ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 21/01/2013 Issue 14725 14725 الأثنين 09 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أعلنت قبل أيام قليلة قائمة النساء اللاتي سيدخلن مجلس الشورى في دورته هذا العام في يوم أقل ما يقال عنه إنه تاريخي من رجل أخذ على عاتقه مهمة المساواة والإصلاح والتنمية بكل معانيها.. عبد الله بن عبد العزيز ذلك الملك الاستثنائي ورجل الظروف غير العادية, أطلق العام الماضي قرار دخول النساء قبة الشورى وسط موجة جدل واسعة طالت المجتمع ما بين مرحب بالقرار ورافض ومستنكر له, وكأن التاريخ يطل علينا مرة أخرى بذات فصول الحكاية, مع الملك الراحل فيصل رحمه الله وحربه مع المتشددين بعيد إصدار قرار يقضي بتعليم البنات.. قرار غيّر شكل المملكة ومستقبلها إلى الأبد وجعل المرأة بجانب الرجل لا خلفه في رحلة صناعة التنمية, رغم قصر نظر بعض المعارضين الذين خاضوا حرباً ضروساً ضد ذلك القرار, ووصفوه بأنه بداية عصر انحلال المرأة وتفسخ أخلاقها, ولكن سرعان ما تبين لهم الرشد من الغيّ وتبدلت مطالبهم وانقلبت قناعاتهم وصاروا يتهافتون لحجز مقاعد لبناتهم بل والمطالبة بفتح مدارس في مدنهم وأحيائهم.

تلك المعارضة ذكرتني بموجة الغضب والرفض التي ركبها البعض عارفا ً أو جاهلا ً ضد قرار دخول المرأة مجلس الشورى بل إن البعض من رجال الدين قادوا معارضة منظمة بأنفسهم عبر وسائل مختلفة لإجهاض فرحة المجتمع بهذا القرار, وتشويه ثماره قبل أن تولد وتنضج بذات الحجج الواهية الهشة التي واجهوا بها قرار تعليم البنات, ضاربين بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الزاخرة بتعامله الراقي العادل مع “شقائق الرجال” عرض الحائط ومتجاهلين قصته حين استشار أم سلمة أو زوجته عائشة في كثير من شؤون حياته, كما أنهم أغفلوا أول سطور نبوته حين هرع لزوجته خديجة رضي الله عنها خائفا ً يقول: دثريني.. دثريني.. وغيرها من المواقف والشواهد التي تؤكد عظم مكانة المرأة ودورها في الحقل والحرب والسوق والدعوة في عهد سيد الخلق وخاتم الأنبياء, وامتد ذلك حتى بداية الدولة السعودية, حيث كان مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - يصدح بملء فمه قائلاً بفخر وعزة “أنا أخو نورة”.

فمن أوكل هؤلاء للحديث عن المرأة وأدوارها في الحياة؟ ماذا قدم هؤلاء لنصرة قضايا المرأة وحقوقها في النفقة والحضانة والطلاق حتى يدعون غيرتهم عليها؟ لم لا تظهر غيرتهم “الانتقائية” على المرأة إلا في قضايا العمل والاختلاط؟ لِمَ يجزئ هؤلاء الفضيلة والشرف حسب معاييرهم وأهوائهم؟ لماذا لم يعرضوا أدلتهم الشرعية التي تتعارض مع تلك التعيينات على هيئة كبار العلماء التي أجازتها وباركتها؟ أليس من المضحك أن تنفق الدولة مئات المليارات على تعليم المرأة في المدارس وتبني أكبر الجامعات المجهزة بأحدث الوسائل التعليمية في المدارس وتبتعث آلاف الفتيات باتجاهات الأرض الأربعة ليكملن دراستهن في أعرق جامعات العالم ثم يأتي البعض ويطالب بأن تلزم المرأة بيتها وكأنه يطالب عجلة الزمن بالتوقف عند حدود فكره ورؤيته هو!.

المرأة السعودية تلك الأنثى الشجاعة التي عانت الأمرّين وانتصرت أضحت من أقوى نساء العالم فبالرغم من سماكة الجدران التي تقف بوجه أحلامها, وكثرة المعوقات التي تعترض طريقها من عادات وقيود اجتماعية ترتدي غطاء الدين والدين منها براء, نجحت وأثبتت أنها بحجم المسؤولية والحدث وباتت تتبوأ مناصب قيادية, وتشرف بلادها وبنات جنسها بجوائز عالمية مرموقة, وتتحدى كل صباح ألف عائق وعائق وتنتصر لتسطر بيدها حكاية كفاح وأمل.

شكرا لعبد الله بن عبد العزيز رجل القرارات الصعبة والتاريخية, وقائد مسيرة المساواة والإصلاح وأكبر محفز للمرأة في أن تغزو مجالات جديدة.. فاليوم في مجلس الشورى والمجالس البلدية وغدا إن شاء الله في مجلس القضاء ومجلس الوزراء, فبيننا ومن حولنا نساء طموحات قادرات ومتحمسات لصناعة التغيير والتطوير المنشود لهذا الوطن.

Twitter:@lubnaalkhamis

ربيع الكلمة
المعارضون لدخول النساء الشورى.. التاريخ يعيد نفسه!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة