ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/12/2012 Issue 14699 14699 الاربعاء 13 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في الثقافة الغربية، يهتم الجنسان في مسار علاقتهما بالاستمرار سويا إلى نهاية العمر، فثمرة الحب لديهما هي ما يقطفانها عندما يشيخان ويكبران بالسن، فيجدا بعد أن يتقدم بهما العمر الأمن العاطفي، الذي سعيا لبنائه كل حياتهما، فمتعة الحب في ثقافة الغرب ليست التي تنتعش بها قلوب الصغار، إنما هي تلك الرعاية من الطرفين التي يتكئان بها على جدار الزمن والشيخوخة.. في ثقافتنا تختلف المقاييس -إلا من رحم ربي- فما أراه وما أسمع عنها من حالات “معيبة” ومؤلمة في حق حياة طويلة تسودها المحبة ونتج عنها بنات وأبناء يُظللون أبويهم بالحنان والعطف بعد أن تأخذهم منهم مشاغل الحياة. إلا أن هذا الوئام لا يدوم إذا جنح الرجل بعد تجاوزه سن الخمسين، باحثا عن حياة جديدة بعد كل هذا العمر، مع أنه من طبيعة البشر صعوبة تكوين حياة جديدة بعادات مختلفة عن تلك التي عاشها طول حياته، حياة جديدة فيها أشخاص جدد لا بد من التوائم معهم وفهمهم، وفهم احتياجاتهم ورغباتهم وفهم سلوكياتهم وتفسيرها الذي نحتاج إلى زمن طويل لنتعرف عليه مع الأطراف الأخرى في حياتنا!

يجنح الرجل عن بيته وسمائه بعد أن يصل إلى السن الذي كان ينبغي له فيه أن يفتح صفحة عشق جديدة مع أم أولاده، هذا السن الذي يبدأ يخرج منه الأبناء من المنزل فلا يتبقى فيه سواهما، ليبدآن مرحلة الأمن العاطفي الذي يتكئ كل منهما فيه على كتف الآخر، وهو يحميه من تقلبات الزمن والضعف الذي قد يصيب كل منهما بعد الوصول إلى مرحلة الشيخوخة، هذه المرحلة التي تسمح لهما بأخذ كل قطاف المحبة التي بنياها داخل بيت واحد.

لا أنكر استغرابي عندما أرى أو أسمع عن حالات لأزواج باعوا الحب، وهانت عليهم عشرة السنين الطويلة، فبدل أن يكافئ شريكته بهدية ولو رمزية، يُعبر من خلالها عن شكره وامتنانه لهذه المرأة التي رافقته مشوار عمره، فيكافئها بزوجة أخرى ليستبيح بهذا كل ما في داخلها من أنوثة ومن اعتزاز، ومن عمر طويل تراه في لحظة مجرد “محطة” عبرتها على الهامش!

أستغرب أن لا يفكر -بعض- الرجال في نتائج مثل هذا الفعل وهذه التصرفات الطائشة، التي يدفع ثمنها الزوجة والأبناء، فكيف لا يفكر بنظرتهم له؟ وكيف لا يفكر بالمشوار الطويل الذي نسفه؟ وكيف لا يفكر بمشاعر رفيقة الدرب ونظرة الناس لها، وجعلها في حالة دفع التهم ومجابهة الألسن في مجتمع لا يرحم، ويتفنن في تأليف السيناريوهات الكاذبة، والشائعات المحبوكة!

لماذا بعد العمر الطويل يفاجئها بهذه الجائزة؟ لماذا لم يكن صريحا معها من البداية وأنه لا يحبها أو لا يريد أن يُكمل مشوار حياته معها؟ لماذا بعد هذا العمر الطويل يتركها على حافة الألم ويرحل إلى حياة جديدة بكل أنانية، وإلى حضن غريب لا يفهم معنى نبضاته، فيبدأ أولى خطواته وسينقضي العمر الذي بدأ متأخرا، دون أن يفهما بعضهما في حياة جديدة بدأت بعد سن الخمسين، أو أكثر.. وحين تجور عليه الشيخوخة لن يجد نفسه إلا كورقة بائسة تهفها الأيام والوحدة!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
ثمرة الحب!
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة