ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 21/01/2013 Issue 14725 14725 الأثنين 09 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بدأنا نشاهد ونسمع هذه الأيام من بات يتبرأ من تغريداته التويترية عبر وسائل التواصل الاجتماعي!.. فربما لم يدرك الكثير من هؤلاء بَعدُ أنهم يحطبون بحبل التجريب والخوض مع الجيل الجديد في اكتشاف عوالم هذه التقنية من قبيل التيقن بأنها لعبة التسلية فحسب، إذ جُرِّدت هذه الوسائل -للأسف- من واقعية المنجز وأهميته، فلم توضع في إطارها العملي ومتطلبات الحاجة إليها.

أما في أمر من يغرد هذه الأيام فإنني أسألكم بالله.. هل سمعتم يوماً أن طائراً من طيور الحياة من حولنا تبرأ من تغريده.. كنار، أو عصفور، أو حتى طائر «أم سالم» في غنائها العذب في أواسط الربيع؟! فما بالكم تتبرؤون مما كنتم تَجِدُّون في طلبه، وتحشدون الناس في الأماكن العامة وممرات معارض الكتب، لتستعرضوا قوى ألفاظكم على بعض، وتتظاهرون بأن لهذا أو ذاك جمهور أكثر.. وقد كان ذلك رأي العين؟!

فقد حدث العام الماضي أن هناك من حشد مريديه ومن حوله ونزل بهم إلى ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب بُعيد تغريدات تُحشد وتجمع ما يشبه المريدين، ويوحي بأنهم أنصار زاويته، أو برنامجه الفضائي، وكأنهم بغرض التظاهر والتمايز عن بعضهم، فقد دخل في هذه الاستعراض كتاب الغفلة ومدونو اليقظة، ونصف الصحوة والمتعطشون للظهور، والإدعاء بمجد تغريدات التويتر والواتس أب والفيس بوك والبالتوك والبلاك بيري وما سواه..

أذكر أن هناك من كان يقدم ذاته قبل عامين بأنه (المدون الكبير) وقد طبع بطاقات «كروت» تعريف شخصي، وقبلها الرسائل والبلوتوث، وما إلى تلك النزوات، حتى أن هناك من بات يدَّعي في كل شاردة وواردة في هذا المجال، ليقدم ذاته بأنه (المغرد فلان)، بل ويتوعدك إن خالفته بتغريدات لاذعة أو قاتلة آخر الليل!!

وما تبرؤ بعضهم من مثل هذه التغريدات هذه الأيام وتنصلهم منها إلا أن هناك أمراً ما، جعل من هذا المشروع الإليكتروني الخطير سبيلاً لكشف ضعفهم وترددهم وقلة المصداقية لديهم. ولا يمكن لأحد أن يلقي باللائمة على جيل الشباب والناشئة، إنما يتم توجيه سهام النقد لمن يقال عنهم الكبار في المكانة والعلم حينما يخوضون في تفاصيل لا مبرر لها في هذه المنظومات.

بل إن هناك من اختلطت الأمور عليه ليُدخِل الحابل بالنابل، ولم يعد يُعْرَف من ينعق بسوء، أو يغرد بود ومعروف، فقد بلعنا -للأسف- غيره من «الطعم» ورسفنا بحبائل الترويج الاستهلاكي لهذه الأجهزة، فما بالنا لا نقبل بهذا التجريب الجديد الذي لا شك أنه يشبه ما سواه، أو ما سبقه؟!.. ولماذا إذن التنصل والتهرب من قبل هؤلاء الذين ظلوا يكررون أنهم أساطين التويتر والبالتوك والفيس بوك وما سواه من تجارب لنراهم وقد أداروا عنها الأكتاف وكأنها مجرد لعبة ملوا منها حينما جاء غيرها؟!

نعرف أن هذه الأجهزة والحواسيب والأنظمة الإلكترونية وأقنيتها المختلفة وُضعت للأعمال الإدارية والإجرائية وتسهيل عمل المهنيين من أطباء وعلماء وعاملين في المصانع والمساعدة في أعمال السكرتارية من أجل تسهيل أعمال رؤسائهم في هذه الأجهزة، إلا أن بعض الناس ظل يمارسها من قبيل التسلية والتباهي والكتابة والتدوين، وترديد المقولات الطنانة والعبارات الرنانة، ونسخها من بعضهم بعضاً في وضح النهار.

فقد كشفت هذه الطريقة وغيرها ضيق الأفق وعدم فهم المعضلة الاستهلاكية التي نعيشها، فالأمر لا يعدو كونه ترويجاً ممنهجاً لهذه الأجهزة التي تقذفها لنا مصانع التقنيات الحديثة، ويكون دورنا استهلاكياً سلبياً وغير مفيد، ولا نكتشف ذلك -للأسف- إلا بعد أن يتم تصريف كامل المبيعات ويعرف القوم أنها مجرد تجربة وحسب.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
يتبرأ من تغريده!
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة