ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 24/01/2013 Issue 14728 14728 الخميس 12 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

الأرنب البري متلفتا
أحمد حسين العرجا

رجوع

إن الوقت في تاريخ الأمم والشعوب يعتبر عنصرا أساسيا في النهوض والتقدم في حال استخدم بشكل مناسب ، وخصوصا» عقب انتهاء الحروب ونشير إلى الحرب العالمية الأولى والثانية ، فهناك دول» لم تشترك في تلك الحربين ونهوضها وتقدمها كان بطيئا» وغير مجديا» ودول» أخرى اشتركت وتهدمت مدنها بشكل كامل وقد نهضت وتقدمت في زمن قياسي ، لأنها استغلت الوقت بشكل صحيح وبتخطيط سليم وبعزيمة لا تعرف التراجع. وكذلك في حياة الأفراد ، فإن الوقت مهم وعامل أساسي في تقدمهم أو تخلفهم ، حيث إن الفرد العاقل يستثمر الوقت المتاح لإنجاز عمل ما مستخدما» قدراته ورجاحة عقله وعندما يرغب الإسراع في التنفيذ ، فإن تعجله واضحا» في استمراره بالقيام بالعمل بوتيرة متصلة ، والإسراع في إنجاز المهمة لديه ، يعني الاستمرارية والتأني ، وإنجاز الجزء من العمل بشكل متقن قبل المباشرة في الجزء الذي يليه، وفي بعض الأحيان يكون متسرعا» ، ولكنه يوظف ما عنده من فطنة ونباهة ، كي ينفذ ما هو بصدده بكفاءة عالية ومستغلا» الوقت بشكل مدروس.

أما العقول الصغيرة تملي على أصحابها السرعة والتسرع ، لأنها ترى في أي عمل مطلوب إنجازه مهمة شاقة وكبيرة ، لذا نجد صاحب العقل الصغير يهرول مسرعا» وقد هاله حجم المهمة وضخامة العمل، وتراه راكضا» متلفتا» حوله مثل الأرنب البري حائرا» مشوشا» وقد ألتبس عليه الأمر ، في هذه الحال يزين له عقله أن ينجز كل شيء في آن واحد وبهذا لا ينجز شيئا» ولكنه أدى استعراضا» فارغا» من المضمون وبالتالي ضيع الوقت في الصوت العالي ، وينطبق عليه ( أسمع جعجعة ولا أرى طحنا» ).

إننا ندرك أن الفرد قد يواجه برنامجا» يوميا» حافلا» بالمتطلبات والمشاق ، لكن عليه أن يفضل إنجاز نصف ما هو مطلوب منه بإتقان وكفاءة عالية، على إنهاء كل متطلبات يومه بسرعة وتسرع وبسلسلة من الأخطاء الفاضحة الفادحة ، ونبين صدق ذلك عند تطبيقه على الكتابة ، فإن الذي يكتب بلهفة وبتسرع قد يوفر بضع دقائق من الوقت مقارنة بمن يسجل أفكاره بتأن وتؤدة ، ولكن وفي المحصلة توفيره غير مجز ومقايضة خاسرة ، وكان عليه قبل الاستعجال في الكتابة ، التفكير في السخرية التي سيثيرها بسبب تسرعه وخطوطه المتعثرة وأفكاره المبعثرة ، ثم هل تستأهل تلك الدقائق التي وفرها كل هذه السخرية، وفي النهاية نقول إن استثمار الوقت ، يكون في العمل الجاد المتأني لنحصد ثمرا» وليس في العمل المتسرع لنرتكب الأخطاء ، ويصبح الوقت وقتين.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة