ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 06/01/2013 Issue 14710 14710 الأحد 24 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

فاصلة:

(خدمة الآخرين ليست إرثا)

-حكمة إنجليزية -

أعجبتني المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعنوان «شكراً لكم»، للاحتفاء بفئات موظفي الخدمات الأساسية العامة، وقامت وزارة العمل بتنظيم فعاليات متنوعة لتكريم العمّال.

هذه الخطوة فيها من الإنسانية الشيء الكثير، وفيها ترسيخ لقناعات حضارية أسسها ديننا وابتعدنا نحن عن التقيد بها.

فها هو خادم الرسول أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: «خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته».

ويقول الصحابي أنس عن رسول الله «كان من أحسن الناس خُلقًا، وأرحبهم صدرًا، وأوفرهم حنانًا؛ فقد أرسلني يوماً لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم، ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله يتبسّم ويقول: «يا أنيس، أذهبت إلى حيث أمرتك؟» فارتبكت وقلت: نعم، إني ذاهب الآن يا رسول الله».

السؤال: لماذا يعامل البعض الخادمة أو السائق أو العامل بفوقية؟ وما هي القناعة التي لديهم والتي تجعلهم يتعاملون بما يخالف ديننا مع أناس قدموا من بلادهم مغتربين للحصول على لقمة العيش؟.

بالرغم من أن زمن العبيد انتهى إلا أن البعض يعامل المستخدمين لديه وفق منطق العبودية ويمارس العنف اللفظي والمادي معهم في حال ارتكبوا أي خطأ أو تقصير أو حتى لم يرتكبوا.

مشكلتنا ليست في تقديرنا للخدم أو العاملين في منازلنا أو أماكن عملنا، إنما هي في القيم الخاطئة التي اعتدنا ممارستها بينما هي لا تنسب إلى دين أو عقل.

هذا العامل -خاصة- إذا أتى من بيئة فقيرة فإنه محتاج إلى المال ومستوى تعليمه متواضع ومن هذا المنطلق فإن التعامل معه يكون ضمن المعايير الإنسانية وباللين والرفق.

أعرف أن لدى البعض مواقف سيئة من قبل الخدم أو السائقين، وربما تجارب سيئة أيضاً، ولكن يظل معيار التعامل الإنساني هو المقياس للتعامل الحضاري.

يمكن للإنسان أن يظهر قوته وسلطته متى أراد، لكن حين يظهرها أو يمارسها مع من هم أضعف منه فانه بذلك يمارس نمطا ظالما من السلوك يمكن أن يكون عبودية جديدة.

nahedsb@hotmail.com

مسؤولية
شكراً لكم
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة