ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 16/12/2012 Issue 14689 14689 الأحد 03 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاجأني بسؤاله الجميل: كيف حال الوالدة ؟ وفاجأته،لا، بل فاجأت نفسي بقولي، هي بخير وألف خير، هي في صحة وعافية، قال مبتسما: أسأل الله أن يجعلها كذلك دائما، وأن يكسبكم رضاها، قلت: آمين جزاك الله خيرا.

انصرف الرجل وأنا واقف وقوف الواجم، كنت صامتا، لكن نبضات قلبي كانت -لحظتها- تتحدث بصوت مرتفع، خيل إلي أن الكون كله قد أرهف إليه السمع وأعجب بصداه العميق.

كيف حال الوالدة؟ يا له من سؤال رائع جميل، بل، يا له من سؤال كبير، هز وجداني، وشنف آذاني، هي بخير وألف خير، هي في صحة وعافية، يا له من جواب جرى على لساني منسابا رقراقا كماء تلك الساقية التي تتخلل الحصى والأشجار، والأزهار، نحو منابت اللوز والمشمش في شعبنا بعد الأمطار، حينما كانت الغيوم على تواصل لا ينقطع مع قريتنا في طفولتنا.

أسأل الله أن يجعلها كذلك دائما، وأن يكسبكم رضاها، يا لها من دعوة أنعشت فؤادي،وقد ختمت عليها بختم (آمين) وأنا في مهرجان من السعادة لا حدود له.

كيف حال الوالدة،، سؤال لا حدود لروعته وجماله، سؤال عن أعز وأقرب وأجمل وأحسن مخلوق يتعامل أحدنا معه في حياته، سؤال عن الحنان، والرحمة والإحسان، والوفاء، والنبل والسخاء.

كيف حال الوالدة ؟ ماذا تقول أيها السائل العزيز؟ الوالدة؟ الحبيبة؟ المودة القريبة، الراعية الطبيبة؟ سؤال متميز أيها السائل العزيز.

هززت قلبي من الأعماق، أرسلتني بسؤالك هذا إلى أجمل وأصفى الآفاق، حملتني به إلى عالم جميل من سمو العاطفة وحسن الأخلاق.

تركني السائل العزيز في لجة من الذكريات وذهب، لم أنبس ببنت شفة بعد ذهابه، لأن قلبي وروحي ومشاعري تحولت إلى ألسنة فصيحة ناطقة، كانت جميعها تقول كلاما رائعا ليس من جنس كلامنا المعتاد، كلاما لا تتقنه إلا القلوب والأرواح والمشاعر.

كيف حال الوالدة ؟ كم حرك هذا السؤال الصاخب برغم هدوئه، العنيف برغم رقته، المحزن برغم روعته، كم حرك أشجاني وآلامي وأحزاني، وكم أسعد في الوقت ذاته وجداني.

كيف حال الوالدة ؟ أعشق هذا السؤال عشقا لا حدود له،وأقدر من يوجهه إلي التقدير كله، لأنه يسأل عن الحبيبة الغالية، رمز الحب الصادق والحنان والعطف، والعطاء بلا حدود.

ما أروعه من سؤال وأبدعه، وما أشد وقعه على نفسي، وعقلي وحسي، أتدرون لماذا؟ لأن الوالدة الحبيبة قد رحلت عن هذه الدنيا منذ سنوات، رحلت جسدا وبقيت روحا وإحساسا وعاطفة، وشمسا من الحب لا تغيب.

متفائل بجوابي الذي جرى على لساني جريان النسيم العليل. (هي بخير وألف خير)اللهم اجعلها وكل أم مسلمة كذلك عندك يا رب العالمين.

إشارة:

أماه أنت العطف والإحسان

بك يا حبيبة يسعد الوجدان

 

دفق قلم
كيف حال الوالدة ؟
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة