ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 14/12/2012 Issue 14687 14687 الجمعة 01 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حادثة الفتاة ذات السبعة عشر ربيعا في منتزه عسيلان البري شرق مدينة بريدة نهاية الأسبوع الماضي مرت كغيرها من الحوادث التي تقع يوميا دون أن يدقق أحد في تفاصيلها وكأنها حادثة عابرة لا تستدعي التوقف عندها وبحث أسبابها، والاكتفاء في النهاية باجترار الألم والحسرة على الفقيدة وتعزية ذويها والاستعداد لاستقبال أخبار محزنة لحالات قد تحدث في المستقبل إذا استمرت حالات العبث والفوضى والإهمال على ما هي عليه!

قد تقع حوادث أسوأ من حادث الفتاة -رحمها الله- وخاصة في منتزه عسيلان، هذا المنتزه البري الذي يشبه في طبيعته الجغرافية منتزه الثمامة بالرياض مع فارق الامكانات لصالح منتزه الثمامة، وتقصده العائلات بكثرة في نهاية الأسبوع وخاصة عند نزول الأمطار في موسم الشتاء، ولوجود نفود عسيلان عالي الارتفاع يندفع آلاف الشباب لممارسة هواية التطعيس المحببة إلى نفوسهم على رماله المبتلة بمياه الأمطار التي هطلت هذا العام بغزارة، ورغم توافد آلاف السيارات إلى منتزه عسيلان إلا أن منطقة عسيلان أو ما أسميها هنا تجاوزا “منتزه عسيلان” غير مهيأة إطلاقا لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من المتنزهين، ولا أبالغ إذا ماوصفت من يأخذ عائلته لعسيلان بالمجازف أو باللي بايعها، فالمنطقة تنقصها الخدمات الضرورية بدءا من الطريق الخاضع لعمليات الصيانة من فترة طويلة، وعدم وجود حاجز حديدي بين المسارين يمنع المتهورين من ارتكاب التجاوزات وعكس اتجاه السير ناهيك عن غياب دور المرور فلا تلمس أي أثر لسياراته أورجاله إلا بقدر ضئيل لا يكفي لمواجهة أمواج السيارات والسيطرة على المتهورين من الشباب والممتطين لسيارات من مختلف الأشكال والألوان، ويبقى تميز التهور والجنون والسرعة الهائلة مسجلا باسم “جيب الربع”، هذا الجيب الحقير في شكله أينما حل يعد كارثة لا مثيل لها وسمعت من بعض الشباب أن قيمته تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من مئة وخمسين ألف ريال، ولا أخفيكم أني دائما من أشد المتوجسين من جيب الربع فعندما أشاهده قادم من الخلف وبسرعة تصل لمائتي كيلومتر في الساعة أخلي له الطريق حتى لو اضطررت للوقوف جانبا حتى يعبر بسلام، وأستغرب كيف يترك المرور هذه الجيوب وبهذه الكثرة رغم خطورتها وابتلاعها لأرواح الأبرياء، وفي عسيلان يسجل جيب الربع حضوره المخيف دون حسيب أورقيب وقد شاهدت أحد هذه الجيوب وهو يسير على كفرين وسط الطريق معرضا أرواح البشر للخطر!

عسيلان غير مهيأ حاليا لنزهات العائلات فكل شيء ناقص، ويعاني من فقر خدماتي فلا تواجد مروري كاف لذلك تحدث الكوارث المروعة باستمرار, وافتقار لمركز شرطة يحافظ على الأمن، وهب أن حريقا شب في أحد المخيمات القابلة للاشتعال فسينتظر الناس قدوم سيارات الدفاع المدني من بريدة بعد أن تكون النيران قد شبعت من التهام خرق المخيمات البالية وهي أي المخيمات تعاني من فوضى لا مثيل لها، والدليل أن سيارة النظافة والتي ارتطمت بها الفتاة قد تركت تؤدي عملها بوجود المتنزهين مع أن هذا العمل عادة يتم بعد مغادرة الناس للمخيمات.

قد يتحول عسيلان إلى منطقة آمنة وأقل كوارث لو توافرت فيه كل الخدمات، أما حاليا فلا أنصح أي رب أسرة بالذهاب إليه فأرض الله واسعة!

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15
 

مسارات
كوارث عسيلان مستمرة
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة