ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/12/2012 Issue 14701 14701 الجمعة 15 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بعد كل عام وأنتم بخير قرائي الكرام وتمنياتي بعام جديد أفضل من سابقه الذي ندعو ألا يعيد الله مثله على أمتنا العربية، أود أن أقدم اعتذاري بل اعتذاراتي ما استطعت في هذه الفسحة المتاحة لي هنا.

أعتذر من الفرحة التي وقفت على أبوابنا المغلقة طويلا دون أن تجد لها منفذا إلينا، أعتذر من الطفولة التي سفكت دون رحمة على الأراضي الممتدة من غزة إلى سوريا ثم باقي وطننا العربي.. أعتذر أمام الدمى التي لطخها دم الأطفال الذين صرخوا دون جدوى. أود أن أقدم اعتذارا للفضاءات التي اختنقت بزعيق ضيوف القنوات التي كانت تغطي الحدث، كم يا ترى من عبارات الاعتذار تكفي لنقدم للتاريخ.. للماضي الذي داسته الدبابات بأنياب عجلاتها الفولاذية وحرائق النيران التي اشتعلت وما انطفأ رمادها، للمآذن والشوارع والحارات الحبلى بذاكرة اختنقت بدمار يتربص بالماضي.

أعتذر لأطفالنا الذين هم على قيد الحياة وشهدوا ما شهدوه من قتل وموت حول الواقع لفيلم رعب حقيقي، وأشفق على مستقبلهم الذي سيستقبل أطفالا بأمراض نفسية أصابهم بها ما شهدوه بطفولتهم دون أن يتلقوا تفسيرا من آبائهم.

أعتذر من المدارس التي أقفرت، والجامعات التي تعطلت وتخرَّج أبناؤها مع وقف التنفيذ.

أقدم اعتذاري للقيم التي انتهكت، وعقول شبابنا التي غزتها تقنية فتكت بها، أقدم اعتذاري سيدي القارئ لكل من لم ألبي دعوته للتواصل معه عبر الواتس أب (الاختراع الذي حوله استخدام بعضنا الغير بريء له لشبح).

أقدم اعتذاري للحبر الذي كثيرا ما فر من بين أناملي فلم أستطع البوح بما يجيش داخلي.

وأعتذر منك قارئي الكريم أن استقبلت العام الجديد بهذا الكم من الحزن.

من آخر البحر

تعالي نلملم أشواقنا

وكل الذي كان ما بيننا

نلم ضفائرها الذكريات

ونسرج منها تلالا تعانق ليل عمان

ومن شرفة الغيم حيث التقينا

اطل عليك

تمد المسافات دربي إليك

وصمت يهدهد عشقي يبوح

mysoonabubaker@yahoo.com
 

الأشرعة
اعتذار
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة