ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 20/12/2012 Issue 14693 14693 الخميس 07 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لعل من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا تويتر وفيس بوك، يلحظ أن هناك بونا شاسعا بين التقنية ذاتها، وبين من يستخدمها، فالتقنية تعكس عصر القرية الكونية بكل تفاصيله، بينما يعكس بعض مستخدميها عصرا آخر، ولذا فإنهم يتعاملون معها كوسيلة لنشر ذات الأفكار التي يخاطبون بها أتباعهم في الغرف المغلقة، والمنابر، والمنتديات المحلية، ما يتسبب في وقوعهم في مزالق كثيرة تسبب لهم حرجا، بل ضررا بالغا لم يأخذوه في الحسبان، خصوصا اذا ما علمنا أن هناك جهلا من قبل هؤلاء بالقانون، فما الجديد في هذا الخصوص؟. لا يكاد يمر يوم دون أن تقرأ باقعة من نوع ما، فاللغة العنصرية، والمناطقية، والطائفية تضرب أطنابها في عقول هؤلاء القوم، فقبل أيام، أساء مغرد مغمور على تويتر لقطاع كبير من أبناء المجتمع، وذلك عندما اتهم العاملات في القطاع الصحي بما لا يليق، وعندما رأى أن ردود الفعل كانت جادة، وأن المسألة أخذت أبعادا خارج حساباته، أخذ يتوسل بالعفو، حتى بدا وكأنه يعاقب نفسه، مع أنه كان بإمكانه أن يتحاشى كل هذا لو أنه كان يملك الحد الأدنى من المعرفة الشرعية والقانونية، وقد كان الأطرف في هذا السياق هو ذلك المغرد الذي خاطب المسئ قائلا: «سنعفو عنك هذه المرة، ولكن شريطة أن تتخلى عن جهاز الآيفون، وتستبدله بالجوال القديم!»، أي أنك لا تستحق أن تستخدم التقنية طالما أنك لا تدرك تبعاتها القانونية، وماذا بعد؟! لم يكد متابعو تويتر يتناسوا تلك الإساءة، حتى صدح مغرد آخر - أحمق - مسيئا إلى أهل منطقة كاملة من مناطق المملكة، ثم زايد عليه مغرد ثالث، وتهجم على أحد المسؤولين بشكل فج، وهكذا أحصيت - خلال ثلاثة أيام فقط - ما لا يقل عن خمسين تغريدة مليئة بالإساءات من كل لون وصنف، والتي تستوجب العقاب، وهذا يحدث بالتأكيد بسبب عدم وجود قوانين رادعة تتعلق بمثل هذه الإساءات، وأنا على يقين من أنه لو تم ذلك لتلاشى معظم المتطفلين على التقنية، والذين يستخدمونها لنشر سمومهم وسفههم الفكري، فلا زلنا نذكر أن إحدى الدول الأوروبية أبعدت شخصا من أراضيها، وذلك بسبب تصريحاته الطائفية، ولم يشفع له مرضه في العفو، فالقانون في تلك الديار لا يستثني أحدا، ولعلي أختم بحكاية أحدهم، والذي أغراه التصفيق الحاد من الأتباع والمريدين، فتجاوز في تصريحاته كل الحدود، فلم يدع فنا إلا وتحدث به، ولا إساءة إلا تفوه بها، وكانت النتيجة منعه من السفر للعديد من البلدان،يث إن هناك قوانين واضحة تجرم الطائفية، والإساءة للأديان، والمرأة، ولعل هذا يكون درسا له، ولغيره ممن استمرأوا الإساءة للآخر، وجعلوها جسرا يعبرون من خلاله للجماهيرية، خصوصا وأن ديننا يحث على الرفق واللين مع المخالف، فلننتظر ونرى.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
لسانك حصانك!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة