ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 13/01/2013 Issue 14717 14717 الأحد 01 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

من كان يتوقع أن تمتد الضاحية الشرقية للرياض إلى مسافة عشرين كم شمال الطريق الدائري الشرقي، ومن كان يتوقع أن تمتد الضاحية الشمالية إلى مسافة عشرين كم شمال الدائري الشمالي، ومن كان يتوقع أن المجمعات السكنية والأحياء المطورة ستحاصر مطار الملك خالد الدولي من جهتي الغرب والشرق معاً، وربما نجد الرياض تمتد قريباً حتى شمال المطار نفسه، الذي كان المواطن يشعر بالمبالغة حينما انتقل المطار من مقره القديم (القاعدة الآن) إلى مسافة أربعين كم قبل ثلاثين عاماً!. هذه المدينة التي تتمدد أفقياً بشكل مريع ومخيف، تجعلني كثيراً أشعر بالقلق، ولا تكف الأسئلة تحاصرني، فكيف ستتم توفير خدمات التعليم و الصحة في هذه الضواحي؟ كيف ستكون حياة مواطني هذه الضواحي الجديدة؟ كيف سيتوفر الماء، وهو شريان الحياة، في هذه الضواحي، خاصة أن المدينة بأكملها تعتمد بشكل شبه كلي على المياه المحلاة من البحر؟.

هل استقطاب العاصمة لمواطني القرى والهجر، وحتى المدن، كان مدروساً ومخططاً له؟ أم كان نمواً عشوائياً؟ هل الاستقطاب الوظيفي لهؤلاء تم بشكل واعٍ، أم أن توزيع مشروعات التنمية لم يكن عادلاً بين المناطق والقرى، وهو ما أفرز هذه الزيادات المتتالية في كثافة سكان العاصمة؟ كل الاحترام والتقدير لهيئة تطوير مدينة الرياض، وجهودها في التخطيط والدراسات، ولكن ما جدوى هذه الدراسات إذا كان لا يؤخذ بها؟ لماذا لا تكتمل الخدمات من مياه وكهرباء وهاتف وتصريف سيول وصرف صحي وخدمات إنترنت، وكذلك مدارس ومستوصفات، إلا بعد أن تشيخ الأحياء، وتهرم البيوت، ويهجرها أهلها؟. نضع الدراسات ونتعب فيها ونخسر الكثير لإنجازها، لكننا في النهاية نحفظها في أرفف مهجورة، ولا نتذكرها إلا حينما نقع في الأزمات السكانية أو الخدمية، وقتها سنضطر إلى المعالجة المؤقتة. خاصة وأننا بارعون في الحلول المؤقتة التي تصبح نهائية بمرور سنوات طويلة جداً عليها. فمن منكم يتذكر الكباري المؤقتة، وهي جسور حديدية أنشئت في رياض السبعينيات بشكل مؤقت، بحجة تجربتها وكأننا أول بشر في الكوكب يستخدمونها، لكنها بقيت تعمل حتى الآن، وستكمل عامها الخمسين وهي تترجرج، ولن تتم معالجتها إلا بسقوط أحدها، ووفاة السائقين والعابرين تحته، فنتحرك على إثر حدوث كارثة. فما أجمل أن نجد المشروعات الخدمية، ومشاريع البنى الأساسية، في الضواحي الجديدة، تسبق السكان أو على الأقل تساير مساكنهم، ولنا أن نتخيل أن أحد السكان بنى فيلتين قبيل طريق الأمير سلمان، شمال الرياض، وأقفل أبوابها، لمدة عامين، نظراً لعدم توفر الكهرباء، فالشركة أخبرته أنها تنتظر عشرة طلبات على الأقل حوله، كي تمد الكيبل الرئيس، وكل ذنبه أنه بنى منزله ومنزل أولاده في أحد أحياء منح الأمانة، أي ليست الأحياء المطورة عقارياً، وقبل الدائري الثاني، طريق الأمير سلمان، فهل يليق ذلك بعاصمة النفط الأولى التي لا تستطيع أن تشعل مصباحاً في منزل مواطن؟.

نزهات
ناس الضواحي!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة