ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 17/12/2012 Issue 14690 14690 الأثنين 04 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

حزم البيانات الضخمة ليست البديل الجديد للنفط

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: جير ثورب

كلّ 14دقيقة، يعتلي مسؤول تنفيذي في مجال الإعلانات منبراً في مكان ما حول العالم، ويحبس أنفاسه ليقوم بالتصريح ذاته: «البيانات هي البديل الجديد للنفط».

والأمر مثير للاهتمام بالنسبة إلى العاملين في مجال التسويق، ويقوم على معادلة سهلة، مفادها أن حزم البيانات الضخمة تحاكي كميات النفط الضخمة، وتشير بالتالي إلى أرباح كبيرة.

إلا أن المقارنة تُعتبر تافهة عند المستوى الذي تتم فيه، فالمعلومات هي المَورد المتجدد الحاسم، والجدير ذكره أن أي احتياطي بيانات متوافراً لم يكن خفيّاً وفي طور الانتظار تحت سطح الأرض، بالنظر إلى أنّه يتم إنشاء كم هائل من البيانات كل يوم.

ومع ذلك، ثمّة يُعتبَر هذا التشبيه مفيداً بطرق عدّة. يستند قدر كبير من الأرباح التي يتم تحقيقها اليوم في عالم البيانات إلى معلومات صادرة عن البشر. والملحوظ أن عادات التصفح التي نعتمدها، وأحاديثنا مع الأصدقاء، وتحركاتنا اليومية – كلها معلومات يتم تحويلها إلى أموال. وهي بيانات بشرية في الصميم، مع أنه في أغلب الأحيان، لا يتم التعاطي معها على أنها كذلك. ولعله بإمكاننا هنا الإقدام على مقارنة مفيدة وتشبيه البيانات بالوقود الأحفوري: ففي المواقع التي يتألف فيها النفط من أجسام مضغوطة تقوم على جسيمات مجهرية ماتت منذ وقت طويل، تتألف البيانات الشخصية من أجزاء مضغوطة من حياتنا الشخصية.

وأعتقد أنه بإمكاننا القيام بثلاثة أمور لمنح البيانات طابع بشري أكبر، وبالتالي استحداث ما يزيد إلى حد كبير عن كونه قيمة قصيرة الأمد في مجال الأعمال.

أولاً، من الضروري أن يتفهّم الناس مبدأ ملكية البيانات وأن يختبروه. وفي حين أن جميع أفراد مجتمعنا ينتجون كمّاً كبيراً من البيانات، قلما يتفاعل الأفراد مع أي منها. وعندما يُعطى الناس أدوات لاستكشاف بياناتهم الخاصة، سيتسنى لهم فهم قيمة تلك المعلومات ومنفعتها.

ثانياً، من الضروري أن نجري حديثاً أكثر انفتاحاً عن البيانات والأخلاقيات. ومن بين عشرات الشركات الناشئة التي قرعت بابي للحصول على نصيحة بشأن مشاريع تتمحور حول البيانات خلال السنة الماضية، لم يأتِ أيٌّ كان على ذكر حقوق الناس الذين تُسحَب منهم البيانات. ومن الضروري تغيير ذلك.

وأخيراً، نحن بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرنا الجماعية بشأن البيانات، وعدم اعتبارها بديلاً جديداً للنفط، إنما أحد الموارد الجديدة كلياً. وبغية حصول ذلك، من الضروري أن نعزز إلى حد كبير طريقة فهمنا للبيانات في المجتمع. وفي سياق حصول ذلك، تتمتع البشرية بآلية لهذا النوع من التغيّر الثقافي الواسع النطاق، آلية تتمثل بالفنون. وفي حين يشهد استعمالنا للبيانات تقدّماً ويتم تحقيق الأرباح، دعونا نشجع الفنانين، ومؤلفي الروايات، وفناني الأداء ليكون لهم دور حيوي في الحديث.

(*) جير ثورب فنان البيانات الداخلي في صحيفة «نيويورك تايمز» وأستاذ مشارك في برنامج الاتصالات التفاعلية في جامعة نيويورك. وهو أيضاً شريك في تأسيس مكتب البحوث المبدعة Office for Creative Research، وهو مجموعة بحوث متعددة المجالات تستكشف طرقاً حديثة للاستفادة من البيانات.

© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة