ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 25/01/2013 Issue 14729 14729 الجمعة 13 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

أستاذ كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم بجامعة الإمام د. إبراهيم الدوسري لـ(الجزيرة):
الجامعات السعودية تبوأت الصدارة عربياً في إنشاء كراسي البحث العلمية

رجوع

الرياض - خاص لـ«الجزيرة»:

أكد فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أستاذ كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن كرسي البحث هو وحدة أكاديمية تُنشَأ في الجامعة؛ بهدف تهيئة البيئة البحثية اللازمة لنمو مجال علمي متخصص، ويُمَوَّلُ الكرسي في الغالب من مصادر خارج ميزانية الجامعة، ويتمتع بمرونة إدارية ومالية.

وقال: إن فكرة الكراسي تعود إلى تاريخ الحضارة الإسلامية في القرن السابع الهجري، وذلك عندما أنشئ أول كرسي للأستاذية في جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب لإلقاء دروس في التفسير، وقد تكاثرت الكراسي بعد ذلك في العالم الإسلامي. ومن مشاهير أساتذة الكراسي المقرِّي وابن الفحام وابن الصفار والتلمساني وغيرهم من مشاهير العلماء. ثم انتقلت تلك الفكرة إلى الغرب، حتى بلغت الكراسي العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية ألفي كرسي علمي، ومن بعد ذلك نشطت الدول الإسلامية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية؛ حيث قاربت كراسيها العلمية في الجامعات ما يزيد على مائتين وثلاثين كرسياً حتى الآن، منها واحد وعشرون كرسياً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي في تزايد مطرد. وفيما يأتي نص الحوار مع د. إبراهيم الدوسري:

* صدرت الموافقة السامية الكريمة على إنشاء ثلاثة كراسي في القرآن الكريم، منها ما هو موجود في جامعة الإمام، هل حدثتمونا عن أبرز دلالات هذا الكرسي؟

-نحمد الله - عز وجل - على ما منّ به على بلادنا المملكة العربية السعودية التي اتخذت القرآن العظيم دستورًا ومنهاجًا منذ قيامها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودٍ رحمه الله؛ حيث شرفها الله تعالى بمهبط الوحي ونور الرسالة وحمل راية الدعوة إلى الله وحده لا شريك له.

وتُعدّ جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة القرآن الكريم امتدادًا لهذا النهج الراسخ القويم لتمتد إلى جميع مجالات القرآن الكريم في عناية فائقة ومتجددة.

ويأتي إنشاء «كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم» ليعبر بجلاء عن اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - بكتاب الله المجيد، وسعيها لتوفير مختلف جوانب العناية به، وتسخير كل ما من شأنه خدمة القرآن العظيم على أحسن وجه.

ومن هنا صدرت موافقة المقام السامي الكريم رقم (41081) وتاريخ 23-9-1432هـ على «إنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم في جامعة الإمام محمد بن سعودٍ الإسلامية وجامعة أم القرى بمكة المكرمة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

* إلامَ تعود أهمية إنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم؟

- تعود أهمية إنشائه إلى عوامل عدة، منها: العناية بالقرآن الكريم مصدر التشريع الأول، القيام ببحوث علمية تجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ لتقرب هدي القرآن للناس، وتبرز معالمه ووجوه إعجازه ورحمته للعالمين، مواجهة الحملات الموجهة ضد القرآن الكريم التي تستهدف الطعن فيه والإلحاد في آياته، إبراز الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة القرآن الكريم وعلومه على الصعيدين المحلي والعالمي، دعم بحوث المختصين في القرآن الكريم وعلومه، دعم طلاب الدراسات العليا في التخصصات القرآنية، توثيق عرى التواصل العلمي بين المختصين في مجالات القرآن الكريم وعلومه وتعزيز تبادل الخبرة العلمية فيما بينهم، إفادة المجتمع من خبرات العلماء المختصين في القرآن الكريم وعلومه، وتوطيد الصلة بهم.

* ما دور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في رعاية ودعم كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم؟

- منذ صدور القرار السامي بإنشاء تلك الكراسي بادرت جامعة الإمام محمد بن سعودٍ الإسلامية بتوجيه سديد ومتابعة دؤوبة من معالي مدير الجامعة المشرف العام على الكرسي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل باتخاذ الإجراءات اللازمة إدارياً وعلمياً، ومن ثم صدر قرار مجلس الجامعة المبني على توصية مجلس كراسي البحث بالموافقة على إنشاء «كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم» ضمن برنامج كراسي البحث في الجامعة، وأن تكون قيمة تمويل الكرسي في ضوء ما ورد في المادة (الخامسة والخمسين) من لائحة كراسي البحث في الجامعة.

وقد مضت جامعة الإمام محمد بن سعودٍ الإسلامية قُدُمًا وبسعي حثيث على رعاية «كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم» أتم رعاية؛ لينهض بالواجبات المناطة به على الوجه الأمثل، وليكون هذا الكرسي رائدًا في مجاله ومركزاً علمياً عالمياً في العناية بالقرآن الكريم وعلومه؛ وذلك تحقيقًا لرسالة الجامعة التي أخذت على عاتقها خدمة القرآن الكريم، وانطلاقًا من المكانة العالمية للقرآن المبين الذي جاء رحمة للناس كافة، إلى جانب ارتباط الكرسي بشخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أولى القرآن الكريم وخدمته جلّ عنايته.

وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لديها برنامج كراسي البحث الذي بني على أسس ذات معايير عالمية وجودة عالية، ويقوم على إدارته الأمانة العامة لبرنامج كراسي البحث، وكرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم هو أحد الكراسي التي تلقى الدعم والمساندة من الأمانة العامة لبرنامج كراسي البحث.

وثمة عوامل أخرى تمتاز بها جامعة الإمام لدعم مسيرة الكرسي وتنظيمها، أبرزها ما يأتي: كون الجامعة إحدى أهم الجامعات المتخصصة في العلوم الشرعية في المملكة، والقائمة على الكتاب والسنة، ولها دور ريادي في هذا المجال.

ثراء تجربة الأقسام العلمية في الجامعة ذات العلاقة بمجال عمل الكرسي، خاصة قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين؛ حيث يتميز هذا القسم بتجربة علمية طويلة في دراسة القضايا ذات العلاقة بالقرآن الكريم.

ما تزخر به الجامعة من الكوادر العلمية من أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على أعلى الرتب العملية من الأساتذة والأساتذة المشاركين في التخصصات الشرعية، وبخاصة في القرآن الكريم وعلومه، بتخصصاته المتعددة في مجالات القراءات والتفسير وعلوم القرآن الكريم.

توافر مكتبات الجامعة وقواعد بياناتها على كم كبير من الدراسات، والرسائل العلمية، والبحوث التي نوقشت في الجامعة في المجالات ذات العلاقة باهتمامات الكرسي.

توافر التجهيزات المكتبية والتقنية اللازمة لقيام الكرسي بمهامه في ظل قوة البنية التحتية للجامعة.

* تحتضن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كراسي كثيرة في تخصصات متعددة، فما مكانة هذا الكرسي من بينها؟

- تقوم الجامعة برعاية الكراسي العلمية رعاية فائقة من شتى جوانبها العلمية والفنية، ويشرف على هذه الكراسي مجلس مكون من هيئة عليا تشرف على برنامج كراسي البحث، ويتولى المجلس التخطيط لمختلف جوانب عمل البرنامج الأكاديمية والإدارية والمالية، وتقويم أداء كراسي البحث.

ويحظى كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم بعناية خاصة لشرف موضوعه ومسماه من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل؛ حيث يتولى الإشراف العام على جميع أعماله، ويوجه بكل ما من شأنه تحقيق الكرسي أهدافه المنوطة به ورسالته التي أُنشئ من أجلها. وقد كان لذلك أكبر الأثر في دعم مسيرة الكرسي محلياً وعالمياً، كما أن معاليه يقدم كل ما يحتاج إليه الكرسي من رعاية واهتمام فائقين، وقد نشر الكرسي إصداراً خاصاً لمعاليه بعنوان: «إضاءات حول كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم». ويُعدّ هذا الإصدار وثيقة معتبرة، سيترسم الكرسي مضامينها الوافية ومعانيها السامية - بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه. ولمعالي المشرف العام بحوث مختصة في عناية المملكة بالعربية السعودية بالقرآن الكريم، وسيقوم الكرسي - بعون الله ومشيئته - بنشرها، كما رعى معاليه الملتقى التعريفي بكرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الجامعة، وقد كان لهذا الملتقى أصداء إيجابية في التعريف بهذا الكرسي داخل الجامعة وخارجها بفضل الله تعالى ثم بدعم معاليه.

* مضى على تأسيس كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم في الجامعة سنة كاملة، فما أهم منتجاته خلال تلك الفترة؟

- سبق أن أشرت إلى أن الكرسي اجتهد في وضع خططه الاستراتيجية من تاريخ الموافقة عليه، ومن ثم بدأ بتفعيلها - ولله الحمد والمنة - على أرض الواقع، وتفعيلاً لتنفيذ تلك الاستراتيجية وضع خطة تشغيلية لمدة عام، وعمل على تنفيذها، ونذكر من منجزاته ما يأتي: المشاركة في عدد من المؤتمرات والندوات العلمية في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها بعدد من البحوث العلمية، نذكر منها على سبيل المثال: «الالتزام بالقرآن الكريم عند ملوك المملكة العربية السعودية»، «معالم الحوار البنّاء»، «منهج الإمام ابن الجزري في تعليم القراءات».

المشاركة في عدد من الملتقيات التنسيقية، وتقديم أوراق عمل في محاورها، منها: ورقة عمل بعنوان «معوقات تنسيق العمل القرآني وطرق معالجتها» مقدمة للملتقى التنسيقي للمؤسسات العاملة في خدمة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية.

القيام ببعض الرحلات العلمية داخل المملكة وخارجها تفعيلاً لبرامج الاتصال العلمي، والتنسيق مع عدد من الأساتذة لزيارة الكرسي والمشاركة في مجالاته العلمية بمنتجات بحثية.

البدء بإجراءات عقد مذكرات التفاهم مع عدد من الجهات المحلية والدولية، ونذكر منها على سبيل المثال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

تقديم الاستشارة والمشاركة في الدورات التدريبية والمسابقات القرآنية، لدى الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم.

الموافقة على عدد من المنح البحثية، ونذكر منها: «جهود الملك عبدالله بن عبد العزيز في خدمة القرآن الكريم» و»الإجازات القرآنية».

إعداد مشروع بحثي يُسهّل على الراغبين حفظ القرآن الكريم تدبره وفهمه على منهج السلف من أول القرآن العظيم إلى آخره.

البدء بإجراءات نشر عدد من الرسائل العلمية، ومنها رسالتان في أسانيد القراءات وفي الانتصار للقرآن الكريم.

البدء بإجراءات نشر بعض الكتب في مجالات الكرسي، ومنها موقف القرآن الكريم من بعض القضايا المعاصرة.

العمل على ترجمة بعض الكتب في هدايات القرآن الكريم ودلالاته وقيمه.

نشر عدد من الإصدارات، منها: «مقالات في جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة القرآن الكريم».

عقد لقاء تعريفي بكرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم في رحاب جامعة الإمام 05-01-1434هـ للتعريف برسالة الكرسي وأهدافه ورؤيته وبرامجه وأنشطته وخططه.

بناء قواعد بيانات للأساتذة المختصين وطلاب الدراسات العليا والمراكز البحثية.

تأسيس موقع إلكتروني للكرسي www. imamu. edu. sa/ research_chairs/ holy_quran

وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق للكرسي عبر صفحة خاصة على الفيس بوك chairkingofquran وحساب رسمي على التويتر chairkingkuran، وقناة على اليوتيوب quran1433.

* هناك عدد من الجهات المهتمة بخدمة القرآن الكريم، كالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، فما موقف الكرسي من التعاون مع تلك الجهات؟

- مجال العمل القرآني رحب ومتنوع، ولكل جهة مجالها المختصة به، والتركيز عليه أدعى إلى إتقانه، وكرسي الملك عبدالله بن عبد العزيز للقرآن الكريم في جامعة الإمام يركز على الجوانب البحثية.

ولما كان أحد أهداف كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم تحقيق التكامل في مجال البحث العلمي المتخصص في القرآن الكريم وعلومه بين الجامعة بوحداتها المختلفة، والمؤسسات البحثية داخل الجامعة وخارجها، فإن الكرسي قد أخذ على عاتقه التنسيق مع الجهات الأخرى لدعمها بالبحوث المختصة، وبالفعل فقد عُني الكرسي بذلك وأخذه بعين الاعتبار عند وضع خطته الاستراتيجية؛ ولهذا أقرت هذا العام منحة بحث في الإجازات القرآنية، كما تم الاتفاق مع أحد الباحثين في نشر رسالته في أسانيد القراءات القرآنية، وذلك كله مما يخدم العاملين في مجال القرآن الكريم وإقرائه في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وغيرها.

ومما تجدر الإشارة إليه أن كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم مهتم اهتماماً كبيراً بعقد الاتفاقات ومذكرات التفاهم مع الجهات الأخرى لتعزيز عرى التعاون من خلال مجالات إجراء المشاريع البحثية، والجوانب العلمية كتأليف الكتب وتحكيم البحوث، وتبادل الإصدارات العلمية والمصادر المعرفية، والتعاون عبر الاستشارات والتدريب وتطوير البرامج والخطط، والتعاون في مجال إعداد وتنفيذ البرامج كافة ذات الاهتمام المشترك.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة