ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 14/01/2013 Issue 14718 14718 الأثنين 02 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حينما نضع الحالة الاجتماعية المعاصرة في مواجهة سؤال جدلي أو نقاش مفاهيمي حول الثابت والمتغير فيها؟! وهل هناك ثوابت ومتغيرات فعلية في الحياة الإنسانية من حولنا؟ لا بد لنا إزاء أمر كهذا أن نجيب أولاً عن أسئلة الوعي أياً كانت، فلا نحيلها إلى التأجيل، أو نجابهها بالتوتر والانفعال وصنع أسئلة أخرى لا فائدة منها، على نحو تغذية الشعور الخاطئ بأننا أصحاب خصوصية، أو أن نتشبث بوهم تميزنا ورفع رؤوسنا، أو حتى نفوسنا على من حولنا!!

أما من يَدَّعي أن حالتنا خاصة، وحياتنا متميزة، و”مودها عالي” فربما لا بد له أن يراجع الأطباء والأخصائيين، لتقييم حالته، وعلاجه من هذا الداء، وأشده ما نشاهده اليوم ونقرأه في توليفة مفهومنا الجدلي حول ما يسمى: (ثوابتنا الراسخة)، وما إلى ذلك من رؤى مكررة في هذه المضامين التي يتطلب منا كشفها وتمحيصها، ومعرفة ما يفيد، على نحو ثوابت الدين الإسلامي، والقيم الأصيلة، وتهميش ما لا نفع فيها مثل ادعاء الخصوصية والتميز وما سواها.

إذاً لنحاول أن نبحث عن إجابة لهذا السؤال: ما الثابت والمتغير في حياتنا؟ ولكن بطريقة واعية ومتوازنة تعزز دور الحياة الاجتماعية من خلال رؤية راشدة لا ادعاء فيها، أو تزلف، لعلنا نقطف منها فكرة مهمة وضرورية تفيد وعينا القادم، وتضيء طريق المستقبل والمعرفة لأجيالنا.

إلا أنه من المهم معالجة ما بات شائعاً لدى الشباب بأن “الثابت” لدينا هو أمر كلاسيكي، أو منطق قديم، وأن الخوض فيه بالنقاش والجدل غير مجد، وهذه النظرة للثابت الاجتماعي على وجه التحديد لا شك أنها وليدة رؤية “أبوية” تفترض أن الجيل الجديد يحتاج إلى أن نجادله، ونلقنه بأن كل ما نحسبه في حياتنا الاجتماعية ثوابت لا يمكن أن تمس، حتى وإن كانت على مستوى نمط التفكير وطرح الأسئلة.

أما “المتغير” فهو ما يعتلج الآن في تكويننا الاجتماعي، وما يتوافد إلينا على نحو الهجمة الاستهلاكية النهمة في التقنية والمأكل والمشرب والملبس، التي أوهمتنا بأننا نستطيع أن نجاري الحالة الراهنة، وأن نتقبل كل ما هو مادي جديد حتى وإن كان غير مفيد، وقد يخل هذا الاندماج والارتماء في أحضان هذه الهجمة الاستهلاكية بما هو واجب نستشعر فيه سلامة المبدأ وجمال المنبع على نحو ما نجده في قيم ديننا الذي لا شك أنه يقبل التحول النافع، ولا يتعارض مع كل ما هو جديد متطور.

وإزاء منافحة بعضهم عن مزاعم الثوابت أياً كانت فإنهم يستشعرون خطأ قدرتهم على تثبيت عجلة الزمن، وإيقاف حالة التحول، فقد باتوا يطرقون مفهوم “الثوابت” بهلع من خلال مؤتمرات وورش عمل وندوات وأوراق عمل، وجدل لا ينتهي عبر الفضائيات والأرضيات، وجل سبل التواصل الاجتماعي، ليذكروا الجميع ويحذروهم ليلا ونهارا بألا تمس الثوابت، وحينما تفتش عنها فإنها لا تعدو كونها في الغالب الأعم مجرد أفكار وقيم اكتسبناها من العادة والتردد والمخالطة وحسب.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
يا ثابت.. يا متغير
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة