ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 11/01/2013 Issue 14715 14715 الجمعة 29 صفر 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

منذ بدء الإعلان عن نشأة الجهات الاجتماعية والحقوقية لمتابعة قضايا العنف الأسري عام 2004م لم يأخذ الجانب الوقائي الاهتمام المتوقع كما يجب! ولم يأخذ جانب المعالجة المتكاملة للمتسببين في العنف، والمتضررين منه أيضاً من الرعاية والاهتمام بمايساهم في الوصول للنتائج المرجوة في الحد من انتشار واستمرارية العنف الواقع على النساء والأطفال بالذات! وبالرغم من الاهتمام الكبير التي توليه حكومتنا الرشيدة في متابعة هذه القضية الحساسة وخاصة بعد قرارات عام 1429هـ والتي تحدد دور كل جهة في معالجة هذه القضية، إلا أنه مازلنا بحاجة إلى تحديد آليات العمل كلٍ فيما يخصه منعاً لازدواجية الجهود وتداخل الآدوار، وبهدف اتضاح الرؤيا أكثر فيما تقدمه تلك الجهات إنقاذاً للمستضعفين في الأرض «النساء والأطفال» حيث الملموس على أرض الواقع حالياً هناك الكثير من الخدمات والجهود لكثير من الجهات الحقوقية والتربوية والصحية والأمنية والاجتماعية، لكن الخلل الذي لم ندركه هو تجاهلنا لقيمة الدور التطوعي الميداني في مواجهة هذه القضية من خلال أهلها والمتسببين في ظهورها على السطح الاجتماعي، وإغفالنا لدور الرجل المتسبب في العنف في دخوله دائرة العنف والتي تناولتها الأسبوع الماضي، لكن دخولاً يختلف عن دخوله كمعتدٍ أو متسبب في استمرارية العنف، بل دخوله كمنقذ ومساعد وناصح لفئته من الرجال! وهذا ماأحببت نقله لكم بأن العمل المبتور لن يقدم نتيجة ملموسة خاصة أن كثيرا من الرجال المعتدين على أسرهم هم بأنفسهم ضحايا وبحاجة للمساندة والعلاج والدعم النفسي والعاطفي لأنهم يعانون من صدمات حياتية مختلفة لم يتم إنقاذهم منا إنقاذاً يؤهلهم ليكونوا أسوياء! ولذلك كثير من آليات التدخل التي نقوم بها تركز على إنقاذهم من المعتدى عليهم وتوفير الخدمة المناسبة لهم، ونهمل المتسبب في الاعتداء عليهم إلا إذا كان هناك مساءلة قانونية بحقه! لذلك نحن لابد أن نتبنى تلك البرامج الاجتماعية العلاجية لفئة الرجال ذوي الميول العدائية تجاه أسرهم، وأن لانغفل أهمية إشراكهم في البرامج التوعوية في الميدان، وهذا الدور الهام هو ماتقوم به إحدى المنظمات الأمريكية تحت مسمى «منظمة رجال يوقفون العنف» فهذه المنظمة التي يرأسها الدكتور سليمان نور الدين في ولاية جورجيا تأسست منذ ثلاثين عاماً، وتقوم بإشراك الرجال في عملها لنشر التوعية حول العنف بين عامة الناس، وتهدف المنظمة إلى تدريصفوف مرتكبي أعمال العنف الذين تمت إدانتهم أو الذين اعترفوا بارتكاب هذه الأعمال، كما تقدم المنظمة برامج تدريبية لتوعية المجتمع الأهلي والجهات التعليمية وغيرها من الجهات المعنية بحالات العنف، والإيجابي في فكرة المنظمة بأنها تركز على التعامل مع مرتكبي العنف سواء تعرضوا للعقاب أم لا، وذلك في حلقات نقاشية وتوعوية وجلسات إرشادية لفهم أسباب ارتكابهم للعنف حتى يتم معالجتها وعدم تكرارها. ويتم مشاركتهم أيضاً في برامج المنظمة التوعوية من خلال طرح تجاربهم وكيف تم إنقاذهم مما كانوا فيه! فهذا مانحتاج إليه فعلاً من المجتمع المدني لدعم الجهود الحكومية في معالجة أطراف القضية بشكل عادلٍ بعيداً عن التركيز على طرف وإهمال الآخر، أو المطالبة بالمحاسبة والعقاب فقط، وإهمال المطالبة بالتأهيل والمعالجة! مع أهمية إشراك هذه الفئة بعد معالجتها في النزول للميدان رافعة راية المشاركة التطوعية لإيقاف سلوكيات مرفوضة شرعاً وعرفاً. وأخيراً لكي نوقف ممارسة العنف ضد المرأة والطفل لابد من تجسيد المشاركة الاجتماعية لهؤلاء الرجال لمساهمتهم التي ستكون رائعة بلاشك في إيصال رسالتنا جميعاً بأهمية إيقاف العنف.

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
رجال لإيقاف العنف!!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة