ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 03/05/2012/2012 Issue 14462

 14462 الخميس 12 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لم أصدِّق عيني وأنا أقرأ القصة البشعة التي نشرتها بتفاصيلها المؤلمة -وبتوثيق مكتمل الأركان- إحدى الصحف المحلية، والتي تحدثت عن حفلة تعذيب تعرضت لها الطفلة البريئة لمى -خمس سنوات!- على يد والدها الداعية، الذي يظهر بالإعلام بلقب الشيخ، والذي حسب رأي طليقته «يأمر الناس بالأخلاق الحميدة ويدعوهم للخوف من الله»، بينما هو في الحقيقة لا يعدو إلا أن يكون وحشاً بشرياً، يستخدم كل فنون التعذيب النفسي والجسدي بحقها ثم بحق ابنتها الطفلة لاحقاً.

تذكر والدة لمى المكلومة أن زوجها كان يذيقها أصناف العذاب لأسباب تافهة، وكانت تتحمل، حتى جاء اليوم الذي قررت فيه طلب الطلاق، واستطاعت أن تحصل عليه بشق الأنفس، ولكن القاضي أعفى الزوج من النفقة!، وسمح له برؤية ابنته مرة بالشهر لمدة ثلاث ساعات، على أن يزيد عدد الساعات عندما تبلغ السابعة، وحينها ينظر القاضي في مدى صلاحيته لتولي حضانتها بشكل كامل!. وقبل أن تبلغ لمى الخامسة سمحت الأم -بخطأ فادح- أن يأخذ طليقها ابنته لمدة أسبوعين في مدينة أخرى، وقد فعل وأعادها سليمة، ولكنه أخذها مرة أخرى فماذا تراه فعل بها؟!.

أترككم مع والدة لمى، والتي تقول إنها تلقت اتصالاً من شرطة الرياض يفيد بأن ابنتها وجدت تائهة في أحد الشوارع، وعند وصولها للرياض جاءها الخبر اليقين بأن ابنتها لم تكن تائهة، بل تعرضت لاعتداء وحشي تصفه الزوجة بأنه في غاية البشاعة، إذ نتج عنه كسر بالجمجمة تسبب بنزيف في الرأس، إضافة إلى كسر باليد وكدمات قوية، إضافة إلى آثار حروق بسبب تعرضها للكي!، واتضح أن من قام بهذه الجريمة البشعة هو والد الطفلة، الذي استخدم السياط للضرب والحديد للكي، ما جعل الأطباء يجزمون أنها في طريقها للإعاقة الدائمة بسبب عدم وصول الدم للرأس.

سأتجاوز هنا إشكالية التمظهر بالدين من قبل بعض المجرمين، واستغلالهم لبساطة الناس وعفويتهم، فهذه قضية كتبنا عنها كثيراً، وأطرح قضية منح الحضانة -حتى ولو كانت لدقائق- لمن ثبت عليه العنف الجسدي بالأدلة القاطعة، إذ كيف تثق بأن تجعل طفلاً في حاجة للرعاية الكاملة تحت رحمة «مجرم» بكل المقاييس، إذ إن القانون في معظم بلاد العالم لا يسمح لمثل بطل هذه القصة أن يرى أطفاله إلا تحت رقابة الدولة، ولا يمكن أن يختلي بهم بأي حال، ومع هذا فإن الخطأ في هذه الحالة يقع على الأم، التي سمحت لطليقها أن يختلي بابنته خارج إطار حكم القاضي، خصوصاً وأنها تعرفه جيداً، ولكن لا راد لقضاء الله.

وختاماً، نتمنى أن تطبق أقصى العقوبات على هذا الشخص الذي تجرد من كل القيم الإنسانية، وأن يتم التشهير به ليكون عبرة لغيرة، وإنا لمنتظرون.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
لمى.. وشيخ الوحوش!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة