ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 28/01/2013 Issue 14732 14732 الأثنين 16 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مهما وصلت التنمية في المدن الكبرى فإن انعدام التنمية المتوازنة أي إيلاء المدن الصغرى والقرى والأرياف حقها من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، يؤدي كما نشهد وتشهد عشرات الدول إلى الهجرة الداخلية، ومن ثم الخلل السكاني والضغط على العواصم والمدن الكبرى، على خدماتها ومرافقها وسكانها أيضا.

ولعل اللفتة الحكومية إلى المدن الصغيرة بإنشاء الجامعات والكليات فيها بداية ذلك التوازن المنشود، لأنها بالفعل أبقت سكان تلك المدن نسبيا في مدنهم وبلداتهم، لأن الجامعات تحتاج إلى مرافق وخدمات ووظائف وهذا هو المقصود لتبدأ عجلة التنمية في السير. ومن أهم أوجه التنمية كما تعلمون الاهتمام بالجانب السياحي والترفيهي والقائم على ترميم المعالم القديمة وأحيائها بأحياء أهلها ورفدهم بالمشاريع الحرفية والتراثية والإنتاجية. مهرجان الزيتون الذي اختتم قبل أيام في الجوف أروع رافد ولفتة لهذه المدينة العريقة التي أتعبها الانتظار دهرا، فكان هذا المهرجان الذي بدأ يستقطب الجمهور من داخل وخارج المملكة، فحرك اقتصاد المنطقة ووفر وظائف موسمية وجلب اهتماما إعلامياً واجتماعياً، ولفت إلى منتج إستراتيجي له مكانة في قلوب المسلمين لما لهذه الشجرة المباركة من مزايا طبية واقتصادية كبيرة. حائل هي الأخرى على موعد قريب مع الرالي السنوي الذي يتعدى صبغته الرياضية ليكون حدثا اقتصاديا وسياحيا يجعل العروس تبتهج لضيوفها وتتزين بحلي الفرح والكرم والود الكبير. أهالي مدن أشيقر والغاط وعنيزة أحيوا مدنهم القديمة وأزالوا عنها تراب الزمن، فاستحقوا الاحترام والإعجاب من الأجانب والغربيين قبل السعوديين. فبعث بلدة هجرها أهلها منذ عشرات السنين ولا أبالغ ان لم يكن أكثر، وإعادة بناء ما تهدم من مساكن وبيوت الطين الأثرية ليس بالأمر الهين، وبدقة وبراعة بإشراف الأجداد وكبار السن كالذي تم في بلدة أشيقر مثلا، يستحق عليه الأهالي كل تقدير ودعم لأنه تم بمبادرتهم وجهدهم، وهذا والله هو التحضر لأن احترام الماضي وكل ما له صلة بتاريخ البلد ومخزونه الحضاري والاجتماعي دلالة أصالة وغنى حضاري، فمهما تطور المرء لا بد له من احترام ماضيه والمحافظة عليه والاعتزاز به. أما مدائن صالح والاهتمام بالترويج لها وتبني اليونسكو لها ضمن قائمة التراث العالمي بطلب من المملكة فهو ما كان مفترضا عمله منذ عقود، ولكن هيئة السياحة وما تقوم به من تنمية سياحية على امتداد المملكة يحسب لها هذه الخطوة الكبيرة، إذ إن مدائن صالح وكلنا نعلم ذلك أقدم من الأهرامات وهي عمل جبار وتاريخي ضارب في القدم، قدم التاريخ نفسه، فهذا ما ينشده زائر أتى من كوبنهاجن أو طوكيو، أو فيينا أو برازيليا، يريد تاريخا وآثارا كمدائن صالح أو الأخدود أو بئر هداج الشهير، هذه الكنوز الأثرية والتاريخيهي ما نفخر به، إلى جانب المنجزات، لنقدمه لضيوفنا وللعالم، ولننمي به مدننا الصغيرة أو تلك التي انتظرت دهراً غافية منسية، فنزيل الغبار عن وجوهها السمحة ونعيد الفرح والبهجة إلى أهاليها الكرام، ولكم فائق التحية.

omar800@hotmail.com

وقفة
المدن الأصغر لها كلمة
عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة