ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 22/12/2012 Issue 14695 14695 السبت 09 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هل يسير العالم العربي ومعه منطقة الشرق الأوسط برمته نحو المجهول، فالمتابع لم يعد قادرا على ملاحقة التفاصيل المتناقضة، والتي وصلت ذروتها مؤخرا، فالتحالفات الجديدة كانت خارج حسابات كل أحد، فالإخوان المسلمين أصبحوا حلفاء للغرب، وتحديدا للولايات المتحدة، وكل يوم نتفاجأ بالتسريبات التي تشير إلى عمق هذه العلاقات وقدمها، والإخوان هم ذات التنظيم الذي كان يعتبر عدوا مبينا لكل ما هو غربي، ولا غرو فأحيانا تجلب تناقضات العلاقات الدولية صداعا للمتابع، فأمريكا - مثلا- تزعم عداءها لإيران. هذا، ولكنها سبق أن سلمتها العراق على طبق من الماس !، وعلى الرغم من العداوة الظاهرة بين الغرب والنظام السوري، إلا أنهم لم يتحمسوا لإنقاذ الشعب السوري من بطش النظام، كما فعلوا في ليبيا النفطية، ودع عنك مسألة وقوف الصين والروس في صف سوريا، فأحابيل السياسة لا حدود لها، ولنا عبرة في موقف فرنسا وألمانيا، واللتان وقفتا ضد ضرب العراق في عام 2003، ثم اتضح أنهما كانتا تساهمان في المجهود الحربي منذ بدايته !، وماذا بعد من المتناقضات؟.

التيار السلفي المصري، والذي نأى بنفسه تاريخيا عن معترك السياسة، نراه اليوم مأخوذا بها، فقد تحالف مع الإخوان المسلمين ضد القوى الوطنية الأخرى، وهو تحالف غريب، إذ إن التنظيمين يسيران في خطين مستقيمين لا يمكن أن يلتقيا أبدا، فالإخوان يبيحون كثيرا مما يتعارض مع المفاهيم الشرعية للسلفيين، ما يوحي بأن صراعا مستقبليا بينهما سيكون حتميا، وحينها سيصبح التيار السلفي هو جوهر المعارضة، التي قد تقضي على ما تبقى من وحدة وطنية لأرض الكنانة، ومثل هذا التحالف الغريب حصل قبلا عندما تحالف العلمانيون والليبراليون مع الإخوان، قبل أن يكتشفوا أنهم لم يكونوا أكثر من أداة استخدمها دهاقنة التنظيم، وأنه لا مكان لهم في مصر الجديدة، والتي تقضي عقيدة الإخوان بأن تكون قلعة إخوانية خالصة، وماذا أيضا هناك ليسجل للتاريخ عن هذه الفوضى الخلاقة؟.

حسنا، لقد قال لنا الإعلام بأن ثورة ليبيا كانت ثورة شعبية خالصة، ولم يسمح لنا الحراك الثوري المتسارع بأن نسمع حرفا مما كان يقوله الإعلام المحايد، فقد كان الناس مأخوذين بالثورات، وبملاحقة ما تنقله الكاميرات التلفزيونية، والتي كانت تنقل مشاهد الثائرين، وتتجاهل أضعافهم من الصامتين، ففي عهد الثورات، لا شيء يعلو فوق صوت الإعلام «المحايد!»، ولذا فلا غرو أن تتكشف الآن - فقط الآن- بعض الحقائق، وما خفي سيكون أعظم، وربما نكتشف لاحقا بأن خطاب الرئيس المصري محمد مرسي لبيريز، وما يصرح به الغنوشي بين الفينة والأخرى هو فقط رأس جبل الجليد، فغموض ما يجري من تحالفات، وقدرة بعض التنظيمات على تغيير الجلد، واللغة معا أصبحت هي العنوان المناسب لعصر الثورات، وربما لا تكتمل درامية مشهد الفوضى التي يعيشها العالم العربي دون المرور على دور حلفاء الإخوان في منطقة الخليج العربي، فمن المشاهد التي لا تنسى أن إخوانياً سعودياً مناصراً للرئيس مرسي صرح ذات مرة بأن سقوط مرسي يعتبر تهديدا لأمن إسرائيل!، نعم، والله لقد قالها، فحماسه لانتصار الإخوان وبقائهم في السلطة في مصر طغى على موقفه التاريخي من إسرائيل، إذ لا مانع لديه أن يكون مهتما بأمن إسرائيل، طالما أن هذا هو ضريبة تمكين تنظيم الإخوان من كرسي الحكم، وأخيرا، علينا أن ننتظر ما يخبئ لنا المستقبل من تحالفات جديدة، فقد تكون أكبر مما يستوعبه خيالنا الحالي.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
تحالفات عصر الثورات!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة