ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 10/01/2013 Issue 14714 14714 الخميس 28 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

كما تدين تدان
محمود أحمد مُنشي

رجوع

إن الله سبحانه وتعالى أوصى بالوالدين في آيات كثيرة وجاءت أحاديث عديدة تصب في هذا الجانب فقد قرن عز وجل عبادته ببر الوالدين والإحسان إليهما وكل هذه الآيات وهذه الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت تحمل بين ثناياها فضل ومكانة الوالدين في الإسلام وإنها كفيلة بأن يكون مجتمعنا الإسلامي مجتمعا بارا وعطوفا بالوالدين. إلا أن ما نسمعه ونقرأه عبر أجهزة الإعلام المختلفة ومن بعض العامة أن هناك فئة قليلة من مجتمعنا غير عابئة ولا مكترثه بما ورد في الكتاب والسنة بشأن تلك الفطرة السليمة التي فطرنا عليها عن فضل الوالدين وعظيم ذلك وأثره.. تلك القلة اتبعت هوى الشيطان ومزالق الهوى بسبب ضعف الوازع الديني عند هؤلاء الأبناء، كل ذلك ساهم وأدى إلى التهاون والتفريط والجحود والنكران والعقوق للوالدين إلى حد أن البعض من الأبناء اقترفت أياديهم الآثمة إلى القتل لوالديهم كما نطالعه بين فينة وأخرى من هذه الأخبار المؤلمة ذلك هو الخسران المبين. وكما يطالعنا التاريخ ما كان للوالدين من المكانة العالية امتثالا لأوامر المولى عز وجل وما جاء به الهدي النبوي فقد سطر لنا التاريخ من القصص الجميلة، حيث جاء أن رجلا من اليمن قد أتى إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج حاملا والدته على كتفه يطوف بها البيت العتيق وقابل ابن عمر رضي الله عنه وقال: له هل تراني قد أديت حقها؟ قال له: ولا بزفرة من زفرات الحمل ذلك يؤكد مهما عمل الأبناء لوالديهم فإنهم وأيم الله مقصرون بل يردون بعض جميلهم وحُسن صنيع والديهم تجاههم.

ألا يعلم ذلك المفرط كفاح والديه وما كان يعانيان وما تكبدا وسهرا جرّاء ظروف الحياة وقسوتها على البعض وقد عمل والداه دون كلل ولا ملل في توفير الحياة الكريمة له وربما كان والداه لا يملكان قوت يومهما ومع ذلك لا يألوان جهدا ويبذلان كل ما بوسعهما في توفير الشيء ولو كان قليلا لسد رمق ابنهما وربما على حساب نفسيهما وراحتهما وصحتهما.. وعندما كبر واستوى عوده وأصبح يافعا وقد وصل إلى درجة عالية من التعليم كل ذلك بفضل الله أولا ثم بفضل ما وفره له والداه.. لقد نسي بل تناسى كل ذلك. فنرى البعض عندما يبلغ والداهما سن الهرم أو ربما قبل ذلك يغيب ويتهرب عنهما وإن زارهما لا يكترث لحالهما ولا يهتم للعناية بهما وقد يصل الأمر إلى إدخالهما دار المسنين أو إلى أحد المستشفيات دون علمه لابتعاده عنهما لأنه تركهما للآخرين للاهتمام بهما ورعايتهما بل والصرف عليهما ومساعدتهما على أعباء الحياة وتركهما على الجمعيات الخيرية وأهل الخير والمحسنين بالرغم أن ظروف ابنهما تسمح بإعالتهما والقيام بكل تلك الواجبات. ألا يعلم ذلك المفرط أن بر الوالدين هو مفتاح كل خير ومغلاق كل شر في برهما. طاعتهما هي طاعة لله تعالى وطاعة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ثم هو دين يدخر له في ذريته فيرى ثمار بره قد أينعت في ذريته فتقر عينه وينشرح صدره لما يرى ويلمس من بر أولاده به وإن كان خلاف ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه وأن دينه قد رد إليه من قبل أبنائه وكما يقال كما تدين تدان وبعدها الحسرة كل الحسرة بعدها لا ينفع الندم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة