ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 07/01/2013 Issue 14711 14711 الأثنين 25 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مثلث برمودا موقع بحري أسهم في الترويج لأسطورة أكسبته شهرة ممتدة، بعضنا عشقها والبعض الآخر أصابه الهلع والخوف منها، لم يحدث أن طغى مثلث آخر على أهزوجة الغموض التي اكتنفت ثنايا قصة برمودا، ولا تجرأ شكل هندسي آخر تحدي أضلعه المائية، لكن كما يتراءى لي أنّ منافساً جديداً أوشك على اجتياح

تلك الأسطورة من جذورها، فمثلث الاحتيال العلمي الذي تصدّر مؤخراً في ثلاثيته المهندمة مواقع التواصل الاجتماعي والساحة السياسية، مقبل بلا هوادة للتسيّد كأكثر المثلثات جاذبية للتفاعل الأكاديمي وغير الأكاديمي، فهو ينطوي على غموض لا يقف عند حد فكرة الابتلاع، وتطال عدواه سريعاً نخبة من الهواة والمحترفين، إنه مثلث فريد من نوعه يرتكز في أساسه على ثلاثة أصناف من الاحتيال العلمي، يتجلّى أولاها في شراهة الباحثين عن الكسب السريع ممن تراكضوا بحرفية خلف شراء الشهادات الوهمية والمزوّرة، ويمثل ثانيها الكسالى والمتراخين ممن الحقوا بالجامعات وسعوا لاجتلاب نجاحات سريعة التحضير تصنع لهم بأيادٍ محترفة، ويدور ثالثها في بوتقة المتخمين من الأكاديميين ممن حملوا الدرجات العلمية المرموقة وتاهوا في غياهب الوظيفة حتى باتوا يتصيّدون جهداً مسكوباً على طبق من ذهب، إنه مثلث الاحتيال القائم على أضلع ناتئة قابلة للكسر، يسلب العلم من الغير بحرفية تقشعر لها الأبدان دون أدنى عناء، ويجمل شخصيات لا ترى في ما تملك تقديراً لذاتها، فشراء الشهادات أو فكر الآخرين لا يستوجب التحليق في أقصى من حدود المحافظ المالية، وتلبس أفكار الغير في غياهب التكتم، لا يكلف صاحبه غير ضغطة أزرار على الإنترنت لانتقاء البحث أو الوثيقة الضحية، إنه مرتع خصب للفساد المجتمعي يبتعد قطعياً عن مجرى الحلال، وهو معبر للشيطان يتجلّى في هيئة حملة وهمية للكسب الأكاديمي لا تمت بصلة على الإطلاق للسعي الشريف، ما نراه من مغالطات لتجريم النزهاء ممن باتوا يكشفون الحقائق عبر الإنترنت، لهو حق دفاع هزيل ممن جعلوا أنفسهم محامي دفاع لأولئك المحتالين، فلقد طفح الكيل في ذاك الصمت المطبق عن تلك الجنازات الثقافية التي تقتاد خلف الكواليس، ولقد آن الأوان لحراك رسمي سريع ومعلن ينزع لمحاسبة المقصرين الماضين في ركب العلم، ويندّد بأولئك المشبعين رفاهية من وراء شهادات لا يستحقون درجاتها، فالصمت والتغاضي عن تلك الجرائم العلمية القائمة، سيكون نتاجه مؤامرات ومهاترات أخرى تحاك للقضاء على الأخلاقيات العلمية، وستجلو لنا الأيام ظهور مربعات ومعينات وربما أشكال هندسية أخرى من الفساد العلمي لم نسمع عنها بعد.

salkhashrami@yahoo.com
- مشرفة مركز خدمات الاحتياجات الخاصة للطالبات - جامعة الملك سعود

مثلث الاحتيال العلمي
د. سحر أحمد الخشرمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة