ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 17/12/2012 Issue 14690 14690 الأثنين 04 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله الدكتور فواز الدخيل
د. أسعد عبده

رجوع

 

رحم الله الأخ الدكتور/ فواز محمد الدخيل، أول معيد سعودي عين في قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الملك سعود. كان ذلك وقت تشرفي برئاسة القسم.

لا يمكن أن أنسى لطفه وابتسامته وحيويته وتفاعله بإيجابية مع الجميع. لا أنسى مساعدته لي في أنشطة قسم الإعلام. لا أنسى تلك الليلة التي أمضيناها في مطابع دار اليمامة الصحفية، لمتابعة طباعة العدد الأول من صحيفة «رسالة الجامعة»، كان ذلك مساء الاثنين 28 من ذي القعدة 1395هـ، بقينا -مجموعة من طلاب القسم والعاملين فيه- طوال الليل، حتى تمت طباعة جميع نسخ العدد الأول من الصحيفة يوم الثلاثاء 29 من ذي الحجة 1395هـ الموافق 2 من ديسمبر 1975م

كانت خطتنا أن تنتهي الطباعة قبل الفجر وأن نرسل الصحيفة بالبريد الصحفي في الصباح إلى كل من جدة والظهران، كان الملك الصالح خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- في جدة، وكانت خطتنا أن تصل نسخ من الصحيفة لجلالته يوم صدورها، لأن ذلك العدد كان متوجا بكلمة ملكية سامية، خص بها الملك خالد -رحمه الله- هذه الصحيفة الجامعية التي أصدرها أبناؤه طلاب قسم الإعلام باسم «رسالة الجامعة».

كذلك كانت خطتنا أن تكون هذه الصحيفة لكل الجامعات السعودية: جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأن يوزع العدد الأول -وبقية الأعداد- في جميع الجامعات السعودية في يوم صدور الصحيفة.

لكن الطباعة لم تكتمل إلا ضحى يوم الثلاثاء، ولا توجد في ذلك الوقت إمكانية إيصالها بالبريد في اليوم نفسه للديوان الملكي وجامعة الملك عبد العزيز في جدة وجامعة الملك فهد في الظهران.

أبدى عدد من الموجودين من طلاب وعاملين في القسم استعدادهم للسفر في أقرب طائرة إلى جدة والظهران لإيصال الصحيفة. تم اختيار الأخ المعيد فواز الدخيل -رحمه الله- من بين المتطوعين للسفر إلى جدة، والأخ الطالب طلعت وفا -رحمه الله- للسفر إلى الظهران.

حمل كل منهما أعدادا من الصحيفة على كتفه، ووضعها في سيارته، وذهب إلى المطار، واشترى تذكرة سفره من جيبه، ويسر الله لكل منهما رحلة إلى مقصده.

في المساء هاتفني الأخ فواز من جدة وأفادني أنه أوصل نسخا من الصحيفة للديوان الملكي وسلمها لمعالي رئيس الديوان شخصيا، كما أوصل النسخ المرسلة لجامعة الملك عبد العزيز وسلمها لمعالي مدير الجامعة الدكتور محمد عمر الزبير.

كذلك هاتفني الأخ طلعت من الظهران وأبلغني أنه أوصل النسخ المخصصة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وهكذا أمكن بفضل الله ثم بهذه الجهود المخلصة للأخ فواز والأخ طلعت توزيع أول عدد من صحيفة «رسالة الجامعة» يوم صدورها في كل من الرياض وجدة والظهران، على الرغم من كل الظروف.

لا غرابة في أن ينجح فواز في دراسته العليا ويحصل على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يعود عضوا في هيئة التدريس في القسم، ثم يصل إلى رئاسته.

ولا غرابة أن تحاول وزارة التعليم العالي ووزارة الإعلام وغيرها من الجهات الاستفادة من الدكتور فواز لما يتميز به من قدرات ولشخصيته المحبوبة، وهذا ما أوصله إلى رئاسة العمل الإعلامي في سفارتنا في لندن.

ظل فواز (أبو فهد) محافظا على ابتسامته وجاذبية شخصيته حتى بعد أن تعرض لمرض وأجرى عملية كبيرة ظل بعدها يعاني من عدة أمراض لعدة سنوات.

زرته رحمه الله في المستشفى التخصصي عدة مرات، وكان في كل مرة يتحدث بطلاقة وبهجة وتفصيل عن ذكريات جمعتنا في قسم الإعلام وصحيفة «رسالة الجامعة».

لكني فوجئت في آخر زيارة له -قبيل وفاته بساعات- بتدهور حالته الصحية إلى درجة جعلتني أكاد أفقد قدرتي على الكلام، إلا كلمات قليلة فيها شيء من الأمل والرجاء والدعاء.

غفر الله للأخ فواز وأسكنه فسيح جناته. وصادق العزاء لأم فهد وفهد وأخواته، والأسرة الكريمة، وكل زملائه وطلابه ومحبيه.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة