ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 23/03/2012/2012 Issue 14421

 14421 الجمعة 30 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

دروس مستفادة من التجربة الصينية

رجوع

 

عزرا فوجيل *

يوافق هذا العام الذكرى العشرين لتنحي دينج هسياو بينج الزعيم الصيني الكبير الذي سيتقلد منصبه قريبا السيد زي جينبينج، حيث سيواجه مشكلات مقلقة على مستوى الصين: تباطؤ اقتصادي وفساد متفش وتظاهرات عارمة منتشرة عبر البلاد، إضافة إلى احتمالية خوض حرب باردة مع الولايات المتحدة.

نائب الرئيس الصيني الحالي ـ سوف يرث تركة اقتصادية قام السيد دينج بتشكيل معالمها عندما وضع الصين في واجهة العالم المتحضر بين عامي 1978 و1992 عندما قاد دينج بلاده المرهقة من سياسة «القفزة العظيمة للأمام» التي جلبت الفقر وقسمت البلاد بسبب «ثورتها الثقافية» وأدت إلى عزلتها التامة عن العالم الخارجي، إلى مسار جديد تبنت فيه الصين الاقتصاد المعولم والأسواق المحلية المفتوحة، مما أدى إلى انتشال مئات الملايين من الصينيين من الفقر وأرسى دعائم دولة قوية غيرت التوازن العالمي للقوة، ولا يوجد قائد مثله في القرن العشرين استطاع أن يحدث مثل ذلك التغير العالمي، فما هي التركة التي أورثها دينج لخليفته؟

لقد استغل دينج سلطاته الواسعة كزعيم ثوري والذراع اليمين لماو ليحدث تحولاً سياسيًا لم تستطع أي من الدول الشيوعية الأخرى أن تصل إليه. فمع بدء دعمه لانفتاح الصين على العالم، استطاع أن يستدرج أقدام المسؤولين الصينيين المحافظين الذين تعلموا لعقود أن الإمبرياليين قد استغلوا الصين، إلى السماح للشركات الأجنبية أن تنشئ مواقع تصنيع لها داخل الصين، وبدأت التجربة في بكين، لكن مع مرور الوقت انتشرت التجربة إلى بقية مناطق الصين، ووجد المحافظون صعوبة في إيقاف مثل ذلك الاتجاه.كان دينج مصرًا على إرسال مئات من الطلاب إلى الجامعات الأمريكية فورًا بعد التطبيع عام 1978 ، ومنذ ذلك الحين، ذهب أكثر من مليون طالب صيني إلى التعلم في الخارج، وعاد أكثر من ثلثهم إلى البلاد بتقنيات وأفكار جديدة.

آمن السيد دينج أن الاتحاد السوفيتي ارتكب أخطاءً فادحة بعقده علاقات عدائية مع الدول الأخرى وأرهق مصادره واقتصاده في الإنفاق العسكري، مما أدى إلى تخصيص القليل جدًا من موارد البلاد للاقتصاد المحلي، لذا قام دينج بتحسين العلاقات مع الغرب، وفي عام 1989 حسن علاقته بالاتحاد السوفيتي، كما قلل نسبة الميزانية المخصصة للإنفاق العسكري وضخ مصادره المالية في الاقتصاد المدني.من المتوقع أن يتباطأ النمو الصيني بسبب أن العالم لا يستطيع أن يستمر في زيادة وارداته من الصين بنفس الوتيرة في السنوات الماضية، كما أن الاستثمارات الهائلة في البنية التحتية أصبحت تدر عائدات أقل من المتوقع، لذا فإنه من أجل الاستثمار في النمو يجب على الصين أن تفعل المزيد لتوزيع الثروة على المناطق الأكثر فقرًا وأن تزيد من دور الاستهلاك المحلي وأن تروج للابتكار والكفاءة.

مع تحول الصين لتصبح أكثر قوة، ربما يكون من المغري بالنسبة لقادتها أن يتحركوا بصورة أكثر جرأة في منطقة بحر الصين الجنوبي، وفي المضايق التايوانية وفي المناطق الأخرى، فمن مصلحة الصين أن تحافظ على علاقات جيدة مع العالم الخارجي وأن يتبع مسار السيد دينج، الذي جلب مثل تلك المزايا العظيمة للشعب الصيني وللعالم كله.

ومع زيادة نمو القوة العسكرية الصينية وتنامي مخاطر اندلاع حرب باردة جديدة مع الولايات المتحدة، من المهم للقادة الصينيين والأمريكيين على حد سواء أن يعقدوا حوارات جادة وصريحة بشأن أهدافهم العسكرية، وكل ذلك من شأنه أن يعيد ضبط روح سياسات السيد بينج لتتوافق مع الحقبة الجديدة التي يعيشها العالم اليوم.

* «ذي جلوب أند ميل» الكندية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة