ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 24/01/2013 Issue 14728 14728 الخميس 12 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

وتم العناق..
تجوالة سريعة في كتاب: (النظرة الشرعية ضرورة اجتماعية) للشيخ عبد الله الجزيري
حسن علي البطران

رجوع

المسائل الشرعية - التي يجب أن يتفقه فيها الإنسان، وتكون لديه ثقافة واسعة فيها، خاصة التي يُبتلى بها، والتي ليس هنالك بد له منها - عديدة وكثيرة وللأسف الكثير منا يجهلها وإن كان لا يجهلها فهو غير مُتقبلٍ لها بحكم العادات والتقاليد.. وكأن هذه العادات هي الشرع، وتلك التقاليد هي الفقه الإسلامي..!

المسائل الفقهية عديدة ومتنوعة؛ ومنها النظرة الشرعية والتي تشكل معبراً مهماً في تكوين وبناء الأسرة المستقرة، ذات الأبعاد الاجتماعية العميقة، خاصة فيما اُستقبل من الحياة بعد الزواج.. هذه النظرة التي أرادها لنا الدين والشارع المقدس لما لها من أهمية بالغة. ستعرف فلسفة هذه النظرة ومدى عمق مفعولها وسحرها من خلال إطلاعك على كتاب « النظرة الشرعية - ضرورة اجتماعية « للشيخ عبد الله بن عبد الحميد الجزيري، وهذا الكتاب يقع في (95) صفحة من القطع الصغير - الطبعة الأولى 1431هـ - 2010م دار المحجة البيضاء - بيروت / لبنان، هذا الكتيب يمثل بحث فقهي اجتماعي في أمر (النظرة الشرعية)، حيث تناولها الشيخ الجزيري فيه من عدة جوانب، وإن كان الجانب الديني هو الأبرز، وهذا ما يجب معرفته وإدراكه..

خاض الشيخ الجزيري في هذا الكتيب في ميادين النظرة الشرعية في عدة عناوين أساسية وتفرعت منها أخرى فرعية.. واعتمد الشيخ في هذا الكتيب على كثيرٍ من الروايات والأحاديث التي تتعلق بالموضوع نفسه، وهذا ميزة كون البحث فقهي ويعتمد في الدرجة الأولى على الروايات الواردة عن آل البيت عليهم السلام وعن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.

وجاء فيه تعريف للنظرة الشرعية حيث عرفها الشيخ: (وهي أن ينظر الرجل إلى المرأة التي يريد الزواج منها قبل الزواج بغية التعرف على كونها تناسبه أم لا من حيث مواصفات الشكل..). صفحة 12.

وأفهم هنا من تعريف الشيخ الجزيري للنظرة الشرعية أنه أقتصر على مواصفات الشكل..!!

وتنقل الجزيري في نظرته الشرعية بين جوانب عدة يقتضيها البحث؛ كحكم النظرة، وحدودها، والهيئة التي يراها عليها، والوقت، والمدة، وهل يشترط علم المرأة، وكما أشتمل البحث ولو بشكل غير موسع في البعد الاجتماعي لهذه النظرة، وقد تطرق إلى البديل عن النظرة حيث جاء في ص 82 - 83: (في حالات ليست بالقليلة يلجأ بعض الشباب إلى أحد أمرين أو لكليهما كبديل عن النظرة وهما كالتالي :

1 - النظر للصورة.

2 - الاستماع للوصف.

وقال أما الصورة: فلأنها لا تحكي الواقع كما هو بالضرورة، وربما كانت المرأة أثناء التصوير في كامل زينتها وهذا أيضاً لا يجعلها تحكي الواقع كما هو.

وأما الوصف: فلأن الواصف حينما يصف إنما يتكلم عن ذوقه وقناعاته وهذا لا يكفي لأن قناعات الرجل الذي يريد الزواج تختلف عن قناعات المرأة الواصف).

ويفهم من كلام الشيخ أن البدائل - مهما كانت؛ وصف أو صورة أو فيديو - لا تغني عن النظرة المباشرة، وليس لها الأثر كما كانت مباشرة من الذي يريد الزواج نفسه.

وختم الجزيري بحثه بهذا العنوان (الفرق بين النظرة الشرعية والنظرة للأجنبية)، وخلاصة أن (النظرة الشرعية) للشيخ الجزيري يفتح المجال أما المهتمين والباحثين للتعمق، وأنه ذي أهمية بالغة في الحياة الزوجية، وأن هذا الكتيب سد وشغل مكاناً بين الكتب الفقهية في هذا الشأن، وإن كانت مثل هذه المسائل موجودة ولكنها غير مجمعة وغير (ملمومة)، والشيخ الجزيري حقيقةً بذل جهداً غير بسيط حتى جمعها وأظهرها لنا بهذا الشكل (البحث الفقهي الاجتماعي).

نعم هذا البحث جداً في ذات الأهمية لتكوين أسرة ذات بناء قوي وراسخ، والشيخ عبد الله يمتلك من المقومات البحثية ما جعلته يغوص في هذا المجال ويكفي عن ذلك ما قاله في حقه آية الله العظمي الشيخ جواد التبريزي « قدس سره»: (صاحب الفضيلة والعالم الجليل الشيخ عبد الله الجزيري الأحسائي دامت تأييداته... أسأل الله سبحانه أن يديم له صحته ويزيد في توفيقاته لنشر معالم الدين وأحكام الشرع المبين على طريقة أتباع الأئمة الطيبين الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين إنه خير مجيب). الغلاف الأخير للكتاب.

الشيخ الجزيري تناول موضوع النظرة الشرعية بأسلوب سهل وبسيط وجميل، وقد بعُد عن التعقيدات والمفاهيم الفقهية، والتي تناسب أهل الاختصاص فقط.. كان أسلوبه سهلاً بسيطاً، وهو يتناسب مع الخاصة والعامة، فقد عرف كيف يوجه هدفه لمن يهمه هذا الأمر على اختلاف الطبقات الاجتماعية من حيث ثقافتها، فمن وجهة نظري أن من يقرأ هذا الكتيب يدرك معناه، ويعي مفهومه وغرضه، ولا يحتاج إلى توضيح، وهذه فلسفة مقصودة من الشيخ الجزيري عبد الله.

من الطريف ذكره هنا إنني كنت في (دردشة) مع الشيخ في مكتبه بالعمران / الأحساء قبل صدور هذا الكتيب بفترةٍ ليست قليلة، في شأن النظرة الشرعية - وأنا لا أعرف عن موضوع الكتيب هذا شيئاً - الموضوعات والنقاط التي دارت فيها الدردشة مع الشيخ تضمنها هذا الكتيب بالكامل، ولما صدر هذا الكتيب سارعت بزيارة الشيخ في مكتبه وباركت له وقلت له معاتباً: لماذا لم تصرح لي آنذاك بأنك قد كتبت في هذا الموضوع، خاصة وأنك تعرف أنني أعمل على هكذا موضوع ؟!! ودار حوار جميل وشائق بحضور بعض الأصدقاء، وفهمت من حديث الشيخ أنه يريد ذلك مفاجأة وكما كانت الآن..!! حقاً ما أجملها من مفاجأة وما أجمل توارد الأفكار بين الأصدقاء والأحباب، وكأن الهم مشترك بينهم..

للشيخ عبد الله بعدُ نظر في بعض المسائل وخاصة فيما يتعلق بالشأن الاجتماعي والأسري، وهذا يستشف من مؤلفاته وكتبه فله كتاب (كيف نبني الأسرة المسلمة) وكتاب آخر (مسألة اللواط - إحدى أخطر المشاكل الاجتماعية) وكتيبات أخرى.

جاء قبل مقدمة هذا الكتيب (صفحة5) تقريظ لطيف بقلم الشيخ علي الكوفي:

يراع عبد الله مرآة صفت

تكشف عن مواهب سنية

لآلئ قد نضدت في عسجد

وصورت في صحف درية

هدية منه لآل المصطفى

الله ما أجملها هدية

بنظرة كريمة من ربه

يحظى جزاء (النظرة الشرعية)

بهذا الجهد الجميل يكون الشيخ عبد الله الجزيري قد سد وشغل مكاناً في أرفف المكتبة العربية والإسلامية، وأنه قد فتح أو يفتح أبواباً لمن لديه الرغبة للتوسع في هذا الموضوع، خاصة من الناحية الاجتماعية والفقهية.

Albatrab151@gmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة