ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 07/01/2013 Issue 14711 14711 الأثنين 25 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

رحم الله الدكتور غازي القصيبي الذي أطلق اسم «خفافيش الظلام» على أصحاب الأسماء المستعارة الذين اتخذوا من المواقع الإليكترونية أوكاراً لهم يهاجمون منها الناس الشرفاء ويتعرضون لهم بالشتم والسب وهم مختبئون خلف أسماء مستعارة وهمية.

نال القصيبي أذىً كثير من هؤلاء الخفافيش، لكنه لم يبال بهم، بل سخر منهم وفضح أساليبهم بما في ذلك طريقتهم المعروفة وهي التوقيع بأكثر من اسم مستعار من صاحب التوقيع للإيهام بوجود مناصرين لمن كان يوجه السباب والشتائم للدكتور غازي.

ومع انتشار الإعلام الجديد والمواقع الإليكترونية تكاثرت الخفافيش! تلك الخفافيش التي تعشق الظلام ولا تجرؤ على الخروج في ضوء النهار لأنها تفتقر إلى الشجاعة الأدبية ولا تستطيع أن تتحمل مسؤلية ما تطلقه من اتهامات وشتائم.

هذه الخفافيش التي تكتب بأساليب ركيكة وتمهر تواقيعها المستعارة تحت نصوص عرجاء تعج بالأخطاء الإملائية والنحوية والمفردات العامية السوقية لا قيمة حقيقية لها ليس بسبب ما تؤمن به من آراء وافكار وإنما لأنها في الواقع لا تملك أي آراء أو أفكار فهي تشتم وتسب ولا تفعل شيئاً غير ذلك!

من حق اي إنسان أن يكونَ له رأيه الخاص إزاء ما يجري من حوله أو إزاء ما يعرضه الآخرون من رؤى وافكار. بل إن اختلاف الآراء ظاهرة صحية، وكل المجتمعات المتقدمة المتحضرة وصلت إلى هذه القناعة بعد عصور طويلة من تسيُّد الرأي الواحد، وهي لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد أن اعتنقت فكرة تعدد الآراء. لكن اختلاف الآراء شيء، وتوجيه السباب والشتائم شيء آخر!

من يكتب النصوص الشتائمية في المواقع الإليكترونية ويختبئ خلف الأسماء المستعارة أجبن من أن يواجه الآخرين وأضعف من أن يجادل الرأي بالرأي الآخر، وقد استغل هؤلاء الأشخاص الانفتاح الذي أتاحته التقنية فصار بوسع أي شخص أن يشتم كما يحلو له ثم يجد شتائمه منشورة خلال ثوان معدودة. كل ذلك وهو يختبئ خلف اسمٍ مستعار.

قد يعتقد بعضنا أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعاتنا العربية فقط أو في المجتمعات المتخلفة التي لازالت تعاني من تدني الوعي. لكن هذا غير صحيح، فكل من يدخل المواقع الأجنبية يجد مثل هذه الكتابات السوقية الشتائمية. أعتقد أن الفرق بيننا وبينهم أن المجتمعات التي سبقتنا في الدخول إلى عالم الإعلام الجديد اصبحت تميز بين الكتابات الهابطة والكتابات الجادة وهي لا تلقي بالاً إلا للأخيرة.

كل الدلائل تؤكد أن المستقبل سيكون للإعلام الجديد، ولن يضيره وجود من يستغل سهولة النفاذ إليه ويسيء استخدامه، وأظن أن تجربة الإعلام الجديد ستنضج مع الأيام، وسوف يكون هناك إعلام جديد محترم وآخر شبيه بما يسمى «الصحافة الصفراء» في عالم الصحافة الورقية، وسيكون هناك فرز، وفي النهاية سيكون البقاء للأصلح، ولن تكون الخفافيش هي الأصلح.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
الخفافيش.. والإعلام الجديد
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة