ لأنه مدة إقامتي يكرر عليَّ قوله: ((كل شيئ عندكم غزو فكري ؟!!)).

قال أبو عبدالرحمن: العلم ذو الوجه الواحد الذي لا يُـخْتَلَف فيه يُسْلِمُكَ من معلوم إلى مجهول، ولكن قبل الوصول إلى المجهول يكون في العلم احتمالات وحسبانِيَّات إلى أن تنجح التجربة في جعل المجهول معلوماً؛ فيتميَّز اليقيني عن الاحتمالي والوهمي.. إلا أن صَرْعَى الطريقة يمتصُّون كلَّ حسبانيات العلم وهم في دور الانتقال من المعلوم إلى المجهول ويقولون: (ليس هناك حقائق.. العلم ليس فيه حقائق؛ لأنه في صيرورة غير مشهودة دائماً، وتبعاً لذلك فحقائق العقل هي في الواقع احتمالية مع جفافها، وليس العقل بأكبر قدراً من العلم وهو احتمالي، والحس حسباني، وحقائق الشرع المغيَّبة حسبانية.. ولتكن غير حسبانية فنحن لا ندري!!.. ولكنَّ الحلاوةَ والحقيقةَ هي المعايشةُ في تفجير الطريقة النظرية تلو الطريقة؛ فكلُّ تخيُّلٍ جديد هو الحقيقة، والغياب في خيالات الفن والأدب هو الوجود الحقيقي؛ لأن الذات [يعنون النفسَ] تجد نفسها [أي تجد النفس نفسها!!] في ممارساتها الخيالية.

قال أبو عبدالرحمن: تعانقت الوجودية العَدَمِيَّة التَّغْيِيبيَّة، والحسبانية بمنطق (اللا أدرية)، وذلك بأسلوب غامض مُعَقَّد بَسَّطْتُه بهذا العرض؛ فلتكن بداية المداخلة بالعقل؛ فإذا كان العقل لا يدري بإطلاق: فكيف تَقْبَل مني وأقبل منك؟!.. إن الحسبانيَّ والوجوديَّ مضطرَّان إلى الأداء والطرح بجملٍ ينسبانها إلى تفكير العقل، ولكنهما غير أمينين في تعاملهما مع العقل؛ لأنهما في طرحهما ينتسبان إلى تفكير العقل، وفي رفضهما يقولان: (العقل لا يدري !!)؛ فعاد الأمر إلى سلوكٍ حُرٍّ مُعانِد مُتَخَلٍّ عن مسؤولية العقل إذا اشتهى بلا وازع، دافعٍ له إذا اشتهى بلا وازعٍ أيضاً.. ثم إن اللغة - كلَّ لغةٍ في العالم - لا دلالة لها إلا بالتعبير عن الموجود والعلاقات والفوارق والمتخيَّل والمتوَّهم مما هو صُوَرٌ في مَلَكات العقول !!.. وهم مُقِرُّون من حيث لا يشعرون أن العلم ذو حقائق؛ لأنهم معترفون بشيئ اسمه الصيرورة لا يشهدونها في وقتها، ويعلمون بها بعد استقرارها؛ فعاد الأمر أيضاً إلى خبر خالق الحقائق في العالَم في قوله تعالى عن عِلْمِ البشر: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} «سورة الروم -7»؛ فهم لا يدركون الصيرورة حتى تكون ظاهرة، وليست كل صيرورة سيشهدونها في دنياهم.. وبعد هذا كله فكيف نفرح بالعلم النظري ونمارسه إذا كان العقل لا يدري، والعلم ليس فيه حقائق، واللغة ليست ذات دلالة ؟!.. فواعُمْراه كيف نُضَحِّي بمواهبنا وإيماننا ومشاهدتنا وتجاربنا بهذا الاستحواذ الجنونيِّ الرخيص من أُمَمٍ واسعة التَّقَدُّم في العلم المادي أرادت أن تشمت بنا، وتسخر منا، وتُبقينا في الضياع ؟!!.. والثمرة بعد هذا كله المقارنة بين واقعنا (أعني العالم النامي، والعالَم المتخلِّف) وواقع شهوات النظريات وحقائق العلم، ثم على الله العوض!.. وأبدأ بوسيلة الأداء الفكري العلمي التي هي اللغة؛ فكم في اللغويات الحديثة من طرق (نظريات)؟!.. وقل مثل ذلك عن عبث الفنون والآداب والفلسفات؛ فإذا نفرَ مِنَّا طوائف بعدد المعارف للاستيلاء على النظريات: فكم في العالم العربي والإسلامي من موهوب يوظِّف عمره لاستيعاب النظرية تلو النظرية في حقله النظري التخصصي الضيق؟!.. ومَنْ منا حينئذٍ سَيَتَفرَّغ لصنع إبرة، أو القيام بحسن إدارة، أو التعمق في عبقرية سياسة، أو التلذذ بالتقوى والمناجاة في محاريب العباد؟!.. إن التمزق النظري فتنة وجنون وسكرة تصدُّ الشاب الهامل عن مسؤوليته الدينية والتاريخية، والفنون والآداب في آخر مطافها غايتُها أن تكون تعبيراً جمالياً سامياً تدلُّ على حقيقةٍ أو خُلُق أو كيان بألذَّ تعبير جمالي، وبأمتع تفكيرٍ خياليٍّ يحلم بواقعٍ أسمى، أو تكون تلك الآداب والفنون إحساساً جمالياً ممتعاً؛ لأن كل الفنون والآداب ذات تعبير خلافاً لسارتر في كتابه (ما الأدب)، وليست غاية الموهوب في العالم الثالث أن يتخبَّط مدى عمره في إيجاد طريقة تكون له سِمَةً ومذهباً يبتكرها أو يُلفِّقها، وليست غايته أن يخترع كل يوم عوالم خيالية في ذهنه يلهو بها عن حقائق الكون؛ وإنما غايته ووظيفته أن يبحث عن الحقيقة؛ لأن صحة التصور تُصَحِّح الممارسة.. ووظيفته أن يبحث عن الخلقي لتصحب السعادةُ مسارَه في عمره المحدود، ووظيفته أن يصارِِع على الكياني بمبدأي الولاء والبراء أمام أممٍ ذات أديان وأحقاد تريد أن تُـمَوْضِعه وتجعله شيئاً من الأشياء، ووظيفته الإبداع الجمالي اللذيذ؛ ليُعَبِّر عن آلامه وآماله بأسمى تعبير يستجيش القلبَ مَقَرَّ المشاعر، وإلى لقاء عاجل إن شاء الله تعالى، والله المستعان.

 

بَيْنَ التَّمزُّقِ النَّظري ولذَّة الجمال والجلال: 1-3
أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة