ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 21/12/2012 Issue 14694 14694 الجمعة 08 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

الربيع ربيعنا
عبيد بن عساف الطوياوي

رجوع

 

نعمة عظيمة، ومنحة ربانية كريمة، يتفضل بها الله عز وجل على عبده، أن يفسح له في عمره، ويجعله يتمتع في كامل صحته، لا مرض يعيقه، ولا خوف يزعجه، ولا قلق يشغله، ثم يوفقه سبحانه، لعمل الصالحات في حياته، ويتزود مما ينفعه بعد مماته.

وهذا هو ما من الله عز وجل به علينا في الأيام الماضية، فقبل بضعة أشهر، وفقنا الله سبحانه، وصمنا شهر رمضان المبارك، وانتهى ذلك الموسم العظيم، وجاءت من بعده الست من شوال، ثم عشر ذي الحجة، ثم موسم الحج، ثم يوم عرفة، ثم عيد الأضحى وما في أيامه من طاعات وقربات، وغير ذلك من الأعمال التي تقرب من الله عز وجل، والتي من أوجب واجباتها: شكره سبحانه، فكم من محروم حرم هذه المناسبات، لانشغاله بنفسه إما لمرض، أو لشهوة أو شبهة، أو لتشريد وقتل وحرب، أو لخوف وقلة أمن.. فما أنعم الله به عز وجل علينا في بلادنا لا يخفى إلا على سفيه أو صاحب بدعة وهوى.. ولا ينكره إلا من ضل فكره، وانحرف منهجه، وساء فهمه، وعميت بصيرته.

فقد وجد، من أبناء جلدتنا، من ينكر مثل هذه النعم، ويعلن على الملأ، عبر تغريداته، ودروسه ومحاضراته، وبرامجه ومنتدياته، إعجابه بما تورط به غيرنا في غير بلادنا، ويعتبره كما اعتبره أعداؤنا ربيعاً عربياً، وينجرف مع سيل من يؤيدون خروج الشعوب على حكامهم، ويشجعون على المظاهرات والمسيرات، ويعتبرون من يقتل نفسه منتحراً شهيداً في سبيل الله تعالى، نتيجة مرض في نفوسهم، وانحراف في تفكيرهم، فقد قدسوا بو عزيزي، ونسوا أو تناسوا ما حدث لتونس بعده، وما حل بها بسببه، أشرقت وجوههم، لميدان التحرير بمصر، وجموع ليبيا، وسلميات سوريا، وعميت أعينهم عن الدماء التي أريقت، والأعراض التي انتهكت، والنفوس التي أزهقت.. والأجساد التي مزقت، والأسر التي شردت.. بل وصل بهم الأمر، إلى تأييد المتظاهرين في بعض الدول المجاورة، التي تدعو إلى إسقاط النظام وتغيير الحكام.

فنحن في هذه البلاد، وخاصة في الأيام الماضية، وفقنا الله -ونحمده على ذلك- لهذه النعمة العظيمة، فالربيع ربيعنا، نصلي في مساجدنا، وندرس في مدارسنا، نتواصل مع أقاربنا، ونلهو ونلعب مع أطفالنا، ونستأنس بأهلينا وأبنائنا، في وقت غيرنا ترمى عليه البراميل من فوقه، وتزلزل القنابل الأرض من تحته، ويهدم عليه بيته، ولا يتجرأ أن يؤدي صلاة الجماعة في مسجد حيه! فأي ربيع ربيعهم؟.

فنحن في نعمة عظيمة، لم يشغلنا شيء عن طاعة ربنا بفضله وتوفيقه، فلنشكره عز وجل على ذلك، وكما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنَاً فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).

- حائل

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة