ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/12/2012 Issue 14700 14700 الخميس 14 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

حاولت أن أربط بين دموع -الرئيس الأمريكي- باراك أوباما، التي سكبها -قبل أيام- تعبيراً عن حزنه البالغ؛ لمقتل عشرين طفلاً داخل مدرسة ابتدائية، داعيا إلى تنحية السياسة جانبا، واتخاذ إجراء فعال؛ لمنع تكرار هذه المأساة في المستقبل، وبين سياسة إدارته التي تلعب بالنار المستعرة في المنطقة، والتي لا تعرف التمييز في حال تمددها بين المصالح الأمريكية، وغيرها، فلم أجد تفسيراً مقنعا لما يحدث، سوى أنه نقطة سوداء في جبين كل من يتشدق بحقوق الإنسان، والحياة المدنية.

إن الاهتمام المزيف بحقوق الإنسان من قبل أمريكا، والدول الحليفة لها، تخلع لباس ما يسمونه بالديمقراطية، وتضعه على نصب الحرية؛ لتخفيه عن الأعين، هدفه الحقيقي: الهيمنة، والاستحواذ على ثروات الشعوب. وما المنظمات الدولية سوى أذرع للقوى الاستعمارية، التي تنبئك معاييرها تجاه حقوق الإنسان، بأنها نسخة طبق الأصل عن ازدواجية المعايير الغربية تجاه عالمنا -العربي والإسلامي-، وذلك عندما اُحتلت دول، وأُهدرت كرامات، وسُلبت أموال، وأنفس دون وجه حق.

إن الضمير الإنساني مثقل بجرائم الغرب في حق البشرية، فأمريكا لها حق التدخل العسكري المباشر في أي مكان في العالم، وهو ما حدث في غزو أفغانستان، ومن ثم العراق، فأصبح مستقبلهما مظلما، بل مرعبا، وذلك في ظل الغوص في مستنقع العنف، والقتل، والفساد، والإرهاب، وفي ظل غياب التوافق السياسي الذي زرعت بذوره، وغذته الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أكده موقع «ويكيليكس»، الذي تأسس في 2006 م، حين نشر العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق، وأفغانستان، وأثار نشر آلاف الوثائق العسكرية -في يوليو- استياء الحكومة الأمريكية، عندها -فقط- حذر -رئيس الاستخبارات الأمريكية- جيمس كلابر، -والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه- مايكل هايدن، من أن ذلك: «قد يؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 م؛ لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة».

إن جريمة واحدة من هذه الجرائم التي سبق ذكرها، كفيلة بالشعور بالذنب، وتأنيب الضمير أبد الدهر؛ لتشكل دليلا كافيا لإدانة تلك الجرائم في حق البشرية، والتي ارتكبها الجنود الأمريكيون في أفغانستان، والعراق، على مرأى، ومسمع من العالم أجمع، بدءاً بانتهاك آدمية السجناء، ومروراً بجرائم الاغتصاب، والقتل، والتشريد، وانتهاءً باعتقال الأطفال القصر.

إن على الغرب أن يحترم مبادئه، وحقوق الإنسان، وأن يقلع عن استخدام معيارين مختلفين في الحكم على الممارسات، التي تنتهك حقوق الإنسان، وترتكب جرائم جماعية ضد الإنسانية. فأينما حللتم أيها الرئيس حلت الدماء، وما يبدو من المشهد على لوحة العالم، لا يعكس سوى تخطيطا، وتدميرا أمريكيا محكما، باعتبار أن ما يحدث، هو اعتداء على الإنسانية، واعتداء على الأديان، واعتداء على حقوق الإنسان، وهو ما أكده -الرئيس الأمريكي السابق- جيمي كارتر، حين قال: «إن سجل الولايات المتحدة المخزي، يؤكد أنها تمضي بعكس اتجاه التاريخ، بعد أن ثارت شعوب العالم مطالبة بالحرية، والعدالة، والديمقراطية. وبدلاً من أن ُتقدّم أميركا -نفسها- كمثلٍ أعلى لباقي دول العالم، فإنها تخلق المزيد من الأعداء، وتحرج أصدقاءها، بضربها عرض الحائط بروح، ومضمون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان».‏

drsasq@gmail.com
 

وماذا عن أطفالنا ودموع أوباما؟
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة