ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 31/12/2012 Issue 14704 14704 الأثنين 18 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إنّ الصورة النمطية السيئة عن الإسلام، والمسلمين في العقل الغربي، وإعادة إنتاجها؛ لاستخدامها فزاعة ضد كل ما هو مسلم، وتقديمه على أنه دين يدعو أصحابه إلى القتل، والتدمير، هو مخطط؛ لعرقلة انتشار الإسلام في الأوساط الغربية، يستوجب - بالتالي - تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، ومكافحة جرائم الكراهية ضد المسلمين.

في المقابل، فإنّ عدم وجود معالم واضحة؛ لتقديم الإسلام الصحيح أمام العالم الخارجي، - إضافة - إلى وجود دوائر رسمية في بعض أجهزة الحكم الغربية، ومساندة أجهزة إعلام معروفة في توجُّهاتها، حيث يغلب عليها التعصُّب ضد الإسلام، والمسلمين، هي بعض من عوامل عديدة، أدت إلى تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، والذي يعني: الفزع من الإسلام، والخوف من المسلمين، - لاسيما - في ظل المكوّنات الثقافية للمجتمع الغربي، الذي يقوم على “العلمانية”. - ولذا - فإنني لن أكون مبالغاً إذا قلت: إنّ الإسلام - اليوم - من أكثر الأديان تعرُّضاً للإساءة في الغرب، - وبالتالي - فإنّ الإقرار بوجود مشكلة من هذا النوع، كتوضيح الحقائق للعالم فيما يخص الشأن السعودي، وموقفه من الإرهاب، واعتماد منهج متعدِّد الجوانب؛ لمعالجتها في مجالات أنظمة القيم، والمفاهيم الفكرية، هو جزء من تصحيح الصورة التي كرّسها التطرُّف، وأتباعه، والإرهاب، وعصابته.

أبدعت حملة السكينة في تأسيس نافذة باللغة الإنجليزية، بواقع 2000 صفحة منتقاة من مواد الموقع باللغة العربية، بما يتناسب، ومتطلّبات الجمهور الخارجي، في حين تتجه - قريباً - إلى ترجمة الموقع بلغات عالمية - أخرى - كالروسية، والأوردية، والأندونيسية، والتركية؛ لتقوم الحملة برصد صورة الإسلام في القنوات الإعلامية الغربية - في الوقت الحاضر -، ومواجهة التغطية السلبية للإسلام، وتنفيذ الإستراتيجيات اللازمة في تعزيز مصطلحات التسامح، والتفاهم، واحترام الآخر، والتي تعتمدها سياسة الحوار، والتواصل الحضاري بين الشعوب، وفق قاعدة “التعارف، لا التنافر”، كل ذلك؛ من أجل إعادة تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم صورة واضحة المعالم عن الإسلام، وقبوله للآخر - كشريك في مسئولية إعمار الأرض -، وتجلية الأمور، والحقائق، وإزالة المفاهيم المغلوطة، والأحكام المسبقة الخاطئة حول الآخر، وتمتين جسور التواصل، والتفاهم، وتعزيز التعايش السلمي بين الأفراد، والشعوب أمام الرأي العام؛ ولتحقيق ذلك على أرض الواقع، كان لا بد من تفهُّم الطرق المناسبة لمخاطبة العالم، وتفعيل الأدوات الإعلامية - بما في ذلك شبكات التقنية الحديثة -؛ لتبنِّي هذه الطرق.

إنّ بلورة خطاب إعلامي عصري، يؤسّس لرؤية معرفية إسلامية، ويرتكز على الانفتاح النقدي، هي قيم عالمية، وضمير البشرية، عندما تراعي الأولويات، والأهداف، وتتكامل معها الجهود. وفي هذا المقام أستحضر ما قاله - المحلل السياسي - محمد برهام المشاعلي، من أن: “نجاح جهودنا في السعي نحو تصحيح صورة الإسلام، والمسلمين في المجتمعات الغربية، مرهون بعاملين اثنين، أولهما: وجود الاقتناع التام من المسلمين بضرورة العمل الجاد؛ من أجل تغيير تلك الصورة. ومن المؤكد، أن هذا الاقتناع موجود - قبل أحداث سبتمبر -، ولكنها تعزّزت أكثر بعد الأحداث، ولذلك ينادي الكثيرون على مختلف المستويات الرسمية، والفكرية، والشعبية إلى بذل الجهود في هذا الميدان.. كما يجب إنشاء قناة فضائية إسلامية، تبث برامجها بأربع لغات؛ والتي تهدف من برامجها الموجّهة لغير المسلمين في الرد على المغالطات، ودحض الاتهامات، والافتراءات التي توجَّه للإسلام، والمسلمين، وتصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة التي تروّج حول الإسلام، والمسلمين. ثانيهما: وجود بيئة قابلة للتغيير في الغرب، وتدل بعض المؤشرات الجديدة على أنّ أحداث - الحادي عشر من سبتمبر -، فتحت أعين الكثيرين في المجتمع الأمريكي على حقيقة جهلهم، وعدم معرفتهم بالإسلام، فبدؤوا يتساءلون عنه، إما بدافع الرغبة الحقيقية في المعرفة، أو بدافع الفضول، أو بدافع التعرُّف على العدو”.

أعترف أنّ المسؤولية شاقة، تحتاج إلى جهد؛ لمواجهة نزعات التطرُّف، والانحراف الفكري، وأعترف أنّ الخطاب الإسلامي الحالي دون المستوى المأمول، فالقضية تحتاج إلى جهود جبارة، والنتائج لن تحصد على مدى سنوات قليلة؛ ولأننا عانينا من سوء عرض رسالتنا، وحضارتنا على الآخر، فإنّ ما تقوم به حملة السكينة من تصحيح صورة الإسلام في العالم، والذب عن هذا الدين العظيم، والرد على ما يثار حوله من شبهات، هو استنفار لطاقات أعضائه، باعتبار أنّ الإسلام منهج حياة، وهو دين رحمة للبشرية جمعاء، وهذا المعنى هو ما أكد عليه - رئيس حملة السكينة الشيخ - عبد المنعم المشوح عندما قال: “إنّ طبيعة تركيبة العقلية المسلمة ترفض العنف، والتطرُّف، والاعتداء على الآخرين؛ لأنّ دين الإسلام واضح في هذا الشأن، ويحذّر من الاعتداء على الآخرين بشكل قاطع”.

drsasq@gmail.com
 

صورة الإسلام في حملة السكينة!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة