ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 21/01/2013 Issue 14725 14725 الأثنين 09 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

الابتكار على طريقة «تويوتا» و«يوتيوب»

رجوع

بقلم: مايكل شراج:

على صعيد الأشخاص والإجراءات والتقنيات، قلّة من الأمور تجمع بين موقع «يوتيوب» وشركة «تويوتا». ولكن في أوساط المبتكرين العالميين، يتشارك الاثنان بشكل ملحوظ قيمة أساسية وأفضل الممارسات، بفضل اس تثمارهما في القدرات المبتكرة لدى مورّديهما.

في وقت سابق من الشهر الجاري، أصدرت «يو أس إيه توداي» نبذة ممتازة عن الجهود الملفتة للاهتمام، إنما الجدية، التي هدفت إلى تزويد حاضنة عالية التقنية بمضمونها وبالأطراف المنشئة لقنوات. وتطلق «يوتيوب» على مساحة اللهو الرقمية هذه، الممتدة على 41 ألف قدم مربعة والعالية التقنية، تسمية « سبيس» Space أي الفضاء. وتحظى مجموعة مختارة من 25 فناناً – لكل منهم ما يتراوح بين عشرة آلاف وثلاث مائة ألف مشترك على قنوات موقع «يوتيوب»- بفرصة استعمال منصّة «سبيس»، ويطلب منها «القيام بإنجاز رائع».

عندما قرأت المقال، كنت حصلت للتو على نسخة من مجموعة المقالات التحليلية «جمبا ووكس» Gemba Walks من تأليف جيم ووماك، وهو مستورد رائد لمنهجيات إنتاج مرنة مستوحاة من «تويوتا» وموجّهة إلى الولايات المتحدة. وكلما تعمقت المقالات التحليلية في مناقشة طبيعة العلاقات بين الموردين، ومجرى سير الأعمال، واستحداث القيمة، زاد فهمي لصلة «تويوتا» بمنصة «سبيس» التابعة لموقع «يوتيوب». وفي حين أن الإنتاج المرن يكاد لا يكون مرتبطاً بإنتاج أشرطة الفيديو، ثمّة رسالة واضحة تفيد بأن المؤسسات المرنة تتوق إلى الابتكار، الأمر الذي يجعل المورّدين بدورهم أكثر ابتكاراً. ولا تقتصر رغبة «تويوتا» على الحصول على نوعية متفوقة وحثّ المورّدين على إدارة الجردات في الوقت المناسب، بل تكرس أيضاً اهتمامها لمساعدة مورّديها على زيادة مستويات ابتكارهم وإبداعهم، مع العلم بأن «تويوتا» مستعدة لمساعدة أفضل مورّديها.

هذا هو بالتحديد الاستثمار الذي يُقدِم عليه موقع «يوتيوب». والمؤسسات لا تنجز ذلك – وليس مفترضاً أن تفعل – من خلال توزيع التحفيزات المالية. بل يُفضَّل أن تكون الاستثمارات أكثر تركيزاً على تطوير رأس المال البشري، حيث أن النفاذ إلى موارد الابتكار والمهارات أهم بكثير من المال.

بالنسبة إلى «يوتيوب» و»تويوتا»، من الواضح ما قد يعنيه الاستثمار في قدرات الابتكار التي يتمتّع بها المورّد. ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة إلى شركتك؟ ما الذي يفترض أن يعنيه؟ لقد عنى الأمر، بالنسبة إلى إحدى الشركات التي توفّر خدمات تسويقية، الانكشاف على فرق التطوير لدى كبار عملائها، وحضور امتحانات تقنية ومجموعات مناقشة من أجل التوصّل إلى فهمٍ أفضل لطريقة تصميم المنتجات وبنائها. وبالنسبة إلى إحدى الشركات المنتجة للمواد، عنى الأمر المشاركة في اتصالات صيانة مع مرفق عام عملاق. وفي الحالتين، كان العميل ينوي تزويد مورّده بالموارد التي يحتاج إليها للابتكار.

من يعرف إن كانت منصة «سبيس» ستسهّل إنتاج فيديو «غانغنام ستايل» Gangnam Style المقبل، أو ما إذا كانت جهود «تويوتا» المستمرة لإنشاء سيارات «أكثر مراعاة للبيئة» ستؤدي إلى إنجازات قيّمة في خلايا الوقود أو السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي؟ لكن لا يمكن تجنّب الواقع الذي يفيد بأن هاتين المؤسستين مستعدتان للاستثمار لجعل مورّديها أكثر ابتكاراً.

(مايكل شراج شريك بحث في مركز الأعمال الرقمية التابع لكلية «سلون» في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهو مؤلف «رهان جدّي»).

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة