ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 14/12/2012 Issue 14687 14687 الجمعة 01 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

من المؤكد أن الجميع قد قرأ أو سمع عن خبر تناقلته الصحف المحلية والفضائيات العربية ووكالات الأنباء العالمية مفاده قيام عميد كلية الآداب بالباحة بتكسير وتهشيم لوحات معرض تشكيلي للفنانة هند الغامدي وهو ضيف الافتتاح والمخزي في الأمر أنه أكاديمي من ذوي الشهادات العليا وأن الفنانة والقائمين على المعرض يعتدون بعميد الكلية ويتشرفون به لافتتاح المعرض وبدلا من أن يدعمهم معنويا ولوجستيا قام بردة فعل غير متوقعة تحاكي الذهنية الإقصائية التي يتمتع بها هذا العميد من مفاهيمه الرجعية.

وهذا الحادث يعيدني إلى حالة مقاربة قد مررنا بها بمنطقة الجوف قبل عدة أعوام حيث قام عدد من الإقصائيين بتكسير لوحاتنا التشكيلية بحجة أنهم يحتاجون إلى صالة العرض فقاموا بتكسير وتهشيم الأعمال التشكيلية.

ولا أنسى حادثة مسرح كلية اليمامة التي اقتحمها عدد من هؤلاء ليعتدوا على الممثلين ويكسروا المسرح على رؤوس من فيه وغيرها الكثير، منهم الإقصائيون وما هي نمطية التفكير لديهم، حين ينتج أي إنسان سوى ذكرا كان أم أنثى منتجا إبداعيا وأركز على إبداعي كون المبدعون هم أكثر ضحايا أولئك الإقصائيون لكونهم أتوا بالجديد والجديد هذا لا يعجب - في الغالب - الرجعيين الإقصائيين فيضعونه بموضع الضد ولكونه أي الإقصائي متقوقع على ذاته يحيا داخل إطارين الإطار الأول عبارة نزعات داخلية بينه وبين ذاته الأخرى بحيث يكون منغلقا على ذاته لا يقبل من الآخر أي شيء أو قيد أنملة وهذا الانغلاق الداخلي والاضطراب السيكلوجي ينعكس على المحيط الخارجي وهو الإطار الثاني أي المجتمع الذي يحيا به فتكون ردات أفعاله غريبة وغير متوقعة مما ينتج عنها همجية صارخة تظهر اضطراباته الداخلية وهذا ما حصل مع أولئك الإقصائيون أصحاب تلك الأحداث التي ذكرتها سلفا.

إن مجتمعنا يغرق بين دهاليز مظلمة في عقول هؤلاء الإقصائيون فهم كالوباء المدمر الذي تفشى بين مدننا ويجب علاجه بأسرع وقت والمهمة هنا تكون على عاتق المؤسسات الرسمية ومؤسسات ذات طابع التجمع المدني المرتبطة بوزارة الثقافة بدعم الفكر المعتدل معنويا وماديا وأن تضع بعين اعتبارها أن لا توكل مهام مؤسساتها على أناس لا يؤمنون بالفكر والأدب والفنون فيكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار واستشهد بذلك وجد الكثير من فروع الجمعية لم يفعل قسم الموسيقى ويستضيف أحد الفروع التي أعرفها جيدا إقصائي يكفر ابن سينا ويحرم الفنون من قلب جمعية الثقافة وبعض الأندية الأدبية لا تجرؤ على استضافة شاعرة تلقي قصيدة شعرية ليس إلا الشاهد هنا.. أن فعل هذا العميد لكلية الآداب يجب أن لا يمر مرور العابرين بل المحدقين به ليكون عبرة لغيره من الإقصائيين من قبل جامعة الباحة نفسها ووزارة الثقافة كونها بمثابة المحامي للثقافة والأدب والفنون.

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي
 

البعد السابع
كفروا ابن سينا ومزقوا لوحات هند
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة