ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 24/12/2012 Issue 14697 14697 الأثنين 11 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

الشعر بين نبز (النبطي) واستعلائية (العامي) وواقع (الشعبي)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بما أن الشعر الشعبي هو صنو الفصيح وجزء لا يتجزأ منه سواء في أغراض الشعر المتعارف عليها أو في روائعه من منظور نقدي فلست بصدد الحديث هنا عن ماهيته وتفاصيله، ولكنني أشير إلى إشكالية لا يتناولها (البعض) بحسن نية بل يجدها مدخلا لمآرب - مكشوفة - بعضها ليس له صلة - البتة بالشعر - كفن أدبي راق (وأخص بعض الأقلام المستنقدة المعاصرة) التي أتيح لها في بعض مساحات الضوء - مع بالغ الأسف - الفرصة لتلت وتعجن وتهرف بما لا تعرف، ثم يعود واقع مداد أقلامها شاء أصحابها أم أبوا لحال ما نصه (وفسر الماء بعد الجهد بالماء).

لهذا يجب أن ينطلق الموثق والمؤرخ لمرتكزات لها مسوغها المنطقي المقنع من زاوية موضوعية قبل أن تكون أدبية متخصصة في علم يصعب انقياده لغير عميق متخصص ومتمكن من فنه الأدبي الذي كان قد غاص في أعماق درره وجاء بالنادر النفيس منها بكل ما يسر ويبهج، وعليه فقد ذهب بعض (الاستعلائيين) ومن في نفوسهم مرض تجاه الشعر الشعبي - ما خفي منها وما ظهر - على تسميته بالعامي وكأنه لا يجاري الفصيح إن لم يتفوق عليه في بعض النصوص من - منظور نقدي بحت - وكذلك في هذه التسمية تعميم ظالم بالجهل على نخبة مثقفين وأكاديميين ووجهاء يحملون أعلى الدرجات العلمية ويكتبون الشعر الشعبي بتميز يحسب لألق وتاريخ الشعر بشقيه الفصيح والشعبي، وبما أن الحديث عن الشق الشعبي فقد غاب عن صاحب تسمية - العامي الظالمة - قول الشيخ عبد الله بن خميس في كتابه (من جهاد قلم في النقد) - الجزء الأول - الصفحة 75 ما نصه (انه معقل من معاقل الفصحى حفظ عليها ثروة لا يستهان بها من صميم مادتها كانت لولاه في عالم الفناء). وأضاف: (انه المرجع الوحيد لحفظ لهجات القبائل المتوارثة خلفاً عن سلف إلى يومنا هذا، وأن أي محاولة لدراسة هذه اللهجات عن غير هذه الطريق ستبوء بالفشل).

أما من (يهمز ويلمز وينبز) الشعر بالنبطي فهو لا يقصد الأنباط العرب الأقحاح، بل ينسب الشعر النبطي إلى الأنباط الذين يسكنون البطائح من العراق ويسكنون أطراف الشام ونسبهم إلى العجم، وأنهم ينطقون لغة مرذولة بين العربية والعجمية، وأنهم دخلوا في نفوذ الرومان واليونان، وأنهم تأثروا بالألقاب والتقاليد والعادات اليونانية ودفعوا الجزية وأنهم ذابوا في تلك الممالك.. إلخ.

إن هذا لم يكن جديداً على الأنباط ولم يكن الأمر متأخراً بل منذ العهد الجاهلي، بعدما هان الأنباط وهانت مكانتهم.. وفي صدر الإسلام قال عمر - رضي الله عنه - (تمعددوا ولا تستبطوا) أي لا تتشبهوا بالنبط.. واختصاراً من (الواقع الأدبي والواقع المعاش وواقع جماهيرية الشعر الشعبي الضاربة في العمق والمدوية) فهو (الشعبي) في تعريفه بمعنى هذه الكلمة الكبير في جماهيرية الشعر الإيجابي في تأثيره على الذائقة الأدبية السليمة، وأشير هنا إلى تفرعات لهذا النقاش حول اسم الشعر قديمه احتضنتها صحيفة الجزيرة منذ حقبة طويلة كمقالة الدكتور أحمد الضبيب المنشورة بصحيفة (الجزيرة) 25 - 5 - 1398هـ بعنوان (إنه شعر بدوي لا نبطي ولا شعبي) وقد رد على مقالته هذه الشيخ عبد الله بن خميس في كتابه بشكل توسع فيه بالأدلة والقياس بتوسع أحيل القارئ - المتخصص في النقد الأدبي - والتوثيق إليه من الصفحة - 89 - حتى الصفحة 101 في كتاب الشيخ عبد الله بن خميس (من جهاد قلم في النقد).

- محمد بن عبد العزيز الراشد

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة