ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/12/2012 Issue 14699 14699 الاربعاء 13 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بعد مرور ثلاثة وثلاثين عاماً على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي ها هي الدورة الثالثة والثلاثون للمجلس تُعقد في المنامة في توقيت دقيق وبالغ الأهمية نتيجة التحديات والصعوبات والتقلبات الإقليمية والعالمية الجمة. إن مجلس التعاون لدول الخليج العربي حقق منذ إنشائه أشياء عدة في المجال الاقتصادي وما يتعلق بشؤون الإنسان والبيئة والتعاون الإعلامي والمجال القانوني ومكتب براءات الاختراع ومركز المعلومات، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية بين دول المجلس والدول والمجموعات الدولية، والأهم من ذلك على الإطلاق هو بقاء المجلس واستمراره حتى اليوم بخلاف تنظيمات وتجمعات سياسية عربية وإقليمية أخرى، لم يكتب لها البقاء والاستمرار. ولعل السبب في ذلك يعود إلى إصرار الدول الخليجية الست على الحفاظ على هذا الكيان السياسي الذي أنشأته في ظروف إقليمية صعبة وخطيرة للغاية. إن لهذا الاتحاد قصة بداية حالمة، ففي أعقاب الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج العربية في يناير عام 1968م بدأت الرغبة لدى دول الخليج العربية في إنشاء اتحاد سياسي اندماجي، يهدف إلى توحيد السياسة الخارجية وسياسة الدفاع، وإقامة حكومة اتحادية يُعترف بها دولياً، ويتولى المجلس أمورها وأداء المهمات الدولية التي تخصّها. ولمّا كانت بعض هذه الدول حديثة الاستقلال، فقد واجهت صعوبات جمة في صياغة دستور لإنشاء الاتحاد الذي يضم معظم دول المنطقة. وقد بذلت في منتصف عام 1971م دولة الكويت والمملكة العربية السعودية جهوداً مضنية لتذليل الصعوبات التي حالت دون قيام الاتحاد آنذاك. لقد أدرك مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد تقلبات سياسية خطيرة عديدة، وتحديات غير مسبوقة وتهديدات تشكِّل تهديداً لمصير ووجود دوله، أن الاتحاد والتنسيق والتعاون قوة في عالم مضطرب وغير مستقر. وإدراكاً لهذه الأمور مجتمعة واستشرافاً للمستقبل، ولما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة، أساسها العقيدة الإسلامية والمصير المشترك ووحدة الهدف، التي تجمع بين شعوبها، تم الإعلان رسمياً عن إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو 1981م، بوصفه منظمة سياسية اقتصادية إقليمية، تضم ست دول، هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، ودولة الكويت. إن اجتماع قادة دول مجلس التعاون في المنامة، وفي ظل الأوضاع السياسيةالحالية بالمنطقة، يكتسب أهمية كبيرة؛ كون الاجتماع في حد ذاته يبعث برسائل قوية حول هذه التحديات، من أهمها أن دول مجلس التعاون متحدة في مواجهة التحديات والمنغصات والمخاطر المختلفة، وأن الغيوم الكثيفة الداكنة التي تعتلي سماء دول مجلس التعاون، والعواصف الصفراء العاتية التي تلف حولها، تتطلب القفز من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بكل جوانبه السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. إن هذا الأمر أصبح مطلباً مصيرياً، لا مفر منه، ولا خيار عنه، بل يُعَدّ ضرورة ملحة وعاجلة، لا تحتاج إلى الكثير من التردد والتأني عطفاً على ما يحيط دول مجلس التعاون من مخاطر حقيقية وأعداء كثر متربصين، وخصوصاً بعد التغيرات والثورات التي شهدتها بعض الدول العربية وتهديدات القوى الإقليمية غير العربية، وهذا يعطي دول مجلس التعاون العربية دافعاً قوياً لتكون أكثر حذراً ويقظة وانتباهاً من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها ونموها وازدهارها ومكتسباتها التي تحققت في مختلف المجالات والميادين والصعد. إن قلوبنا وعقولنا مع هذه القمة لتحقيق الآمال والطموحات والتطلعات المشتركة بيننا نحن الشعوب الخليجية الحية، ذات الهم والمصير الواحد الذي يشبه الجسد الواحد والقلب النابض الواحد.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @
 

قمة المصير المشترك!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة