ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 07/01/2013 Issue 14711 14711 الأثنين 25 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حينما وضعت قمة مجلس التعاون الخليجي الأسبوع قبل الماضي أوراق أعمالها على مائدة النقاش، غابت عن فعالياتها (استراتيجية مسقط 2008م)، التي تعد من أهم هواجس القادة، وحلم المواطنين على حد سواء، نظراً لما تشكله هذه الاستراتيجية من بُعد إنساني غاية في الأهمية.

وتتمثل هذه الاستراتيجية في نقاط كثيرة، أبرزها: إغناء شخصية المواطن الخليجي، وتطوير البنى الفكرية، وتنويع العطاء الحضاري وتنميته، والتصدي لمحاولات الاستلاب الثقافي، إضافة إلى نقاط أخرى لا تبتعد عن هذا الإطار، وهي بحق نقاط تستحق التوقف عندها، والاهتمام والعناية بها، والسعي إلى جعلها أهدافاً ضرورية لا بد من تحقيقها.

ورغم أن هذه الاستراتيجية أقرتها قمة مسقط في ذلك العام 2008م، بوصفها واقعاً حياتياً لا بد من العمل عليه، إلا أنها ظلت أشبه ما تكون برؤية حالمة، وذات أهداف بعيدة المدى، ومع ذلك فإنها تعد نقلة نوعية واردة التحقق؛ لأنها تسعى في مضامينها إلى تطوير الحياة الاجتماعية والوعي الإنساني في الخليج العربي.

فمن الأهمية بمكان أن يتم تفعيل الكثير من بنودها، أو حتى جزء منها؛ لتواكب حالة التحوُّل الاجتماعي في المنطقة، الذي تفرزه الحالة المادية الراهنة، وهجمة الاستهلاك النهمة على أفراده، وما سيخلفه من آثار سيئة تدمر السلوك، وتضعف همم العمل والبذل والعطاء والإنتاج الذي يكفل للشباب والشابات فرص عمل أكثر من أجل تحقيق الذات، وبناء نظام اجتماعي متكامل يحقق معادلة النماء والرخاء.

وإن عدنا إلى تأمل هذه الأهداف للاستراتيجية الخليجية فإنه يظهر للمتابع أهمية الاعتداد بالشخصية الخليجية، وبناء الذات من خلال القيم الإنسانية المتميزة، والدور الحضاري والعلمي، وتطور الفكر، والنهوض بالمجتمعات من مرحلة التلقي السلبي، أو تقبل الاستهلاك فقط، إلى بُعدٍ منتج، يخلق فرصاً حياتية مهمة في بناء الأمة.

ولا يمكن لهذه الاستراتيجية أن تحقق أي هدف من أهدافها ما لم تكن مشتملة على نقطة مهمة، تتمثل في الدعم المالي للجهود الإنسانية وتطوير البنية التحتية للإنتاج الثقافي والمعرفي المتمثل في إنشاء المزيد من المكتبات العامة والمسارح ودور السينما والمتاحف ودور النشر ومراكز البحوث الثقافية والتراثية والاهتمام بالسياحة في سائر دول مجلس التعاون الخليجي.

وأبرز ما تهدف إليه هذه الاستراتيجية وتعده ضرورة هو حفظ التراث الخليجي العربي والإسلامي، الذي يعد حفظه مثار قلق للباحثين والدارسين والأمناء على هذه الثروة؛ حيث ثبت لبعض اللجان أن التراث الخليجي مستهدف جداً نظراً إلى أن الكثير من مزادات البيع المتعلقة بالآثار والمشغولات الخليجية القديمة غالباً ما ترسو على أشخاص ليسوا من الخليج.

فقد كشف مؤخراً أن مجموعة من السيوف الأثرية، التي تعد فاصلاً تاريخياً في الحديث عن سيرة الفتوحات الإسلامية المبكرة، قد باتت بحوزة شخصية ثرية ليست من الخليج، ولا من العرب، ولا من المسلمين، إنما هي لشخصية تحمل الجنسية الأوروبية، وهو بكل صراحة يهودي الأصل.. فما الذي يريده هذا الثري من سيوف الفتوحات الإسلامية؟! ولماذا لم تبادر الشخصيات الخليجية الثرية - وهم كُثر - إلى محاولة الاستحواذ على هذا الإرث المميز لحضارتنا الإنسانية؟!

فالاستراتيجية لا بد أنها أدركت أو استشعرت أن هناك خطراً ما يهدد الهوية الثقافية والتراثية وإلا ما تنادى القادة في المجلس إلى دعم هذه الخطوة، إلا أنها للأسف لا تزال حبراً على ورق، وربما اختفاؤها من مداولات المؤتمرين في آخر لقاء يثير القلق، ويدعو للدهشة!

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
إستراتيجية مسقط 2008م
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة