ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 06/01/2013 Issue 14710 14710 الأحد 24 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وَرّاق الجزيرة

سلمان بن عبد العزيز.. رجل الدولة وقارئ التاريخ وعاشقه
متعب بن صالح بن عبد الله الفرزان

رجوع

ولد صاحب السمو الملكي الأمير - سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود في مدينة الرياض في 5 شوال لعام 1354هـ الموافق 31 ديسمبر 1935م وكان مقر مولده قصر الحكم في الديرة قلب مدينة الرياض، وبعد ثلاث سنوات انتقل الملك عبد العزيز بعوائله لقصر المربع شمال الديرة فكانت طفولة الأمير مع والديه وإخوانه في قصر الديرة وقصر المربع.

والدته هي حصة بنت أحمد بن محمد السديري، وقد حظيت والدته بمكانة كبيرة ومنزلة عالية عند الملك عبدالعزيز نتيجة سلوكها الحميد وأخلاقها الرفيعة؛ ففيما يروى أن الملك عبد العزيز انه يقول انه لم يسمع منها أي كلمة تسيء لأحد أو تضر بأي شخص، ونتيجة هذه المكانة فقد كانت من أحب زوجاته لنفسه وتميزت حصة بحس أسري عميق فقد كرست حياتها للاهتمام بتربية أولادها والعناية بشأنهم وأنها كانت تحرص على أن يكونوا قريبين منها دائما،ً فمن ذلك أنها كانت تصر على أن يجتمعوا جميعاً على مائدتها للغداء يومياً، وتسأل عن أسباب تأخرهم عن الحضور، وهو ما يدلل على رغبتها لتقوية أواصر الإخوة بينهم وتلاحمهم.

بدأ الأمير سلمان خطواته الأولى في مدرسة الحياة مدرسة والده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تلقى سموه تعليمه على أيدي عدد من العلماء والمشايخ واستفاد من اهتمام والده المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز بأبنائه ومتابعتهم شخصياً في الدراسة.

التحق سموه بمدرسة الأمراء في الرياض مع إخوانه، وتلقى تعليمه الأساسي فيها واحتفلت مدرسة الأمراء بختم سموه القرآن الكريم في 12 شعبان سنه 1364هـ عام 1945م وعمره 10 سنوات كما رافق والده المؤسس -رحمه الله- لكثير من المهمات والمناسبات وعرف عن سموه الدقة والحرص والقراءة المتواصلة.

عين سموه أمير منطقة الرياض بالنيابة في يوم الثلاثاء 11-7-1373هـ وفي يوم الاثنين 25-8-1374هـ صدرا أمر ملكي لسموه بتعين سموه أميرا لمنطقة الرياض.

وفي 9 ذوالحجة 1432هـ عينا وزيراً للدفاع، وفي 28-7-1433هـ عين ولياً للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء.

تحدث عنه الأمير سعود بن هذلول في كتابه (تاريخ ملوك آل سعود)، تولى إمارة منطقة الرياض فأدارها بحكمة بالغة واقتدار ماله مثيل، جعل العدل والإنصاف ونصرة المظلوم شعاره يأخذ على يد الظالم ويضرب بعصا من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن العاصمة وإقلاق راحة المواطنين، يواصل الليل بالنهار في عمل دائب وجهد لا يكل وطاقة متدفقة، له صدر رحب وخلق، لا يمل مقابلة المواطنين وذوي الحاجات وسماع شكاواهم ومطالبهم والعمل لتحقيق رغباتهم والسهر على راحتهم,

وصفوة القول أنه حاز السبق في جميع مكارم الأخلاق.

في عام 1383هـ اجرى رئيس تحرير مجلة الشرق العربي (صلاح الدين شكري) لقاء مع سمو الأمير سلمان، يقول شكري: وقف مواطن ببابه الكبير ونادى ياولد عبدالعزيز لي شكوى وتقدم هذا المواطن مع عدد من المراجعين الآخرين كل منهم يعرض شكواه وينال الجواب.

ويقول شكري - معلقاً على الموقف- كنت أرقب هذا وأنا في مكتب حاكم الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأزداد إعجابا لحظة بلحظة بالنظرات الوقادة والذكاء الحاد والأجوبة الحكيمة والفطنة التي تتجلى في شخصية هذا الشاب المثقف الذي يدير شؤون الإمارة بحنكة حتى جعل من الرياض مفخرة من مفاخر الحكم السعودي العادل.

كتب شكري في بداية اللقاء مع سمو الأمير: سمعت أحد المواطنين يناديك (ياولد عبدالعزيز) وبدون أن تكون له سابق معرفة أو قرابة: ألم يغضبكم هذا؟.

ورد سموه: إنه ليشرفني أن يخاطبني المواطنون كيفما شاؤوا فالحديث الطبيعي يخرج من القلب بصدق.

سمعت الكثيرين يقولون بأنك الرجل الذي لا ينام فما هو شعورك إزاء ذلك؟

فأجابه سموه: هذا عين الرضا من المواطنين الذين أحفظ لهم في أعماق قلبي أصدق معاني الحب.

ماهى برامجكم للمستقبل؟ فأجابه سموه: أحب أن يعرف برنامجي بعدما أبدأ فيه لا أن أقوله على الورق.

وتحدث عنه معالي وكيل إمارة منطقة الرياض الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود ( إن الخصال الحميدة والفعال الطيبة لسموه الكريم هي من أسباب هذه المحبة الواضحة والجليلة، والتي تتمثل في حب الخير للجميع والنهج الأبوي مع الصغير والكبير، والقريب والبعيد، والعفو عند المقدرة، السعي للصلح والإصلاح بين الناس، والوقفات الإنسانية الأبوية التي هي من شيم الكبار، وكلها من صفات هذه الأسرة المالكة الكريمة التي تجسد روح الإسلام في المودة والرحمة والتكافل الاجتماعي.

مهما ذكرنا عن سموه الكريم، وعن أعمال الخير ما هو إلا غيض من فيض عطاء وسخاء وكرم في الداخل والخارج من إغاثة محتاج وتفريج كربة وعلاج مرضى، ويعجز اللسان عن وصف المواقف النبيلة لصاحب الأيادي البيضاء فعطاءات سموه الكريم مستمرة ودوره الإنساني النبيل واضح للجميع.

إن قلب سموه الكريم اتسع لإخوانه وأبنائه المواطنين، بالرغم من أن جل أعماله لا يعلم بها إلا الله رغبة سموه في الأجر والمثوبة، كل ذلك جعل من سموه مقصداً لكل صاحب حاجة وملجأ لكل من أعيته الحيل وسدت أمامه السبل فكان وما زال - حفظه الله - من الذين جعلهم الله مفزعاً لكل ملهوف، ورجاء لكل مضطر، وإذا دل هذا على شيء فإنما يدل على إنسانية عميقة ومشاعر سامية تأصلت فيها الشفقة والرحمة).

لقد كان سموه الكريم طوال فترة عمله أميرا لمنطقة الرياض نعم الحاكم الناجح الذي أشاد به الكثيرون وجعلوا منه قدوة لهم بالانضباط بالحضور والانصراف لا يغادر مكتبه وعليه معاملة واحدة.

تحدث عنه المؤرخون بكتبهم والصحفيون بأعمدتهم اليومية وعامة الناس في مجالسهم عن كرمه وحلمه وتواضعه ومساعدته للمحتاجين، وإصلاح ذات البين وعتق الرقاب، فقد اتبع سموه الكريم سياسة الباب المفتوح، ففتح قلبه إلى شعبه قبل أن يفتح مكتبه ومجلسه.

- العمارية

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة