ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/12/2012 Issue 14696 14696 الأحد 10 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نسمع كثيراً عن نظام مكافحة الحريق، ونلحظ أحياناً أجزاء منه في كثير من المباني التي ندخلها أو نخرج منها خلال حياتنا اليومية، كما يمكن أن نشاهد كامل أجزاء النظام في بعض المباني الحديثة والذكية (عالية التقنية)، داخل وخارج السعودية، وعناصره الظاهرة للعيان يمكن أن تعطى

أن تعطى الدلالة على تكامله؛ ومنها لافتات مخارج الطوارئ المضاءة باللون الأخضر في كل دور من المبنى؛ ومنها النظام الآلي لضخ المياه عبر رشاشات مثبتة في أسقف مداخل الغرف وعلى طول أسقف الممرات الداخلية المؤدية إلى مخارج الطوارئ، والتي يجب أن تعمل تلقائياً بمجرد حدوث لهب ترصدها الحساسات الحرارية للنظام؛ ومن عناصره الظاهرة أيضاً: كاشفات الدخان التي نراها لاصقة في أسقف الغرف تعمل تلقائياً بمجرد تسرّب الدخان في الجو، كإنذار مبكر للسكان؛ ومن عناصره الظاهرة: وجود رسم (كروكي) على ظهر الباب لكل غرفة؛ يوضح موقع الغرفة، مع عبارة (أنت هنا) إشارة إلى موقعك بالنسبة إلى باقي الغرف في نفس الدور، وإرشادات إلى اتجاه مخارج الطوارئ؛ ومن عناصره الظاهرة: تحذير مكتوب أمام كل مصعد بعدم استعمال المصعد أثناء الحريق.. ومن أهم المواصفات؛ أن تكون مخارج الطوارئ محصّنة بأبواب مقاومة للحريق ولها خاصية الفتح من الداخل دون الفتح أو القفل من الخارج، ويتوفر منها عدد يتناسب مع عدد سكان المبنى حسب المعايير الثابتة لنظام السلامة، منعاً لحدوث تدافع واختناق عند الخروج.. أن نظام الحريق، من الأنظمة التي قد لا يحتاج إليه سكان المبنى طوال العمر الافتراضي للمبنى، ولكنها كارثة، عندما يفشل ذلك النظام في العمل، عند نشوب حريق، أو عندما لا يعمل بسبب نقص أجزاء منه، فنظام مكافحة الحريق والسلامة نظام متكامل غير قابل للتجزئة.. نسمع بين آونة وأخرى عن حوادث حريق مؤلمة، نتيجة عدم استطاعة سكان المبنى الهروب من المبنى المشتعل لعدم وجود مخارج أو وجود مخارج موصدة بأبواب مقفلة، لأسباب أمنية أو أسباب شرعية أو كلاهما، كما في مدارس البنات، أو نظراً لاستعمال أبواب للطوارئ، غير مقاومة للحريق، جعلها تتصلَّب وتصبح عصية الفتح، نتيجة تمدد حجم الباب داخل حلق الباب بسبب حرارة الحريق..

الخلاصة..

يمكن مقارنة مباني مدارس البنين والبنات، بمباني الفنادق؛ فكلاهما يمكن أن يتألف من دور واحد أو أكثر، وكلاهما، يتوسطه ممر أو أكثر سواء بشكل مستقيم ونهاية مغلقة، أو ممر ينعطف ثم ينعطف وهكذا.. ليعود إلى حيث بدايته، ومهما كان تصميم المبنى، فهناك، دائماً، حجرات، على يمين ويسار كل ممر، بمثابة فصول دراسية على غرار غرف الفندق، عندها يمكن أن نتصور كفاءة نظام مكافحة الحريق الذي يجب أن يكون عليه في المدارس بنفس المستوى الذي عليه النظام، لفنادق خمس نجوم.. فتلك الفنادق العالمية تحرص على سمعتها من خلال المحافظة على الجودة النوعية، ومن خلال تركيب أنظمة متكاملة لمكافحة الحريق وذات كفاءة عالية، ولديها إدارة سلامة، تختبر النظام بصفة دورية، لضمان نجاح انطلاق نظام الحريق عند الضرورة مع توثيق تلك الاختبارات، وتقديمها إلى إدارة الجودة النوعية.. أن نظام مكافحة الحريق في المدارس يستحق ليس فقط العناية والصيانة لضمان صلاحيته طوال العمر الافتراضي لمبنى المدرسة، وإنما أيضاً ترقيته لتتجاوز كفاءته للنظام المستخدم في تلك الفنادق الممتازة، فالنفس البريئة التي في المدرسة تستحق درجة من السلامة مساوية لسلامة تلك النفس الإنسانية التي تسكن في فندق خمس نجوم.

khalid.alheji@gmail.com
Twitter@khalialheji
 

الهروب من الحريق عبر أبواب مقفلة
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة