ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 22/12/2012 Issue 14695 14695 السبت 09 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يحق للأستاذ القدير داود الشريان وفريقه الكفء في برنامج (الثامنة) الذي يعرض على شاشة الإم بي سي الفخر بأنهم استطاعوا جعل الساعة الثامنة بتوقيت المملكة موعداً يتطلع إليه الملايين من المشاهدين والمشاهدات. فبرنامج (الثامنة) الشهير ليس التجربة الأولى للصحفي والإعلامي القدير الذي تثير أعماله جدلاً واسعاً، وتحقق نسبة مشاهدة استثنائية،

فهو رجل صحافة وإعلام لم يعرف عنه المهادنة أو (البراءة) في الطرح أبداً، إلا أن ثامنة داود هي حتماً أكثر تجاربه جدلاً، حتى الآن على الأقل.

ولكن لماذا نجح داود؟ وهل نجح فعلاً؟ لقد استطاع داود أن يقدم للمشاهد السعودي طرحاً إعلامياً فريداً في مضمونه، طرحٌ يشرح فيه الواقع مع صناع القرار بعيداً عن لغة الإعلام الرسمي ولغة الإعلام غير الرسمي التي يرتدي معدوها ثوب الرقيب الرسمي (ورعاً). استطاع أن يفعل ذلك بعد أن تنحى - قسراً - دهاقنة الإعلام السعودي الذين أعيونا بطرحهم الرتيب الممل، الذي كنا نخالهم فيه الضيف والمضيف في آن واحد، استطاع أن يفعل ذلك مستغلاً الأوامر السامية التي ترد تترى تطلب من الوزارات الشفافية والوضوح وبيان منجزاتها لانتشال المواطن من حالة الإحباط غير المبررة - أحياناً - والمبررة في كثير من الأحيان، جاء داود بثامنته وطرحه الجريء والشعبي فأصبح المشاهد أقرب للموظف الحكومي والمسؤول، يراه بعينه ويسمع تلعثمه ويتلمس بياض ثوبه الذي تخفيه البشوت على صفحات الجرائد، وأصبح الموظف الحكومي والمسؤول أعلى صوتاً وأكثر جرأة على الهواء ومندفعاً للتفنيد والتعقيب على الهموم والمشكلات الشعبية دون أن يعرض الموضوع على (معالي) مرجعه (للاطلاع والتوجيه بما يراه) قبل أن ينبس ببنت شفة! ولماذا هذا كله؟ لأن نازلة داود ليست كالنوازل الإعلامية التي عهدها الموظف الحكومي والمسؤول، فالخصم والحكم المواطن، هكذا مباشرة، والمضيف - سامحه الله - أبعد عصبة الإعلاميين براءة في الطرح!

ولكن ماذا عن الانتقادات التي وجهت للبرنامج؟

حسناً، كثير من المتابعين يحملون على ثامنة داود حب صاحبها للإثارة، وليتهم علموا كم أعيت الإثارة هذه طالبيها من الإعلاميين، وأنها له لا عليه. إلا أن الانتقاد الذي يحمل على ثامنة داود والذي يستحق التأمل هو التأثير، فكثيرون يظنون أن البرنامج لا بد أن يتجاوز أثره الإعلامي وإثارته إلى دائرة تأثير أكبر، تدفع إلى التغيير في معالجة المشكلات التي يعرضها، وهذا والله ظن محمود. إلا أن الكرة هنا ليست في ملعب داود فهو من هذه براء (هذه فقط!)، فالكرة في ملعب الموظف الحكومي والمسؤول الذي يتوجب عليه أن يتحرك قبل أن يُحَرّك، وأن يكون شجاعاً في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه وفي اتخاذ القرار، ويبقى دور الإعلامي أن ينبه وأن يتساءل بشجاعة وحرية وإثارة، ولكن أن يطلب منه أن يضع الحلول لعثرات المصالح الحكومية، فهذا ليس لأهل هذه المهنة، حتى داود الشريان! ويبقى لنا - كمتابعين وإعلاميين - أن ننتظر لنرى ما ستفضى إليه ثامنة داود، وغيرها من البرامج الجماهيرية وقنوات التواصل التفاعلية، من تأثير على عقل ومسلك المسؤول الحكومي في المملكة، وهل ستقود (العاطفة الشعبية) التي تداعبها هذه البرامج والقنوات الجديدة إلى سيل يعيي المسؤول الحكومي، أم يكون المسؤول الحكومي أذكى من داود (وعصبته) فيطوع الثامنة وغيرها من البرامج لخدمة أغراضه الرسمية المشروعة باستخدام العاطفة الشعبية، فينقلب سحر داود عليه، نسأل الله اللطف!

Towa55@hotmail.com
@altowayan
 

عن قرب
الثامنة وسحر داود!
أحمد محمد الطويان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة